هي أسرة تعيش الحزن، وترزح تحت وطأة الحاجة وقلة الحيلة، ومع ذلك تناست هذه الأسرة أوجاعها، ولم تعد تفكر في حاضر، أو تخاف من مستقبل، فقد استحوذت حال طفلهم «مهاب» على كل اهتمامهم، واقتصرت همومهم على كيفية علاجه.ويعاني «مهاب» ذو الأعوام الأربعة من نقص شديد في حاسة السمع لكلتا الأذنين، إضافة إلى عيوب خلقية في صوان الأذن والقناة الخارجية. تقول والدة الطفل: «لم نجد من يقف إلى جانبنا لإجراء جراحة تركيب قوقعة، مع أن كلفتها لا تزيد على 12 ألف ريال». وتضيف بنبرات حزينة: «أجريت لابني جراحة في الأذن اليمنى، بسبب التهابات متكررة أدت إلى وجود فتحة كبيرة في صوان الأذن وقناة الأذن وكذلك الأذن الوسطى، الأمر الذي تسبب في ما بعد في نقص السمع بشكل أسوأ من ذي قبل»، موضحة أنه خضع أخيراً لاختبارات فحص مستوى السمع في الأذن اليمنى من الاختصاصيين، الذين أكدوا أنه بحاجة ماسة لاستخدام السماعة الرقمية، «إلا أنهم نصحوا بإجراء جراحة إعادة بناء الأذن اليمنى، وتأهيلها سمعياً بوصلات اصطناعية لعظمات الأذن الوسطى، لصعوبة وضع السماعة، واحتمال تعرض الأذن لإصابات إضافية». أوقات طويلة من الحيرة تكابدها الأسرة، وليس لها سوى الصبر وانتظار الفرج من الله ثم من فاعلي الخير، لإعادة السمع إلى ابنها الصغير. فجأة قطعت الدموع حديث والدة مهاب، ثم أكملت: «نتعامل معه داخل المنزل بصعوبة، خصوصاً عندما يتألم، فنحن لا نعلم مما يشتكي، وصعوبة التواصل معه تحبطنا، وأحياناً تكاد تقتلنا». ولا تخفي أن ابنها ما زال يلاقي صعوبة في التوافق والتكيّف مع أسرته، «نحن نفتقر إلى الأساليب العلمية في التواصل معه، وهذا سبب له اضطرابات نفسية»، مؤكدة: «لم نفقد الأمل بالبحث عن علاج له، إذ تم عرضه على أطباء اختصاصيين، وطرقنا جميع الأبواب لعلاجه، إلا أننا نصطدم دائماً بكونه ليس سعودياً».