تأتينَ أو تأتينَ! وانسَيْ ثالثَ القَدَرَينِ.. إنَّ الأرضَ عابسةٌ بلا قَدَمَيْكِ.. والخُطُوَاتُ حَشْدٌ من تجاعيدٍ بناصيةِ الطُرُقْ تأتينَ أو تأتينَ! ثَمَّةَ خطوةٌ تكفي لتبتسمَ المسافةُ في وجوه العابرينَ وخطوةٌ أخرى تعيدُ العُمْرَ للطُرُقاَتِ مكتملَ الأَلَقْ تأتينَ أو تأتينَ! مشيتُكِ (الفراتُ) يفيضُ من غَنَجٍ ووقفتُكِ الغَرَقْ لا بُدَّ للأقدامِ أن تمشي وإنْ كان الطريقُ قد انْسَرَقْ ! أنا والقصيدةُ في انتظارِكِ منذُ ضَيَّعْناَ وسائدَنا ومَدَّ لنا الغيابُ وسادتينِ من القَلَقْ أنا والقصيدةُ في انتظارِكِ كائنانِ من الوَرَقْ جذعُ انتظاراتي المراهقُ لم يعد يقوَى على حملي.. أنا والقصيدةُ في انتظارِكِ منذُ ضَيَّعْناَ وسائدَنا ومَدَّ لنا الغيابُ وسادتينِ من القَلَقْ أنا والقصيدةُ في انتظارِكِ كائنانِ من الوَرَقْ تعالي..غافِلِي الحُرَّاسَ في جسدي ومُرِّي من تخوم غوايتي وخذي الجواهرَ والذخائرَ من خزائنِ فتنتي فأنا الثَّرِيُّ من الهوى حتَّى شراييني وأوردتي وآخِرِ قطرتينِ من العَلَقْ والشِّعرُ نذرٌ من نذوريَ فاقبليهِ إذا أتاكِ على بخور الروحِ.. إنَّ بخورَ روحيَ في المعابدِ من أنوثتِكِ احْتَرَقْ ما أنتِ حشرجةٌ بأُولى تمتمات اللحنِ.. أنتِ عصارةُ الأوتارِ في نَغَمٍ تَعَتَّقَ فانْعَتَقْ! هذي موانئُ ساعتي أفرغتُها من كلِّ ما أرسيتُ من سُفُنِ المواعيدِ القديمةِ وانتظرتُ على مدار الليلِ.. أنظرُ كيف ينشطرُ الهلالُ على الأُفُقْ! تأتينَ أو تأتينَ كي يَتَوَحَّدَ الشطرانِ في قَمَرٍ يُبَلِّلُهُ العَرَقْ! لا شيءَ يبقى لاكتمال البدرِ غير حديثِنا في العشقِ حتَّى تلبسَ الكلماتُ حُمْرَةَ ما نكابدُ من حُرَقْ تتمرَّغُ اللحظاتُ كالغزلانِ في بوغاءِ صرختيَ التريبةِ حين أصرخُ يائساً: تأتينَ أو تأتينَ! ضاقَ الأُفْقُ واتَّسَعَ النَّفَقْ فمتى أحلُّ على مضيفِ الحُبِّ في عينيكِ.. أحضنُ ريفَها الملتفَّ من حول المحاجرِ والحَدَقْ وأصاحبُ الغزلانَ في المرعى الذي يمتدُّ ما بين الترائبِ والعُنُقْ وأهيمُ عبر الليلِ خلف ضفائرَ تنسابُ شلاَّلاً من الفوضَى إلى النهر الأخير من الأَرَقْ وأغيبُ في عَبَقٍ بعمق الروحِ يكشفُ لي إلى أيِّ المدى نَضَجَتْ بروحِكِ وردةُ الأشواقِ.. إنَّ مدى النضوجِ يُقاسُ من وَهَجِ العَبَقْ تأتينَ أو تأتينَ! ثوبُ الصبرِ خانَتْني قماشتُهُ لكثرةِ ما انْفَتَقْ