يبدو أن الطريق إلى الأسواق الشعبية محفوف بالمخاطر التي تترصد المراهقين دون غيرهم، بسبب وجود بائعين كثر، يعرضون أقراصاً مدمجة للبيع بأرخص الأسعار، هذه الأقراص قد تحوي مواد خليعة، أو أفلاماً ممنوعة، تحث على الرذيلة والفجور. ويحذر مواطنون من أن هذه النوعية من المواد منتشرة في الأسواق الشعبية بالأحساء وبكثرة، مطالبين جهات المراقبة، القيام بدورها في محاربة هذه الظاهرة، وملاحقة مروجي هذه المواد.. حسيب ورقيب تكفي جولة سريعة في الأسواق الشعبية المنتشرة في محافظة الأحساء، لتتأكد من هوية المخالفات الصريحة، التي ترتكب فيها، من قبل بائعين يرفعون شعار «بع كيفما تشاء بدون حسيب أو رقيب» وسط غياب تام من الرقابة ومن بعض الجهات المعنية، وقد يكون لافتاً للنظر قيام أحد الباعة في طرف السوق، ببيع الاقراص المدمجة تحت غطاء التطور في عالم التقنية والتكنولوجيا، ولا أحد يعلم حقيقة ما تحويه هذه الأقراص، ألعابا إلكترونية أم أفلاما إباحية؟. ويرى الكثير من المتسوقين ان بيع تلك الأقراص المدمجة أصبح طبيعياً في الاسواق الشعبية، في ظل غياب متابعة الاسرة والمجتمع والجهات المعنية على وجه العموم ويقول الشاب احمد الزهراني ان «المسؤولية تقع على عاتق المجتمع بوجه عام، ومنها الأمانات والبلديات في المناطق وكذلك وزارة الاعلام، والكثير من الجهات». ويتابع الزهراني ان «الكثير من الاسواق الشعبية في الاحساء تبيع الاقراص المدمجة وبأرخص الاسعار، حيث يبلغ سعرها ما بين 5 و10 ريالات للقرص، وتحتوي هذه الأقراص على ألعاب سيارات وأفلام»، مضيفاً «وفي الحقيقة أجد في بيع الأقراص دون رقيب أو حسيب، ظاهرة خطرة، تعصف بالمجتمع بحجة التطور، ولا ندري ماذا تحوي هذه الأقراص، فربما بها أفلام كرتون، تحث على الكره والبغضاء، أو بها مواد خليعة منافية للآداب العامة، أو بها أشياء منافية للعقيدة الإسلامية والتقاليد التي تربينا عليها». الأفلام الاجنبية وأفاد ابراهيم القريني أحد الزبائن أنه يسعى دائما لشراء الأقراص المدمجة بمختلف أشكالها، ويقول: «أشعر بالكثير من المتعة وأنا أبحث عن آخر الأفلام، والجديد في هذا العالم الكبير، خصوصا الأفلام الاجنبية التي تعرضها القنوات الفضائية»، مضيفاً «أتعامل مع أحد الأسواق الشعبية، التي تحوي تجاراً يعملون في هذه الأقراص بجميع أشكالها وأنواعها، والجميل أنه أثناء عملية البحث، ربما أجد أقراصاً فيها أشياء جديدة كلياً علي، وربما أجد أفلاما نادرة أو قديمة جدا، أو جديدة لم تطرح في الأسواق بعد». أجهزة الكمبيوتر وفي الوقت الذي يشير فيه الكثير من أصحاب المحال الالكترونية إلى أن الكثير من تلك الاقراص المدمجة التي تباع في الأسواق الشعبية، تعتبر شبه تالفة، وان استخدامها قد يسبب الدمار التام لأجهزة الكمبيوتر، وتحديداً أجهزة ألعاب البلايستيشن، يدعي تجار هذه الأقراص أن بضاعتهم صالحة وأنهم يختارونها بعناية من كبرى الشركات، مؤكدين أنها رجيع بضاعة المحال الكبيرة العاملة في هذا المجال، وأن أسعارهم المخفضة تعود إلى أن هذه البضاعة بها عيوب طفيفة في التغليف أو الطباعة، مما لا يؤهلها للعرض والبيع بأسعار مرتفعة في المحال المشهورة. ويقول أحد هؤلاء التجار: «نأتي بهذه البضاعة إلى الأسواق الشعبية، ونعرضها بأسعار معقولة لزبائن هذه الأسواق، وهم من محدودي الدخل، الذين يبحثون عن أرخص الأسعار، فنعرضها بأسعار تتراوح بين 5 و10 ريالات للقرص الواحد.
قد يكون لافتاً للنظر قيام أحد الباعة في طرف السوق، ببيع الاقراص المدمجة تحت غطاء التطور في عالم التقنية والتكنولوجيا، ولا أحد يعلم حقيقة ما تحويه هذه الأقراص، ألعابا إلكترونية أم أفلاما إباحية؟ ألعاب الكترونية ويعترف بائع آخر بأن بعض هذه الأقراص قد تحوي مواد خليعة، رغم أنها تحمل إعلانات لألعاب الكترونية، أو أفلام أجنبية، مشيراً إلى أن الباعة يعرفون حقيقة هذه الأفلام، ورغم ذلك يبيعونها للمراهقين بأسعار خاصة جدا، قد تصل إلى 100 ريال للقرص الواحد، مضيفاً أن «ألاعيب هؤلاء التجار معروفة وسط السوق، والجميع على علم بها، ونحن نرفضها من منطلقات دينية واجتماعية وأخلاقية، ولكن من يرتكبون هذه الأفعال، هم يبحثون عن الربح السريع وغالبيتهم من الأجانب الذين يروجون بضاعتهم على أبناء جلدتهم». مخلة بالاداب ويطالب خالد القرنسيس بتحرك الجهات المعنية لإيقاف الكثير من المخالفات التي ترتكب في بيع هذه الألعاب، التي تحتوي بالفعل على مناظر مخلة بالاداب ويقول: «جميل أن نتوصل إلى العيب، ولكن الأجمل ان نعمل على تلافيه والقضاء عليه قبل أن يستفحل، وبالتالي علينا ان نتحرك من أجل أولادنا الذين يحتاجون الكثير من التفاهم والتوعية في هذا الاطار».