وضَع شباب الأحساء الأندية الرياضية، ومراكز النشاط الاجتماعي التي تعج بها مدن المحافظة وبلداتها، في قفص الاتهام، بعد أن تخلت تلك الأندية والمراكز، عن دورها قسريا في احتضان الشباب، وباتت اللافتات المرفوعة فوق بواباتها الرئيسية، والتي تشير إلى اسم النادي، مضافاً إليه صفات الرياضي الثقافي الاجتماعي مجرد شعارات بعيدة عن الواقع الذي يطمح إليه الشباب، مؤكدين أن أندية المحافظة أصبحت مجرد منشآت ومقرات متهالكة، ومرافق بالية، عاجزة عن جذب واحتضان شريحة تمثل السواد الأعظم من المجتمع.. وسائل الترفيه وصف الشباب حال تلك الأندية بأنها، «تعيش في بيات شتوي مستمر، رغم أننا في فصل الصيف اللاهب، والإجازة الطويلة»، مطالبين الجهات المعنية، بتحويل تلك الأندية والمراكز إلى «منشآت عصرية، تتوافر فيها وسائل الترفيه والتثقيف، إلى جانب الملاعب الرياضية، أو إنشاء مراكز شبابية خاصة تتمتع بمواصفات قياسية، تتضمن مرافق متنوعة توازي طموح الشباب». رجال الأعمال ويرى الشاب فهد الحجرف أن «هذه القضية الشبابية، تعد من أكثر القضايا الملحة التي يجب أن تتصدى لها الجهات ذات العلاقة، وكذلك رجال الأعمال حيث ينتظر منهم الشباب الكثير، في تطوير مقرات الأندية وكذلك مراكز النشاط الاجتماعي التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية»، مشيرا إلى أن «هذه الأندية بوضعها الحالي البائس عبء على المجتمع، ولابد من إنشاء مقرات بديلة، لتقوم بدورها بعد تحويلها إلى بيئة حاضنة، تحظى بإقبال مختلف الفئات والأعمار، وليس فقط الشباب»، مضيفا أن «هذا هو الحل الوحيد حتى تصبح الأندية حائط صد قوي ومتين، لحفظ الشباب، خصوصا في الإجازات والمناسبات»، مؤكداً على أهمية استغلال الإقبال المحموم من قبل المجتمع إلى ممارسة الرياضة، معتبراً إياه «غنيمة ثمينة إذا تم استغلاله بما يعود بالنفع والفائدة»، مبينا أنه «بعد تطوير المنشآت الحالية، سينعكس في تنمية الدور الثقافي من قبل الأندية الرياضية، تجاه المجتمع، وخصوصا فئة الشباب، حيث الثقافة تساهم في تحديد اتجاه وأفكار الجمهور». ويتهم الشاب فهد الخماس الأندية بأنها بلا دور اجتماعي حقيقي، عدا بعض البرامج المؤقتة التي لا تعبر عن حاجات المجتمع الفعلية، فالإدارات غارقة في إيجاد الموارد المالية التي تعينها على تسيير فرقها الرياضية، وصيانة ملاعبها، وتوفير الحد الأدنى للمتطلبات الأساسية»، موضحا «منشآت الأندية غير مهيأة أصلا لإقامة أنشطة اجتماعية تكون السبيل للتواصل ولقاء أبناء المدينة أو البلدة لممارسة أنشطة اجتماعية داخل أنديتهم، تعزز من ارتباطهم بهذا النادي أو ذاك»، مطالبا رعاية الشباب والمستثمرين ب»إيجاد شراكة لتطوير الأندية لتكون مهيأة لاستقبال الشباب وبقية أفراد المجتمع من خلال صنع منشأة تكون ملاذا آمنا لشباب هذه المحافظة، الذين أبدعوا في جميع المجالات، وصنعوا الإنجازات الاجتماعية، والثقافية، والرياضية، بهذه المنشآت التي أكل الزمن عليها وشرب».
هذه القضية الشبابية، تعد من أكثر القضايا الملحة التي يجب أن تتصدى لها الجهات ذات العلاقة، وكذلك رجال الأعمال حيث ينتظر منهم الشباب الكثير، في تطوير مقرات الأندية وكذلك مراكز النشاط الاجتماعي التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية الأندية الرياضية ويضع مشرف مركز النشاط الاجتماعي ببلدة المركز عبد الكريم بن صالح الموسى، منشآت الأندية الرياضية في خانة الآيلة للسقوط، لما تعانيه مقراتها من إهمال، حيث تعجز الصيانة الترقيعية عن إصلاح ما أفسده الزمن، مشيرا إلى أن «مباني الأندية متهالكة، مستشهداً بسور نادي الروضة وما يعانيه هذا السور القديم من تصدعات»، لافتاً إلى أنه «لا توجد منشأة في الأحساء قادرة على جذب الشباب إليها، لعدم توفر الإمكانات والمرافق التي يحتاجها شباب اليوم، عدا منشأة نادي الفتح». أما على مستوى مراكز النشاط فقال الموسى: «هي مقرات مستأجرة، ولا تستوعب الشباب المتعطش لتفريغ طاقاته، والحصول على قطعة أرض، لإقامة منشأة اجتماعية بات ضربا من الخيال، والحصول على تلك الأرض يتطلب إجراءات تتحكم فيها البيروقراطية ، إضافة إلى سلسلة من الإجراءات الطويلة والمعقدة، تستمر سنوات عدة، دون الحصول على هذه المنحة، التي تتداخل فيها الكثير من الجهات الحكومية»، مقترحا أن «تسلم تلك المراكز إلى مستثمرين لتشغيلها، تكون تحت رقابة الوزارة وتقدم خدماتها مجانا للمجتمع». منشآت جديدة وأكد الشباب، محمد جاسم، وسامي المبارك، وعبدالعزيز العلي، أن شباب الأحساء في حاجة ماسة إلى منشآت جديدة، مطالبين رعاية الشباب بالإسراع في تنفيذ منشآت الأندية التي تم اعتمادها، ولم تر النور حتى اللحظة، بينما الشباب لا يعرفون أين يقضون أوقات الفراغ، حيث يحدوهم الأمل بإيجاد مراكز شبابية من نوع آخر، تستقطب كل من له هواية تحفظهم من رفقاء السوء».
رعاية الشباب: لا نوافق المنتقدين.. وهذه المدينة لبت رغبات الشباب يخالف مدير مكتب رعاية الشباب بالأحساء يوسف بن صالح الخميس، الآراء التي تنتقد وضع المنشآت الرياضية في الأحساء، مؤكدا أن مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية بالأحساء أدت دورها بالكامل»، مشيرا إلى أنها «استطاعت أن تلبي حاجات الشباب على المستوى الرياضي، والثقافي، والاجتماعي، وذلك من خلال البرامج المتنوعة التي استفاد منها مئات الشباب من أبناء هذه المحافظة الغالية على الجميع»، مضيفا أن «مقرات الأندية القديمة والحالية، وإن كانت ليست تتواكب مع طموحات شباب الأحساء، إلا أنها أدت رسالتها في ظل ظروف قاهرة، فكانت ولادة للنجوم والمبدعين في كثير من المجالات المختلفة، بفضل توفر الخامات المتخصصة والمدربين في الفترة الماضية». وأشار الخميس إلى أن «شباب الأحساء من أكثر المشاركين في فعاليات رعاية الشباب على مستوى المملكة، حيث وصل العدد إلى أكثر من 1000مشارك»، متغلبين على الظروف الصعبة، حيث نجد جماعة مسرح الشباب والطفل في الأحساء هي الوحيدة على مستوى المملكة المعترف بها من قبل رعاية الشباب، وكذلك جماعة التصوير الضوئي الأولى من نوعها على مستوى مكاتب رعاية الشباب، التي يشارك فيها أكثر من 40عضوا برئاسة علي الأحمد، كما أن كشافة الأحساء لها دور مميز ومعروف بين مناطق المملكة»، كاشفا عن العديد من المنشآت المعتمدة الجديدة للأندية ستنفذ على شكل مراحل إلى جانب منشأة نادي الفتح التي يستفيد منها شباب المحافظة».