منذ العام 1978 حتى الآن 2011 وها هي قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب اللبناني «اليونيفيل» تعمل على حفظ أمن وسلام هذه المنطقة رغم تعرّضها الى العديد من الهزات الأمنية التي أدت الى سقوط عدد لا يستهان به من جنودها، ووسط الاهتزازات الأمنية من حين لآخر وخفض بعض الدول عدد الكتايب وزيادة أخرى أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجّهها الى مجلس الأمن في الثالث من اغسطس ب»التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» مدة 12 شهراً حتى 31 اغسطس 2012، على ان «تمارس («اليونيفيل») حرية حركتها في اطار منطقة عملياتها»، وأن المسؤولية الاساسية لتأكيد حرية حركة القوة في منطقة عملياتها تقع على السلطات اللبنانية»، واشارت الرسالة الى ان «الهدف البعيد المدى ل»اليونيفيل» هو التحويل التدريجي للمسؤوليات التي تتحمّلها القوة حالياً، في البر والبحر الى الجيش اللبناني». الاحتفاظ بالقوة التشغيلية شدّد الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» نيراج سينغ في تصريح خاص ل «اليوم» على ان «الترتيبات الأمنية ل»اليونيفيل» دائماً ما تكون شاملة بغض النظر عن مسؤولية السلطات اللبنانية الأساسية لضمان أمن أفراد اليونيفيل ومنشآتها، وقال نحن نأخذ في النهاية التدابير بشكل منتظم لتخفيف المخاطر»، موضحاً ان «المهم قبل اتخاذ أي تدبير أمني التأكد من أنه لن يؤثر سلباً على عملياتنا على الأرض»، ولفت الى ان «أمننا مهم وكذلك المهمة الموكلة لدينا فأمن «اليونيفيل» وأمن منطقة عملياتنا مترادفان: لدينا مصلحة مشتركة مع السلطات اللبنانية ونحن نعمل بشكل وثيق معها لهذه الغاية». وقال إن الحوادث الأمنية التي تتعرّض لها «اليونيفيل» «تثير مخاوف أمنية خطيرة ونحن نتعامل مع هذه المخاوف عبر التعاون مع السلطات اللبنانية»، مشدداً على ضرورة «تحديد هوية المسؤولين عن هذا الهجوم وتقديمهم للعدالة ونحن نعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية لهذه الغاية».وقال: «تستمر عمليات اليونيفيل في الجنوب بلا هوادة ولا يمكن أن نسمح لمثل هذه الاعمال الارهابية بالحد من التحسّن المطرد في الوضع الأمني الذي تحقق في جنوب لبنان من خلال الجهود المشتركة بين اليونيفيل والجيش اللبناني». واضاف: «أما إدانة هذا الهجوم من قبل جميع الجهات في لبنان فتؤكد مجدداً الاجماع اللبناني على مهمة اليونيفيل. بعد سنوات طويلة من الصراعات، يحق للمواطنين التمتع بالهدوء الذي لم يسبق له مثيل على مدى السنوات الخمس الماضية، والتمتع بحياة يومية عادية. نحن نعمل جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني للحفاظ على الهدوء من أجل إرساء أسس مستدامة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وحول قرار بعض الدول تقليص عدد قواتها، اجاب سينغ: «ايطاليا هي الدولة الوحيدة التي تخطط لخفض عديدها في اليونيفيل خلال الأشهر القليلة المقبلة. ومع ذلك لا تزال تحافظ على أكثر من 1000 جندي في «اليونيفيل»، وسوف تظل واحدة من أكبر الدول المساهمة في قواتنا».وختم: «عموماً لا يوجد أي تغيير في قوام «اليونيفيل» على الرغم من أن التغييرات مستمرة في أعداد القوات من كل من البلدان المساهمة. المهم هو الحفاظ على قوة «اليونيفيل»عموماً بحيث نحتفظ بالقدرة التشغيلية لتنفيذ مهامنا بشكل فعّال». الجميع يعلم أن الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي قد أعادت التأكيد على استمرار لبنان باحترام التزاماته الدولية خصوصاً القرار 1701 من هنا ليس لدينا أي شكوك أو مخاوف من عدم التزام الحكومة بهذا الوعد». خفض العدد من جهته، أعلن سفير اسبانيا في لبنان خوان كارلوس غافو، أن قوات «اليونيفيل» قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة على عقب الأحداث الأمنية التي تعرّضت اليها «اليونيفيل» في السابق وهي على تعاون مستمر مع الجيش اللبناني. واوضح أن «إيطاليا هي البلد الوحيد الذي اعلن عن عزمه خفض 700 عنصر من عددها، وكما عزا المتحدث الرسمي باسم الكتيبة الايطالية أسباب ذلك الى أسباب إقتصادية»، لافتاً الى انه «مقابل خفض الكتيبة الإيطالية عددها هنالك كتائب أخرى أعلنت أنها ستزيد من عددها، كإيرلندا التي ستزيد العدد بنحو450 جندياً والنمسا 150 لتعوض عن الدنمارك التي ستسحب 150 كما أن صربيا أعلنت عن عزمها زيادة عددها في نهاية هذا العام. كل هذه الأمور لن تؤثر في فعالية مهمة «اليونيفيل». وحول التزام الحكومة الجديدة بالقرار 1701، قال: «الجميع يعلم أن الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي قد أعادت التأكيد على استمرار لبنان باحترام التزماته الدولية خصوصاً القرار 1701 من هنا ليس لدينا أي شكوك أو مخاوف من عدم التزام الحكومة بهذا الوعد». وقال السفير الاسبانى إن «العلاقة بين «اليونيفيل» وسكان الجنوب ممتازة وأقول ذلك بناء على خبرة خاصة شهدتها بنفسي خلال زياراتي المتكررة الى الجنوب سواء علاقة السكان المحليين ب»اليونيفيل» او علاقة السلطات المحلية بها وهي ليست علاقة أمنية فقط بل هي علاقة متنوّعة جداً تشمل دعم السكان المحليين ودعم المنطقة ومؤازرة سكانها في تنفيذ عدد كبير من المشاريع». من جهته، أفاد القنصل الفخري لأيرلندا في لبنان السفير جورج سيام ب»عودة دولة إيرلندا للمشاركة بقوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني ب455 جندياً»، مذكراً بأن «الايرلنديين شاركوا منذ العام 1978 الى 2001 في جنوب لبنان». وقال: «هذا العام اتخذ القرار بالعودة الى لبنان وهذا القرار كان بالتشاور مع الأممالمتحدة للمحافظة على العديد المطلوب لحفظ السلام في لبنان الذي يقارب 15 ألف جندي من مختلف الدول»، واضاف: «بدأت الكتيبة الايرلندية الآن عملها في جنوب لبنان وهي تتمركز الآن في منطقة تبنين التي سبق أن مكثوا فيها في السابق». وشدد على ان «الايرلنديين يشعرون بأن من يريد أن يوجّه رسالة سياسية لن يستخدمهم في ذلك نتيجة لعلاقات طيبة تربطهم بأهل المنطقة بالإضافة الى سجلهم الحافل بالإنجازات والسمعة الطيبة».