كانت حقوق المرأة -منذ القدم- في معظم المجتمعات البشرية تصطدم مع العادات والتقاليد الاجتماعية، وما زالت هذه الحقوق -في الكثير من الحوارات الناشئة- تقع بين سندان الإفراط ومطرقة التفريط، فيأتي -في بعض هذه الحوارات- من يقول إن المرأة الصالحة تخرج مرتين، مرة إلى بيت زوجها ومرة إلى قبرها، وآخر يتمنى أن تكون المرأة طليقة دون قيود دينية أو اجتماعية، وفي كلتا الحالتين غلو ما بعده غلو، وإقصاء للمنهج الوسطي ما بعده إقصاء، وربما (في كلتا الحالتين) لا يصدر هذا إلا عن عقل ترسخت فيه دونية المرأة، وهذا يستدعي البحث الجاد للتعرف على علامات الاستفهام المحيطة بهذه المواقف لتتضح لنا الرؤية! من المعلوم أن المرأة والرجل لكل منهما خصائصه، ولكل منهما وظيفته في هذه الحياة، ومن المعلوم أيضاً أن هناك أمورا ملحة يفرضها الواقع، لم تكن موجودة في السابق، والغريب أن هذه الأمور الملحة لا تطرحها المجتمعات للنقاش إلا إذا تعرضت لحملة من جهات غربية أو جهات تتبنى الوجهة الغربية من النظر، وعلى الرغم من اتفاقنا –جميعاً– على أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، نرى بعض (المتمشيخين) يقولون: لا يجوز للمرأة أن تتعلم إلا التعليم الابتدائي فقط، وما عدا الابتدائي فلا يجوز!! اتفقنا أن تعمل المرأة وفق ضوابط وشروط، ولكن لم نتفق أن تعمل في مجال يخل بوظيفتها الأساسية، أو يتنافى مع واجباتها باعتبارها زوجة أو باعتبارها أماً، ولم نتفق بأن تخل بواجباتها في رعاية الزوج والأولاد، كل هذا اتفقنا عليه، وقد اتفق معنا الفقهاء حين أجاز –معظمهم- للمرأة أن تكون مشاركة في معظم مناحي الحياة في المجتمع، عدا القضاء والولاية، رغم عدم وجود نص شرعي يمنع المرأة من تولي القضاء!! يأتي -في بعض هذه الحوارات- من يقول إن المرأة الصالحة تخرج مرتين، مرة إلى بيت زوجها ومرة إلى قبرها، وآخر يتمنى أن تكون المرأة طليقة دون قيود دينية أو اجتماعية، وفي كلتا الحالتين غلو ما بعده غلو، وإقصاء للمنهج الوسطي ما بعده إقصاء يثار هذه الايام موضوع تولي المرأة شيئاً من أعمال الحسبة، والبعض يقول: (لا بأس)، فالإسلام كرم المرأة.. بل جعلها شقيقة الرجل، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «إنما النساء شقائق الرجال»، ويقول الله تعالى (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)، وأفهم من ذلك أنهما جنسان مختلفان يكمل بعضهما البعض، والآية الكريمة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وهذه الآية جعلت الوظائف الاجتماعية وعلى رأسها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الوظائف المشتركة بين الرجال والنساء أو بين المؤمنين والمؤمنات، وقد جاء في التراث أن إحدى الصحابيات تولت الحسبة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الصحابية السمراء بنت مليك الأسدية، تولت الحسبة في مكةالمكرمة، وفي عصر عمر –رضي الله عنه- تولت الشفاء بنت عبدالله العدوية الحسبة على السوق، وقد قال تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف)، فإذا كانت المنافقة تأمر بالمنكر، فالمؤمنة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر!!. العبرة الحاسمة في أمور المرأة جاءتنا من القرآن الكريم في قصة ملكة سبأ في سورة النمل، تلك المرأة التي أسلمت، وكانت تحكم دولة في الجزيرة في اليمن برجالها ونسائها، والمرأة -اليوم- ملكة، ورئيسة دولة، ورئيسة وزراء، ووزيرة، وسفيرة،، وأستاذة في الجامعة، فهل بعد هذا كله اتضحت لنا الرؤية؟!. [email protected]