قال د. مصطفى الرافعي: اقتضت حكمة الله أن ينصّب للناس ولياً من أنفسهم يرتضون لمقدّراتهم أن تكون ملك يديه، فيجمع كلمتهم، ويقيم الأحكام فيهم، وذلك هو الإمام العادل، وتلك هي الرعاية العظمى التي وصفها رسولنا الحكيم بقوله: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، والخادم راع في مال سيّده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)). يا خادم الحرمين الشريفين لقد ارتضيناك ملكاً علينا، فكنت الإمام العادل ولو ُخير قادة المسلمين لما اختاروا غيرك، بل من للمسلمين في هذا العصر غيرك!! إن شعوب الأرض قاطبة وبكل فخر تنظر إليكم بأنكم في عرين الاسلام وحامي حماه، مناقبكم الحميدة تشهد لكم بذلك من عدل واصلاح وحب من الرعية منقطع النظير. رؤساء دول العالم تنظر لكم كما ينظرون بكل تقدير الى الوالد القائد، ولقد شهد بذلك البعيد قبل القريب، فحاكم اقوى دولة في العالم لم يملك - لما استشعر مناقبكم ووقاركم وهيبتكم وتواضعكم - إلا ان انحنى لكم احتراماً وتبجيلاً.. انكم يا خادم الحرمين الشريفين بحق وبلا منازع من أسر قلوب شعبه وغير شعبه، فلقد رددت الحقوق ووقفت مع المظلومين وسددت حاجة المعوزين واحببت قومك فأحبوك. لقد رأينا الملايين وهم يدعون لكم ويذرفون الدمع بصدق في الحرم المكي ليلة السابع والعشرين من رمضان بأن يطيل الله في عمرك لتكون ذخراً للاسلام والمسلمين.. لا شيء يدفعهم لذلك الا الحب في الله .. اني والله لما اذكركم وانتم تستشعرون المسئولية وأرى حرصكم على خدمة الاسلام والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها اذكر مقولة سيدنا عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» الذي كان يستشعر المسؤولية فيقول: ((والله لو ان بغلة تعثرت بالعراق لخفت ان يسألني الله عنها)).. ان مواقفكم المشرّفة لخدمة الاسلام والمسلمين هي أكثر من ان تُحصى وكان آخرها وليس اخيرها اغاثة شعب الصومال.. يا خادم الحرمين الشريفين.. من يستمع لتوجيهاتكم وينظر الى افعالكم يرَ أنها جاءت وفقاً لهدي نبينا «صلى الله عليه وسلم» الذي قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وقوله (صلى الله عليه وسلم): "إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم.. إنهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة" وقوله (صلى الله عليه وسلم): "من سرّه أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فلييسّر على معسر أو ليضع عنه". إنكم يا خادم الحرمين الشريفين، بحق وبلا منازع، من أسر قلوب شعبه وغير شعبه، فلقد رددت الحقوق ووقفت مع المظلومين، وسددت حاجة المعوزين واحببت قومك فأحبوك.. لقد رأينا الملايين وهم يدعون لكم ويذرفون الدمع بصدق في الحرم المكي ليلة السابع والعشرين من رمضان بأن يطيل الله في عمرك لتكون ذخراً للاسلام والمسلمين.. لا شيء يدفعهم لذلك الا الحب في الله. لقد تنفس أخيراً الشعب الليبي الشقيق وازاح العقيد الذي جثم على صدورهم 42 سنة اذاقهم فيها هو وزبانيته سوء العذاب ولعب بمقدّرات وثروات دولة من اغنى الدول ولم يتركهم الا بعد ان اعْمل فيهم ذبحاً وتقتيلاً لكنه يبقى ثمناً بسيطاً في سبيل الحرية والتخلص من هذا العقيد.. ونحن نحتفل في عيد الفطر المبارك ونفرح بفرح اخواننا في ليبيا في انتصارهم، لا نريد للشعب الليبي ان يقول "عيد بأي حال جئت يا عيد".. وهم لا يستطيعون مداواة جرحاهم. يا خادم الحرمين الشريفين لقد مسّ الشعب الليبي الضر ونحن نعلم – يا ملكنا - انك مطلع على احوالهم ولم تغفل عنهم ولكننا نشاطرك الرأي والمشورة ونعلم ان رأيكم دوماً هو الرأي السديد لأنك ترى ما لا نرى وتعلم ما لا نعلم. صحيح ان اشقاءنا في ليبيا دفعوا بأرواحهم ثمناً للحرية لكنهم الآن في أمسّ الحاجة لوقفتنا بجانبهم، فهم لا يجدون من يُضمّد ويُداوي جراحهم، لقد بعثر عقيدهم الاموال في نيكاراجوا وعلى ثوار ايرلندا بدلاً من أن يبني ويجهّز المستشفيات، ولقد قرأنا في الاخبار ان المستلزمات الطبية تكاد تنفد من مستشفيات طرابلس.. يا خادم الحرمين الشريفين.. الجميع يعلم ان ليبيا لديها المال لتعالج مرضاها لكنها تحتاج الى وقت طويل لترتيب امورها بعد الثورة والمرض لا ينتظر.. فكم من يدٍ ورجل نستطيع انقاذها بإذن الله من البتر، وكم من عين نستطيع مداواتها بإذن الله إذا بادرنا بعلاجها سريعاً وكم وكم... ولكم أيادٍ بيضاء سابقة.. فلقد اغثتم – سلمكم الله - من قبل الجرحى الفلسطينيين وامرتم بمداواتهم داخل مستشفيات المملكة، فالله الله نناشدكم ان تصدروا امركم السامي الكريم بعلاج الجرحى الليبيين في مستشفيات المملكة وان تعمّدوا مكاتب وزارة الصحة في واشنطن ولندن وبرلين وباريس باستقبال الجرحى الليبيين للعلاج. يا خادم الحرمين الشريفين.. لن ينسى الشعب الليبي عيديتك لهم. [email protected]