ما أجمل أيام العيد، وما أبهى فرحته لدى المسلمين جميعا صغارا وكبارا.. (نساء ورجالا وأطفالا).. ونحن نودع الأيام الأخيرة من رمضان هذا الشهر الذي ذهب عنا او كاد.. أي شهر قد تولى يا عباد الله عنا حق ان نبكي عليه بدماء لو عقلنا يفرح المسلمون بالعيد.. عيد الفطر المبارك.. ويحلو العيد لمن صفت نفسه وطابت سريرته وصام شهر رمضان عن الحرام.. والظلم.. الإيذاء.. إلى جانب صيامه عن الطعام والشراب والمفطرات..ما أسرع مرور الليالي والأيام وما أسرع انقضاء الشهور والأعوام، فبالأمس عشنا ليالي شهر رمضان المبارك، وهي امتنا الإسلامية على مقربة لتوديعه وتكون الأمة الإسلامية بذلك قد ودعت عاما من عمرها، عاما حافلا بالأحداث الجسام، أحداث مبكية وأخرى محزنة أليمة لاسيما أحداث التعذيب والقتل والاضطهاد والقهر الذي يعانيه المسلمون اليوم على وجه هذه البسيطة.. إن الأمة الإسلامية وهي تودع هذا الشهر العظيم لهي بحاجة ماسة أن تقف وقفة حق وصدق مع نفسها على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب والحكومات لكي تراجع حساباتها وتصطلح مع الله جل وعلا وكما كان أملنا ان يرحل رمضان عنا وقد حقنت جراح امتنا وانتهى الكثير منها او بعضها، كما كان المنى أن يعم الحق والعدل والسلام أرجاء هذه الأرض التي عانت وتعاني من ظلم البشرية وتمرد الخلق على الله، إن الأمة الإسلامية وهي تودع هذا الشهر العظيم لهي بحاجة ماسة أن تقف وقفة حق وصدق مع نفسها على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب والحكومات لكي تراجع حساباتها وتصطلح مع الله جل وعلا.. إننا نفرح جميعا بالعيد ونحن نواسي أرملة فقدت زوجها وعائلها، وأما فقدت وليدها، وأبا فقد ابنه وأسرة منكوبة فقيرة. وفي العيد تحين الفرصة لإصلاح الخلافات فيما بيننا نزور الأقارب، ونصل الرحم، ونعطي المحتاج.. ونفرح بالعيد لأن العاصي يتحول إلى تائب في شهر رمضان ويتحول المخطئ إلى مصيب، ومقترف الرذيلة إلى مبتعد عنها.. وهكذا يتطهر الصائمون من جميع المظالم والمساوئ لذلك يفرحون بطاعة الله وتعظيمه.. وبعد العيد يبقى النائب على توبته فنفرح، ويستمر العابد في عبادته، ويتمسك التائب بتوبته، يودع رمضان وهو يعيش أيامه ولياليه.. لأن المسلم يعلم أن رب رمضان هو رب الشهور جميعها.. فهو يعبد الله وحده لا شريك له.. وهو يسأل الله أن يرفع الضيم عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..