ترى الأم ابنتها أمامها معزولة عن العالم المحيط بها، فتبكي بحرقة على حالها، وعندما تعلم أن العلاج ليس صعباً، وهو في متناول اليد، إلا أن الفقر يقف ضده، تبكي أكثر وأكثر، خوفاً أن تشب ابنتها على عاهة عدم السمع. وتعاني سامية (24 سنة) بمرض اللحمة الشوكية، مما تسبب في إصابتها بفقدان تام للسمع، وصعوبة في النطق، وكل مرة تشاهد سامية التلفزيون، تقترب منه، لعلها تسمع شيئاً من الصوت، وعندما تفشل، تقترب من والدتها، وتسألها «متى سأسمع صوتك يا أمي، وأسمع صوت التلفزيون، فتذرف الأم الدمع حين ترى فلذة كبدها أمامها مصابة، ولا تستطيع مساعدتها بسبب ضيق اليد. وتشكو الفتاة من هذه الإعاقة منذ الطفولة وتقول والدتها «حاولت علاجها بشتى الطرق، وقبل سنوات، تبرع فاعل خير لشراء سماعات لسامية، ولكن هذه السماعات فُقدت من ابنتي، ولا أستطيع شراءها، بسبب سعرها الباهظ، وهو 9000 ريال، فيما أكد لنا أحد الأطباء ان سامية بإمكانها أن تسمع، ولكن بحاجة إلى عملية جراحية، وهي عبارة عن زراعة قوقعة، تبلغ تكلفتها 150 ألف ريال»، مضيفة «من أين لنا تأمين هذا المبلغ والعين بصيرة واليد قصيرة، وحاولت طرق باب الجميع، ولكن دون جدوى، وخلال صحيفتكم، أناشد المسئولين في وزارة الصحة وأهل الخير علاج ابنتي في أحد المستشفيات المتقدمة في الرياض أو خارج المملكة». وتدخل الأم في موجة بكاء شديدة لرؤيتها ابنتها وهي يتقدم بها العمر، وتقول: «هي تسألني كل يوم متى سوف أسمع حديثكم مع والدي وإخوتي ورغم كل هذه المشاكل إلا أن سامية تجاوزت عددا من المراحل الدراسية، حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة»، موضحة «تحملت ديونا كثيرة بسبب مرض ابنتي، وسكني في منزل مستأجر، وزوجي طاعن في السن، وليس لديه عمل، ولكن كل يوم يمر، أتفاءل بالله ثم في أهل الخير في هذا البلد الكريم بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وأن يديم عليه ثوب الصحة والعافية».