تزايدت ظاهرة الكتابة باللهجة العامية أو المحلية أو المحكية في الكتابات الأدبية السردية (وبالأخص الرواية) وذلك في المواقع الالكترونية بشكل قد يراه بعض المهتمين أصبح يشكل خطرا على هوية اللغة العربية، حيث إن اللغة ليست فقط أداة للتخاطب والتواصل بل هي هوية دينية وقومية، في وقت يرون أن هذا النوع من الكتابة يتناغم مع مطالبات بعض المستغربين باعتماد اللهجات المحلية في الإعلام والمناهج خصوصا في مناهج الأطفال. بالمقابل يبرر بعض كتاب السرد بالعامية استخدامهم للهجة المحكية في الكتابة إلى اقتناعهم بقصور الفصحى مقابل اللهجات العامية عن التأثير بالناس، مستدلين بتأثير الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية، والشعر العامي. ولأن الكتابة بالعامية انتشرت لدى شريحة من الجيل الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لذلك كتبت الروايات والقصص على المواقع الإلكترونية بأقلام صغيرة وتتجه للشخصيات والحوارات مباشرة وعادة ما تكون مشحونة بالعواطف التلقائية التي يتفاعل معها المراهقون وبالأخص الإناث منهم لطبيعة التجربة الحياتية المعاشة. فهي بمثابة الثرثرة التي تلاقي استحسانا وتفاعلا كبيرا منهن كما أنها وسيلة للتواصل بينهن. فالحاجة إلى التعبير عن المعاناة بالثرثرة تجد لها طريقا ملائما عبر المواقع والمنتديات , وجميعها تركز على علاقات الحب والهيام وخيانة الصديق مما يستهوي المراهقين والمراهقات فلا يمكن للسرد بالعامية أن ينتج إبداعا ولا يمكن مقارنته بالشعر الشعبي لأن الأخير قائم على تقنية العبارة الوصفية المختزلة بينما السرد يحتاج لاستخدام التوصيف بلغة قادرة على التوصيل واللغة العامية السردية تشتمل على مفردات إما محرفة من اللغة العربية الفصحى أو مقتبسة من لغات أخرى لذلك تختلف البيئات والثقافات حولها. والقارئ لهذا النوع من الروايات يجد أنه ليس هناك بعد ثقافي بقدر ما هو بعد اجتماعي محض في هذا النوع من الروايات العامية , فالحاجة الى التعبير عن المعاناة بالثرثرة تجد لها طريقا ملائما عبر المواقع والمنتديات، وجميعها تركز على علاقات الحب والهيام وخيانة الصديق مما يستهوي المراهقين والمراهقات. ومن يقرأ ذلك يجد أحيانا اللغة العامية تصبح معوقا للتواصل المعرفي بين الأفراد خصوصا ما يتعلق بنقل المشاعر فهي ستكون مقصورة على بيئات معينة فمثلا لا يمكن أحيانا لشخص يعيش في نجد قراءة رواية كتبت بالعامية الإماراتية مثلا وهي دولة خليجية وذلك للحاجة إلى فك الشفرة اللغوية المكتوبة فالمكتوب يختلف عن المنطوق.