ربما تكون مائدة الإفطار الرمضانية مع الأهل والأقارب من أكثر ما يميز هذا الشهر الكريم . إنه المشهد الذي يحرص الجميع على تكراره وفي أغلب الأحيان تتحول المائدة الرمضانية إلى اجتماع عائلي يتدارس فيه الأهل أحوالهم ، عائلات تفرّقهم ظروف الحياة ومشاغلها طوال العام، لكنهم يحرصون على إنهاء هذه المشاغل وكافة الارتباطات لحضور المائدة الرمضانية مع الأهل ، ولكن هناك من يتغيب عن هذه المائدة بسبب ظروف عمله التي تتطلب تواجده بين أروقة المكاتب ودهاليز العمل ورغم ذلك فهو سعيد بما يقوم به لأنه يؤدي رسالة عظيمة ، فبينما الكل يستمتع بدفء العائلة والأقارب .. هؤلاء يؤدون مهامهم وقد تمر عليهم أيام عديدة من الشهر الفضيل وهم يواصلون العمل بعيدا عن مائدة الأهل ، لا يشعرون بالملل أو الضيق فكل هدفهم أن يمر وقت الإفطار بسلام وهدوء وينجزون أعمالهم المكلفين بها على الوجه الأكمل . "اليوم" صاحبت الجنود المجهولين وكانت حاضرة على موائد إفطار العديد من الجهات الحكومية خلال الشهر الفضيل. توجهت "اليوم" لزيارة مقر دوريات الأمن بمحافظة الأحساء ، وكان في استقبالنا بكل حفاوة في البداية قائد الدوريات المقدم طارق بن خالد المقرن وعدد من الأفراد ، كما قمنا بزيارة غرفة العمليات التي تعمل على مدار 24 ساعة لتلقي بلاغات المواطنين وترصد التواجد الأمني بالبنوك والأسواق التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والصرافات وغيرها . قبل الإفطار وكانت زيارتنا لمقر العمليات الذين استعدوا لنا بالفطور وقبل تناول وجبة الإفطار معهم وهم على رأس العمل وبحضور قائد الدوريات المقدم طارق المقرن تحدث لنا رئيس غرفة العمليات المكلف الرقيب أول محمد السليطين وقال تكثر بلاغات المواطنين كل يوم قبل موعد الإفطار، حيث تتلقى غرفة العمليات البلاغات وغالبها تكون مضاربات وسوء تفاهم بين الأطراف وتتراوح البلاغات من 900 إلى 1000 بلاغ في الوردية الواحدة خلال الفترة المسائية فقط، ويتم التعامل مع هذه البلاغات مهما كانت درجة أهميتها سواء كانت بسيطة أو مهمة ، وخاصة حينما يكون البلاغ وقت (الغفلة) وهو وقت الإفطار أو بعد صلاة الفجر ويتم خلال هذا الوقت تكثيف الدوريات الأمنية على المواقع المهمة على مستوى المحافظة وذلك لحفظ الأمن والنظام وصد المخالفين وتتبعهم .
متابعة دقيقة للموقف الأمني بالشوارع
يتم التعامل مع هذه البلاغات مهما كانت درجة أهميتها سواء كانت بسيطة أو مهمة، وخاصة حينما يكون البلاغ وقت (الغفلة) وهو وقت الإفطار أو بعد صلاة الفجر ويتم خلال هذا الوقت تكثيف الدوريات الأمنية على المواقع المهمة على مستوى المحافظة وذلك لحفظ الأمن والنظام وصد المخالفين وتتبعهم رسالة نصية في حين أوضح الرقيب عادل جاسم البريكان بأن هناك جهاز استقبال خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة وهم الصم والبكم حيث تم وضع جهاز يتلقى رسالة نصية من الصم لتقديم الشكوى وتحديد موقع البلاغ ، ويتم توجيه الدورية للموقع وإذا تعذر معرفة الموقع يتم إرسال رسالة نصية أخرى لتوضيح الموقع بشكل أدق وتقوم الدورية بمباشرة البلاغ في حينه . على مدار الساعة ويقول وكيل رقيب خالد بن سالم الدوسري بأن شهر رمضان شهر الخير ونحن في غرفة العمليات نتلقى اتصالات كثيرة جدا من المواطنين لتهنئتنا بدخول شهر رمضان ، بل هناك من المتصلين قبل تقديم البلاغ يقوم بتقديم التهنئة بهذا الشهر ، ونجد عبارات الثناء من المواطنين والمقيمين وحينما نتلقى اتصالا من مواطن نقوم برد السلام ونقول له ما هو بلاغك فيقول اتصلت لتقديم التهنئة لكم فقط ، وهناك من يقدم التهنئة ثم يقدم البلاغ مباشرة بكل احترام وتقدير ونحن هنا في خدمة الوطن ولن نتأخر دقيقة واحدة عن الذود لحمايته من كل شيء واتصالات المواطنين على مدار الساعة وحب الوطن هو الدافع الكبير لنا في غرفة العمليات ، ووجود الصحافة لتناول وجبة الإفطار معنا أكبر دليل على حب الوطن والتقدير المعنوي من رجال الإعلام لتواجدنا وقت الإفطار بعيدا عن أسرنا. تجمعات الشباب في حين يقول الرقيب عبداللطيف الدويسان بأن تواجد الدوريات الأمنية في المواقع المهمة أمر ضروري جدا مثل الفنادق والشقق المفروشة والأسواق والمجمعات التجارية خاصة من المتسوقين من المواطنين ومن أبناء دول مجلس التعاون الأشقاء حيث يتم التركيز على هذه المواقع وكذلك الصرافات والبنوك وأسواق الذهب وتجمعات الشباب .
الدوريات جاهزة لأي طارئ (تصوير: محمد العبدي) عمل لايتوقف ويقول الملازم أول مرزوق بن جدي العتيبي بأنه وبصفته ضابط الميدان ( المناوب ) فإن عمل الدوريات الأمنية لا يتوقف حيث أن البلاغات والملاحظات والشكاوى ليس لها وقت محدد ، وبصفتي ضابط ميدان مناوب تردنا البلاغات من قبل الدوريات الأمنية العاملة في الميدان أو من قبل العمليات بناء على ما يردهم من بلاغات من المواطنين والمقيمين ويتم توجيهنا في تلك الملاحظات وذلك حسب نوع الملاحظة ، والعمل في الميدان شرف لخدمة الدين والمليك والوطن فكم نكون سعداء وقت الإفطار ونحن في الدورية لأننا نشعر بالفخر والسعادة لتوفير الأمن للمواطن والمقيم ، ونحمد الله على نعمة الأمن وأن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله . التنسيق مع الهلال الأحمر ويرى الرقيب محمد المقيطيب بأن مباشرة حالات المرضى النفسيين تُعد من أصعب الحالات حيث يتم الرفق بهم والتنسيق مع الهلال الأحمر لنقلهم مع مرافقة الدورية الأمنية لهؤلاء المرضى الذين نسأل الله لهم الشفاء في هذا الشهر الكريم ، حيث يتم التعامل معهم بكل لطف ونقلهم لمستشفى الصحة النفسية ومثل هذه الحالات يصعب على الإنسان التعامل معها لأنهم بحاجة إلى تعامل وعناية خاصة جدا حتى يتم السيطرة عليهم وتقديم الخدمة المناسبة لهم مع التنسيق مع الجهات الصحية والهلال الأحمر. في حين يقول قائد الدوريات الأمنية المقدم طارق بن خالد المقرن الذي رافقنا في هذه الجولة وعلى مائدة الإفطار أقدم التهنئة بهذه المناسبة إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- بمناسبة هذا الشهر الكريم وكافة أبناء الشعب السعودي ونوه المقرن بأن عمل الدوريات الأمنية يصب في خدمة أمن الوطن والمواطن والمقيم وأن رجال دوريات الأمن في خدمة المواطنين على مدار 24 ساعة واستقبال بلاغاتهم ومباشرتها في حينها وتسليمها جهة الاختصاص ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لتقديم أفضل خدمة لهذا الوطن الغالي ومواطنيه.