يصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق هذا الاربعاء لمناقشة الأوضاع المضطربة في هذا البلد. ولا يبدو أن العربي سوف يتصل بممثلي تنسيقيات الثورة السورية، التي تحمل على الجامعة وأمينها العام وتأخذ عليهما موقفاً متخاذلاً من الثورة السورية المتصاعدة. وقبيل زيارة الأمين العام للجامعة العربية، الذي قيل انه يحمل مبادرة أو أفكاراً للانتقال السلمي في سوريا، طور النظام السوري من قمعه وإرهابه للمدن الثائرة. وقال معارضون ان مقاتلات حربية حلقت فوق مدينة الرستن، معقل انشقاقات الجيش. وتقول أنباء غير مؤكدة أن الطائرات قصفت أحياء في المدينة. وقتل مدنيان برصاص الجيش في المدينة نفسها صباح الثلاثاء. وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها المقاتلات الحربية، إن صحت الرواية، على الرغم من أن مروحيات عسكرية شاركت سابقاً، على الأقل، في قصف مدينة ألبوكمال في الشرق وجسر الشغور في الشمال. وأدان ممثلو الثورة السورية المستمرة في المدن السورية منذ 15 مارس الماضي، تصريحات أدلى بها نبيل العربي في زيارته الأولى لدمشق في 12 يوليو الماضي بعد توليه منصبه بأيام. وقال العربي آنذاك «لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم»، طبقاً للتلفزيون السوري بعد مقابلة العربي للرئيس السوري ورداً على تصريحات أمريكية مساندة للثوار ومنددة بقسوة النظام السوري ضد المحتجين. وفهم الثوار من تصريحات العربي، التي لم ينفها، ان الجامعة وأمينها يدعمان نظام الرئيس بشار الأسد ضد الثورة. مضيفاً ان «الجامعة العربية ترفض اي تدخُّل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية ولا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيم لأن الشعب هو الذي يقرر ذلك»، وذلك بعد تصريحات واشنطن بأن الرئيس السوري «فقد شرعيته». كما أشار العربي الى «أهمية الاستقرار في سوريا الضروري للاستقرار في البلدان العربية الأخرى». وهي الجملة التي يكررها المسئولون السوريون في محاولاتهم لمنع أي دعم دولي للثوار. يصل العربي وسط سخط شعبي سوري نظراً لصمت الجامعة العربية وأمينها عما يجري في سوريا. وتمتلئ منتديات الأنترنت ومقالات الصحف بنقد قاس للجامعة العربية وللدول العربية لامتناعها عن تأييد الثورة في سوريا. وتلزم الجامعة العربية ومعظم الدول العربية الصمت وتتجاهل الحراك السوري وأدلى العربي بهذه التصريحات الاستفزازية للشارع السوري بعد أيام من قيام مقيمين سوريين محتجين بمحاصرة مكتبه في القاهرة، وفي اليوم الأول لتوليه منصبه في 3 يوليو الماضي، مطالبين الجامعة العربية بالتدخل لإنقاذ الشعب السوري من بطش قوات الأمن السورية وميلشياتها. ويصل العربي وسط سخط شعبي سوري نظراً لصمت الجامعة العربية وأمينها عما يجري في سوريا. وتمتلئ منتديات الأنترنت ومقالات الصحف بنقد قاس للجامعة العربية وللدول العربية لامتناعها عن تأييد الثورة في سوريا. وتلزم الجامعة العربية ومعظم الدول العربية الصمت وتتجاهل الحراك السوري. وكسر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصمت العربي بإعلانه رسالة إلى الشعب السوري في يوم 8 أغسطس الماضي، أعرب فيها عن ألمه للبطش الذي يتعرض له الشعب السوري. وطالب القيادة السورية ببدء تنفيذ إصلاحات ووقف عملياتها البوليسية المسلحة ضد شعب أعزل وقال ان ذلك غير مقبول بالنسبة للمملكة التي قال انها ستلتزم بمسئولياتها التاريخية تجاه الشعب السوري. وطالب خادم الحرمين الشريفين القيادة السورية بانتهاج الحكمة والرشد لحل الأزمة في سوريا. وحذر من انفلات الأوضاع. ولقي الموقف السعودي ترحيباً واسعاً في الأوساط السورية والعربية والإسلامية، مما فتح المجال لأن تعلن الجامعة العربية موقفها من الأوضاع في سوريا مطالبة باحترام إرادة الشعب السوري. ولا يتوقع أن تغير زيارة العربي لدمشق من تصميم النظام على سحق الثورة أو من استمراره في استخدام الآلة العسكرية التي تقتل يومياً عشرات من المدنيين واعتقال مئات من المتظاهرين. في يوم 27 اغسطس الماضي، طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السلطات السورية وقف إراقة الدماء والجنوح إلى الحكمة والعقل في التعامل مع المظاهرات في المدن السورية ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين «قبل فوات الأوان». وقال المجلس في بيان خاص بسوريا، انه لم يعد بإمكان الدول العربية أن تلتزم الصمت حيال ما يحدث في الشارع السوري. وقرر المجلس تشكيل لجنة برئاسة سلطنة عمان وعضوية الأردن وتونس وقطر والأمين العام لجامعة الدول العربية للقيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل الموقف العربي من الأزمة للقيادة السورية. كما قرر المجلس إبقاء المجلس في حال انعقاد دائم لمتابعة الأوضاع في سوريا. وكلف المجلس الأمين العام بزيارة دمشق وإبلاغها بالموقف العربي. وعارضت سوريا الإرادة العربية وقال بيان سوري ان نظام الأسد سيتعامل مع القرارات العربية «كأنها لم تكن» في إشارة إلى غضب النظام في سوريا من الجامعة. وتحفظت سوريا على القرارات العربية.