التجارة بالمواد الإباحية من الثقافات المنتقلة عبر الوافدين، بتأثير من ثقافاتهم التي لا ترى معيبا مانعا من تسويقها وترويجها، وذلك ما أصبحوا يقومون به في الأسواق المزدحمة بهم والأحياء التي يسكنونها دون مراعاة للجوانب غير الأخلاقية في هذه التجارة الحرام التي لا تتفق مع تشريعات وأنظمة البلد الذي قدموا إليه من أجل الاسترزاق والعمل الشريف. جنوح الوافدين إلى أعمال منافية للآداب يفتح كثيرا من الملفات التي تعنى بتحقيق الأمن الاجتماعي وحماية أبنائنا من مخاطر التداخل الثقافي والانحلال الأخلاقي الذي يعتبر سمة بارزة لكثير من الوافدين الذين لا يعملون أو يعملون في مهن هامشية، على نحو ما يقوم به بعضهم من الاتجار في الأقراص المدمجة الإباحية للمراهقين ونشر ثقافة انحلالية في المجتمع. 40 ريالا “شمس” تجولت بين باعة الأقراص “السي دي” و“الدي في دي” وكان من بينهم أحد أشهر باعة الأقراص الخليعة حسب وصف الموجودين هناك، حيث يوجد في محل تم إغلاقه في حي البلد، وتم تحويله إلى محل أجهزة إلكترونية، وقد أكد أن اثنين من زملائه يحملان أفلاما إباحية من القنوات عن طريق الإنترنت ونسخها على شكل أقراص، ومن ثم تتولى مجموعة أخرى بيعها. وأضاف: “هناك برامج تقنية مطورة تفتح المواقع المحجوبة، ونسجل ما يعرض، وبعد ذلك تنسخ في أقراص ونغلفها بأغلفة أفلام أجنبية لتباع بأسعار لا تقل عن 40 ريالا”، وعن الفئات العمرية الأكثر طلبا للأفلام أكد أن جميع الفئات تطلبها، لا سيما المراهقون، وأوضح أنه لا يبيع حتى يتأكد من أن الزبون يطلب هذه النوعية من الأفلام من أجل المشاهدة. ضرر تجاري “أبو أحمد” صاحب محل لبيع أقراص مدمجة نظامية، أكد أنه تضرر كثيرا من إغلاق المحال البائعة لتلك الأقراص، وقال: “ على الرغم من أنني كنت من أشد المعارضين لوجود باعة وافدين، وقد أخبرت صاحب السوق بذلك بعد أن اكتشفت أنهم يبيعون أفلاما إباحية، وهذا ما تم التأكد منه، ولكنني في الوقت نفسه تضررت إذ لم يمر على افتتاح محلي سوى ثلاثة أشهر”. وأضاف: “الضرر الذي لحق بي هو أنني كنت جلبت آلاف الأقراص من الأفلام العربية والأجنبية من إحدى الدول الخليجية من أجل بيعها، وكلفتني ما يقارب عشرة آلاف ريال، وهذا ما دعاني إلى أن أطلب من العامل أن يوزعها ويبيعها بالقرب من المجمعات والأسواق”. حتمية التعاون ويؤكد سعيد الغامدي (معلم)، أن بيع هذه الأقراص يشكل خطرا واسعا على أبنائنا، ويقول: “لا أدخل مجمعا أو مركزا تجاريا في حي البلد إلا وأرى مجموعة من العمالة الوافدة يروجون لهذه الثقافة”، وطالب الغامدي من المجتمع بكافة شرائحه الوقوف مع الجهات الأمنية ورجال الهيئة في محاربة كل من يفسد بناء المجتمع. من جهة أخرى لفت أحمد السالمي، (موظف في قطاع عسكري) إلى أن الظاهرة في اتساع وانتشار رغم الحملات التي تقوم بها الهيئة والجهات التي تساعدها، ولكن على أفراد المجتمع أن يتعاونوا مع هذه الجهات في محاربة كل من يروج للفساد في هذه الأرض الطاهرة، وأشار إلى أن اقتناء هذه الأقراص الإباحية ومشاهدتها ليس إلا إضاعة للوقت والجهد والمال، والفساد في الدين والأخلاق والمروءة، وليس في مشاهدتها أدنى فائدة.