لم يفلح المفاوضون السعوديون في مفاوضاتهم العمالية مع الجانب الأندونيسي لأنهم غير محترفين ولم يمروا بتجربة المفاوضات العمالية في بلادهم فالأمور تمشي كما يقول الكثيرون «بالبركة». وقد ساهم ضعفنا في الكثير من مهارات التفاوض في تحقيق مكاسب للطرف الآخر. هم يفاوضون على مستوى وزير العمل والمحامين العماليين ونحن نفاوض على مستوى متواضع من الموظفين غير المؤهلين للتفاوض المهني المتكافئ، بل ونتعاطى مع المشكلة بفوقية وتجاهل للبروتوكولات المتبعة وكأننا فوق الخلق ونحن بين المتردية والنطيحة لا نفقه في مهارات وبروتوكولات التفاوض الشيء القليل. أستطيع فهم ما يدور في أندونيسيا من ضغوط على الحكومة الأندونيسية لأن النقابات العمالية تحمي مصالحها وتضغط على الحكومة لتقديم التنازلات للسعوديين ليستمر استقدام العمالة كما كان عليه. وكان الأجدر بالقنصل السعودي في جاكرتا عدم فتح الباب للتفاوض مع الأندونيسيين حتى تزيد الوطأة على وزارة العمل الأندونبسية وهيئات النقابات العمالية لنفاوض على المزيد مثل اعادة الأجور إلى مستواها الحقيقي بحدود 600 ريال، خاصة اجور الخادمات لأنني على علم أن الكثير من الأسر السعودية المضطرة لاستقدامهن في أشد الحاجة للمائة ريال فكيف بأجورهن ترتفع بنسبة عالية لا تعكس التضخم في بلادهن ولا يدفعن تكلفة التضخم في بلادنا لأن المستقدمين السعوديين يدفعون عنهن. أستطيع فهم ما يدور في أندونيسيا من ضغوط على الحكومة الأندونيسية لأن النقابات العمالية تحمي مصالحها وتضغط على الحكومة لتقديم التنازلات للسعوديين ليستمر استقدام العمالة كما كان عليه. الضغوط على الحكومة الاندونيسية قوية وكثيرة ومن كل جانب، حيث تم تسريح قرابة 30 ألف موظف يعملون في مكاتب تصدير العمالة في أندونيسيا بعد الإيقاف، وكذلك إغلاق مستشفيات الفحوصات المخبرية وتسريح موظفيها وتقليص عدد رحلات الطيران للخطوط الاندونيسية الى المملكة مما يضر بالطيران الاندونيسي. وبعدما كانت العمالة التي تعمل في المملكة تصرف على أسرها أصبحت الحكومة الأندونيسية الآن تبحث عن إيجاد وظائف لهذه العمالة في مناطقهم مما يحمل الحكومة أعباء مالية ويزيد من معدل البطالة. وهذا ما جعل العمالة الأندونيسية تتكدس لدى مكاتب تصدير العمالة وبأعداد كبيرة للرغبة في العمل بالمملكة. لا شك أن الأندويسيين حكومة وعمالة يرغبون في كسب لقمة العيش في المملكة، وسيشعرون بالضغوط المالية الصعبة وسيتنازلون عن شروطهم إذا كان المفاوضون السعوديون على درجة عالية من الحكمة والصبر والمهارات التفاوضية العالية والاستقراء الصحيح لتحقيق المكاسب الوطنية. أما إذا كانوا سيرضخون لشروط الاندونسيين والفلبينيين فإن الأمور لن تكون لمصلحتنا. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]