قبل رحيله و بعد انعقاد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث بمدينة الرياض في الفترة من 27 – 30 من ذي الحجة 1430ه و الذي نال فيه درع تكريم من وزارة الثقافة و الإعلام.. وثق الأديب الراحل عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد تجربته في الفترة التي عمل خلالها في نادي المنطقة الشرقية الأدبي منذ تأسيسه عام 1410 و حتى انتهاء رئاسته في عام 1426ه من منطلق مسؤوليته كرئيس لمجلس إدارة النادي . الراحل عبد الرحمن العبيد ورغم أن تلك التجربة لم تأت من فراغ إذ أن العبيد بدأ حياته الأدبية و الصحفية باكرا في صحف ما قبل المؤسسات مثل « أخبار الظهران « و» الإشعاع « و « الخليج العربي «.. ونشر قصائده الشعرية في المجلات الثقافية في بيروت و دمشق و أصدر ديوانه الأول « في موكب الفجر « عام 1400ه إلا أن تجربة النادي بصفته مؤسسة ثقافية تلقى رعاية واهتمام أولي الأمر في المملكة تلك التجربة كانت الأبرز و الأكثر حضورا و انتشارا للراحل خارج المنطقة الشرقية ، إذ اتجهت نحو التواصل الثقافي بين مناطق المملكة و الانتشار الفكري و الأدبي و الثقافي . الأدب و المؤسسات الثقافية.. نادي المنطقة الشرقية أنموذجا : بعد هذا الإصدار الأخير للأديب الراحل عبدالرحمن العبيد بعد مجموعة من الإصدارات منها : « الأدب في الخليج العربي» و« الموسوعة الجغرافية لشرق البلاد السعودية « و ديوان : « في موكب الفجر»... وغيرها. يؤكد المرحوم العبيد على دور المؤسسات الثقافية في المملكة خاصة الأندية الأدبية التي تشكل وفق رؤيته المنعطف الأهم في نشر الأدب والثقافة والوعي في المجتمع وذلك من خلال أنشطتها المتنوعة . و يتكون الكتاب من تمهيد و ستة فصول و خاتمة.. في التمهيد يؤكد المؤلف على دور المؤسسات الثقافية في المملكة خاصة الأندية الأدبية التي تشكل وفق رؤيته المنعطف الأهم في نشر الأدب والثقافة والوعي في المجتمع وذلك من خلال أنشطتها وبرامجها وفعالياتها المتعددة والمتنوعة. ويرى العبيد ان ما هو مجمع عليه ان الأندية الأدبية تمحورت غاياتها وأهدافها في مجالين رئيسين أولهما: نشر الأدب والثقافة والثاني نشر الوعي في المجتمع.. وهي أهداف سامية ترقى بالمجتمع ولغته وفنونه و فكره و ثقافته كما يرى. و يبين المؤلف أنه ود عرض هذه التجربة باعتبارها جديرة بالدراسة نظرا لأهميتها. إنشاء النادي الأدبي في الفصل الأول من الكتاب يتناول الشيخ عبدالرحمن العبيد إنشاء النادي الأدبي في الشرقية و دوره في تأسيس العمل الثقافي في المنطقة و دور مجلس الإدارة و لجان النادي المختلفة في التخطيط الثقافي الذي يعين على تحقيق الهدف الذي تنشره الدولة و المتمثل في رعاية الأدب و الفنون و تشجيع البحث العلمي و الحفاظ على التراث الإسلامي و العربي.. و أيضا اهتمام النادي بالعضوية التي تحقق أقصى الاستفادة من أهداف النادي.. و قدم الكتاب قائمة بأسماء الأعضاء و اللجان العاملة في النادي و اللائحة الداخلية للطبع و النشر و جهود الإدارة في إنشاء البنية التحتية للنادي . الفعاليات الثقافية يركز الفصل الثاني من الكتاب على الفعاليات الثقافية وي صفها بالمتنوعة و المتعددة، وشمل ذلك الحديث عن الإبداع و النقد و الثقافة من خلال الندوات و المحاضرات و الرحلات و المعارض و بحث تاريخ المملكة و جغرافيتها وكذا الاهتمام بالمناسبات الوطنية و توظيفها من خلال خطة سنوية حرصت على التعددية و التنوع و قدم الكتاب قائمة بأسماء المشاركين في الأمسيات المتنوعة و الكتب التي صدرت عن تاريخ المملكة و جغرافيتها و المثاقفة مع الأدباء العرب عبر مشاركات الأدباء و الكتاب العرب في فعاليات النادي. رعاية وتطوير الحركة الأدبية في الفصل الثالث يتصدى المؤلف تحت عنوان : «رعاية و تطوير الحركة الأدبية و الفكرية « من خلال عناية النادي بالأدباء الرواد و تكريمهم و تجسيد العلاقة بينهم و بين الشباب و الاهتمام بأدب المرأة و أدب الطفل من خلال المحاضرات و الندوات التي تعنى بهذا المجال و كذلك المسابقات الثقافية و العناية بالمواهب الشابة و الاستفادة كما يطرح من المثاقفة مع الأدباء العرب و محولة إصدار موسوعة أدباء وكتاب المنطقة والتعريف بهم. ويضيف إلى ذلك تأسيس موقع النادي على الشبكة العالمية «الإنترنت». الكتب والدوريات يشير المؤلف في الفصل الرابع إلى أن النادي أخذ على عاتقه إصدار عدد من الكتب في مجالات الأدب و الفكر و الثقافة و ذلك لتكون تلك الإصدارات رافدا للمكتبة العربية . و تشير إلى أنه قد تم ذلك كله وفق أسس و اعتبارات محددة في مقدمتها ما يمثله الكتاب من إضافة في مجاله سواء كان إبداعيا أو لغويا أو نقديا أو في أحد المجالات الثقافية الأخرى. ويتم ذلك وفق فاحص متخصص في مجاله لدراسته و تقويمه و التوصية بطباعته أو الاعتذار للمؤلف . و يقدم الفصل لائحة بإصدارات النادي التي توزعت على مجالات العلوم و الأدب و الفنون المختلفة و استعرض المؤلف قائمة هذه الإصدارات التي تجاوز عددها «55» إصدارا إضافة إلى مجلة دارين الثقافية الدورية التي صدر عددها الأول عام 1414ه و اختير لها اسم يحمل عبقا من تاريخ المنطقة و حوت أعدادها المقالات والدراسات والمحاضرات والإبداعات والبحوث . الفصل الخامس للكتاب يتحدث عن مؤتمرات رؤساء الأندية الأدبية التي شارك فيها نادي المنطقة الشرقية الأدبي و أبرز القرارات و التوصيات الهامة التي صدرت و ضمنها توصيات المؤتمر الثامن الذي عقد بمقر النادي بالدمام و الذي كان من بين توصياته إنشاء المجمع اللغوي السعودي الذي ناقشه مجلس الشورى و اعتبره المؤلف من مقترحات أدبي الشرقية . أما الفصل السادس و الأخير في الكتاب فتناول التعاون مع المؤسسات العلمية و الإعلامية في المنطقة من جامعات و صحف و قدم من خلالها عن دور الإعلام كما طرح بعض النماذج للتعاون مع هذه المؤسسات منها المشاركة في المهرجانات و الندوات و غيرها . الختام في الكلمة الختامية للكتاب طرح المؤلف بعض القضايا و التوصيات الذي أمل أن تصل إلى المسؤولين عن المؤسسات الأدبية و منها الاهتمام المتوازن بكل المدارس الأدبية الموجودة على الساحة و ملاحظة ذلك كله في تشكيلات مجالس الإدارة و غيرها . ولا ينسى المؤلف في نهاية كتابه أن ينسب الفضل لأهله مؤكدا على دعم و مساندة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – و كذلك ثقة و رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية . و وجه الشكر لوزارة الثقافة على دورها الكبير في دعم و متابعة الأندية الأدبية . هذا و قد حرص الشيخ الفقيد عبدالرحمن العبيد قبل رحيله على أن يلقى هذا الكتاب الانتشار ليؤكد على دور النادي خلال فترة رئاسته .