اعتقلت القوات الأمنية السودانية ليلة الثلاثاء الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي بعدما كان أعلن في مقابلة صحفية مع فرانس برس الاثنين احتمال قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس الاسبوع الماضي. حسن الترابي وقال عوض بابكر مساعد الترابي البالغ من العمر 78 عاما "طوقت قوات الامن المنطقة منزل الترابي وقامت باعتقاله". من جهته أعلن صديق الترابي ابن الزعيم الإسلامي لفرانس برس "نعم لقد اعتقلوه. عندما يعتقل الناس لا يشرحون لهم سبب اعتقالهم. قد يكون ربما بسبب المؤتمر الصحفي الذي عقدته أحزاب المعارضة الأحد". وتابع "لقد اعتقل ايضا أعضاء آخرون في حزب المؤتمر الشعبي، انها موجة اعتقالات". ونقل موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية المقرب من اجهزة الاستخبارات السودانية صباح أمس أن "الأجهزة الأمنية المختصة حصلت على وثائق ومعلومات تؤكد علاقة حزب المؤتمر الشعبي بحركة العدل والمساواة (في دارفور ) بعد الافادات التي أدلى بها قادة الحركة الذين تم أسرهم غرب دارفور مؤخرا". وأضاف المصدر نفسه حسبما نقل عنه هذا الموقع "ان الافادات والوثائق اكدت دور المؤتمر الشعبي في توجيه وتمويل أنشطة حركة العدل والمساواة بالاشراف المباشر على عملياتها العسكرية بدارفور لاثارة التوتر دون أدنى مراعاة لمعاناة أهل دارفور". وكانت الاحزاب السودانية المعارضة ومن بينها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي المنضوية في اطار ما يعرف ب "قوى الاجماع الوطني"، اعتبرت الاحد " ان الأزمة الحالية في السودان لن تحل إلا بسقوط النظام وانهاء الشمولية وانتهاء حكم الحزب الواحد". وقبل ساعات من اعتقاله اعتبر الترابي في مقابلة مع فرانس برس ان قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس امر "مرجح"، ورأى ان هذه الانتفاضة الشعبية يمكن ايضا ان تجنب وقوع "حمام دم" في السودان الذي يتجه جنوبه نحو الانفصال. ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عمر حسن البشير عام 1989، إلا ان الرجلين اختلفا منذ نحو عشر سنوات ما دفع الترابي الى انشاء حزب جديد اطلق عليه اسم "المؤتمر الشعبي". من جهتها اعلنت حركة العدل والمساواة التي تنشط في اقليم دارفور ضد النظام في الخرطوم، ان لا علاقة لها على الاطلاق بالزعيم الإسلامي السوداني المعارض حسن الترابي. وقال أحمد حسين آدم المتحدث باسم حركة العدل والمساواة في تصريح لوكالة فرانس برس : "إن الحركة لا علاقة لها على الاطلاق بالترابي ولا بحزبه. كل هذا الكلام محض اختلاق وحملة دعائية من النظام" في الخرطوم.