كشف أدبي الشرقية أمس عن مآثر ومواقف الأمير سلطان بن عبدالعزيز –رحمه الله– في ندوة أدارها الناقد محمد بودي رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي وشارك فيها الشيخ يوسف العفالق القاضي بمحكمة الاستئناف ونائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية والشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية والأستاذ حسن الجاسر مدير مكتب الأمير محمد بن فهد والكاتب في جريدة اليوم تناولوا فيها أبرز المواقف الإنسانية والثقافية والاجتماعية والدعوية التي أنجزها الأمير سلطان –رحمه الله- خلال فترة حياته. أيادٍ بيضاء في تقديمه عبر مدير الامسية محمد بودي عن الحزن العميق لمنسوبي النادي لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ال سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لاسيما وإن لدعم سموه المادي والمعنوي للثقافة والأدب كان له الأثر الكبير في مسيرتها الحافلة بشتى أنواع العطاء. وقال بودي إن سموه -رحمه الله- وبقلبه العامر بالحنان كانت له أياد بيضاء في حقول العمل الإنساني، حيث أحاط برعايته الأبوية ملايين المستضعفين في معظم دول العالم من خلال مؤسساته ولجانه وضمنها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية. مؤسسات سلطان من جانبه أبرز الشيخ يوسف العفالق القاضي بمحكمة الاستئناف ونائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية جهود سموه -رحمه الله- في مجال العمل الخيري التي امتدت إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم بدعمه لبعض المشاريع الدولية والمراكز، مثل مؤسسة سلطان الخيرية، ومركز سلطان للعلوم والتقنية، ومدينة سلطان للخدمات الإنسانية، وبرنامج سلطان للتربية الخاصة، والموسوعة العربية العالمية، وبعض البرامج الأكاديمية، وإنشاء جمعية خيرية لتحفيظ القرآن داخل وزارة الدفاع تعنى بحفظ كتاب الله.وبين العفالق ان الأعمال الخيرية لا تنحصر فقط فيما تقدمه الجمعيات الخيرية، بل هنالك كثيرون يتصدون للعمل الخيري بشكل فردي طيلة حياتهم، لكن معظم هذه النشاطات الإنسانية الفردية غالبا ما تختفي برحيل أصحابها، لهذا أرى أن من بين أهم المآثر الكثيرة التي تركها الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، أنه بادر بالعمل الخيري على المستوى الفردي، مع توجيهه إلى تبني تلك الأعمال النوعية، التي لا تتوقف عند حد معالجة قضايا المأكل والمشرب والمسكن، وإنما تتعداها إلى ما هو أبعد، وذلك من خلال إنشاء مؤسسة الأمير سلطان للأعمال الخيرية. سجل سموه «رحمه الله» الحافل بالعطاء وخدمة هذا الوطن يتحدث عنه وكذلك أعماله الخيرية والإنسانية ويده الكريمة التي طالت الجميع ليس في المملكة فحسب بل شملت جميع العالم من مشاريع خيرية ومساعدات إنسانية، وإن الحزن الذي نعيشه هذه الأيام بفقدان رجل عظيم بأعماله وإنجازاته حالة متفردة وقال الشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ان الأمير سلطان في إحدى وقفاته أيام حرب الخليج حينما رغب في دعوة القوات الأمريكية للإسلام من خلال توزيع المصاحف والنشرات التعريفية عن الإسلام وإرسال الدعاة إلى مكان تواجد الجنود في أرض المعركة، مؤكدا أن الراحل الكبير أراد أن يقدم أنموذجا مختلفا للعمل الخيري الفردي والدعوي الذي لا يغيب بغياب صاحبه، حينما وضع كل أعماله الخيرية تحت غطاء مؤسسة ناظمة، وقادرة على أداء رسالتها الإنسانية في حياته وبعد مماته، وصيغة العمل المؤسسي هي ما كان ينقص الكثير من تلك الأعمال الخيرية التي يديرها الأفراد لتستمر كصدقة جارية عوضا عن أن تختفي برحيل القائم عليها. وأضاف اللحيدان: لقد عرف مجتمعنا ماضياً وحاضراً من خلال موروثنا الاجتماعي شخصيات عُرفت بالكرم؛ كخصلة من جملة خصال مكارم الأخلاق التي عُرف بها الإنسان العربي، وبقدر ما بهرنا هذا الوصف من حالات الكرم، إلاّ أننا حين نكون أمام شخصية بمثل شخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- فإننا نجد أنفسنا نقف أمام حالة متفردة في البذل والعطاء والكرم، بل لا يمكن أن نجد مثيلاً لها أو أن نجد في مفردات اللغة كلمة تليق بوصف هذا الرجل الإنسان، أو بالأصح تليق أن تكون حالة تنسب إليه؛ إذ إن سلطان أوصلنا إلى مرحلة أننا ومن دون تكلّف ومن غير المبالغة يجب أن نصف الكرم ونضع له معايير بمقدار كرم وبذل وعطاء سلطان بن عبدالعزيز. دعم المرأة وتحدث مدير مكتب الأمير محمد بن فهد والكاتب في جريدة اليوم حسن الجاسر عن دور الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع من خلال صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة الذي يعتبر أحد أبرز الإنجازات التي ارتبطت بشخص الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-، إذ شارك بنصيب الأسد في دعم وتفعيل دور الصندوق عندما دعمه ب 30 مليون ريال، وتبناه كمشروع تنموي يدعم المرأة السعودية ليس فقط في المنطقة الشرقية بل على مستوى مناطق المملكة. وأخذ الصندوق منحى مهما بعد تدشين الأمير سلطان بن عبدالعزيز له في نوفمبر من عام 2007، ودعمه له لتشمل خدماته بعد المنطقة الشرقية مناطق المملكة، فعندما زار ولي العهد الصندوق بعد انطلاقة أعمال الصندوق بفترة وجيزة كأول زيارة له، أبدى تقديره وإعجابه بأهداف الصندوق، في حين حظي الصندوق بزيارته الثانية ليواصل دعمه المعنوي والمالي الذي وصل إلى 20 مليون ريال. وأضاف إنهم في صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة يشعرون بفقده وبالألم الكبير لغياب ابتسامته وحديثه وتشجيعه، فقد كان -رحمه الله- الداعم الأول للصندوق، فكان الصندوق وبرامجه محل اهتمامه وسؤاله ولم يكن الصندوق إلا نموذجا لحبه للخير وسعيه له حتى وصفه أخوه ومرافقه في رحلة علاجه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بأن الأمير سلطان مؤسسة خيرية بذاته. دعم الدين وركز الجاسر حول الدعم الكبير للقضايا الدينية والاجتماعية والعلمية، فهي الداعمة التي لا يمكن حصرها أو عدها، رحمه الله كان ركناً من أركان القيادة والإدارة في المملكة تشهد له جميع المناصب التي تولاها من عهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى وفاته -رحمه الله-. مصابنا كبير بفقدنا الأمير سلطان، والأمة الإسلامية والعربية فقدت برحيله قامة لا يملكون أمام رحيلها إلا التسلح بالإيمان والصبر. وأضاف: سجل سموه «رحمه الله» الحافل بالعطاء وخدمة هذا الوطن يتحدث عنه وكذلك أعماله الخيرية والإنسانية ويده الكريمة التي طالت الجميع ليس في المملكة فحسب بل شملت جميع العالم من مشاريع خيرية ومساعدات إنسانية، وإن الحزن الذي نعيشه هذه الأيام بفقدان رجل عظيم بأعماله وإنجازاته هو مصاب جلل علينا كأبناء لهذا الوطن المعطاء وفقدنا من خلاله هذا الإنسان الكريم. وفي نهايه الندوه قام النادي بتكريم المشاركين واهدي اليهم كتاب «لآلئ من الحب» عن الامير سلطان ومجموعة من اصدارات النادي.. هذا وقد قامت القناة الثقافية بتغطية الامسية اعلاميا.