يترقب والد الطفل صالح المري تأثير البيروقرطية على حياة ابنه، محذراً من أن هذا التأثير قد يهدد حياة الصغير، الذي كان محظوظاً بتكفل سمو ولي العهد بعلاجه في ألمانيا، بيد أن «أمر العلاج» قد يعطل رحلة شفاء الصغير، المطالب بالحصول على أمر علاج جديد، ويتساءل الوالد «لماذا أمر علاج جديد، ورحلة العلاج الأولى لم تكتمل بعد؟». ويضيف الأب: «لم أكن مستغربا من التفاعل السريع من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مع حالة ابني صالح، الذي يعاني فتحة في ظهره، حرمته من الحياة الطبيعية كبقية أقرانه وتكفله شخصياً بعلاجه خارج المملكة، وذلك بعد أن نشرت جريدة «اليوم» حالة ابني يوم الأحد 14-3-1430ه في العدد 13407 تحت عنوان «صالح» لا ينام إلا واقفاً.. وعلاجه في ألمانيا». مضيفاً «لم أتوقع أن يتوقف علاج ابني في المانيا فجأة، حيث لم يتبق سوى إجراء العملية الجراحية»، مضيفاً «ذهبت للملحق العسكري السعودي ببرلين، وأجريت كافة الفحوصات المطلوبة لإجراء العملية الجراحية، التي ستحل بإذن الله مشكلة ابني، التي يعاني منها منذ ولادته, وتم تحديد موعد العملية الجراحية بعد شهر وقتذاك، ونظراً لغلاء المعيشة هناك، قررت الرجوع للمملكة، حتى موعد العملية الجراحية، وقبيل الموعد المحدد، سافرت إلى ألمانيا, ولكني تفاجأت بطلب الملحق العسكري بألمانيا، الحصول على أمر العلاج مرة أخرى». ويتساءل المري «كيف يطالبونني بخطاب أمر علاج جديد، وعلاج ابني لم ينته بعد, ورغم مراجعتي الكثيرة والمتكررة لمكتب وسكرتارية ولي العهد، يحفظه الله، إلا أنني لم أستطع الوصول لأمر جديد، لكي أذهب مرة أخرى لمواصلة علاج ابني وإجراء العملية الجراحية له», مضيفاً «تم صرف علاج لابني صالح، لا يوجد في المملكة، واحترت في أمري، هل أواصل العلاج أم أوقفه وأترك أمر ابني لله سبحانه وتعالى، مع العلم أن الطفل في حاجة ماسة لإجراء العملية في وقتها، بحسب آراء الأطباء هناك في برلين، الذين يرون أن التقوس الموجود في الظهر، يزداد، الأمر الذي قد يهدد بوفاته لا قدر الله». منذ ولادة صالح، وهو يعاني من تقوس في الظهر نتيجة وجود فتحة فيه، بالإضافة إلى ما يعانيه من أمراض أخرى، صاحبته منذ ولادته، ويذكر المري أنه «منذ ولادة صالح، وهو يعاني من تقوس في الظهر نتيجة وجود فتحة فيه، بالإضافة إلى ما يعانيه من أمراض أخرى، صاحبته منذ ولادته، وهو الآن في الثامنة من عمره»، مضيفاً «من تلك الأمراض، استسقاء في الرأس، وقد عملت له تحويلة (شنط) لسحب الماء, وكما يعيش صالح على كلية واحدة، لوجود نقص في تكوين الكلية اليسرى منذ ولادته, ولعل تقوس الظهر ووجود فتحة فيه تنزف دماً وترى من خلالها العمود الفقري، هي أكبر مشكلة يواجهها، حيث أدى وجود تلك الفتحة التي لم تتمكن المستشفيات في المملكة من علاجها حتى اليوم، إلى عدم مقدرته على المشي، وكذلك عدم مقدرته على النوم بشكل طبيعي، حيث ينام وهو جالس بسبب تلك الفتحة في الظهر». ويضيف المري أن «الأمراض التي أصابت ابني هي أكثر ما يشغلني، ويشغل والدته، خاصة تلك الفتحة التي تلتهب وتتسبب في الكثير من المشاكل الصحية، وعدم إحساسه بأطرافه السفلى، وكذلك وجود انتفاخ في الرأس، وهو الآن يتناول 6 أنواع من الأدوية ذات المفعول القوي، مما قد تؤثر مستقبلا على أعضائه السليمة كالكبد». ويقول والد الطفل إنني استغرب من تحمله وصبره على المرض وذلك عندما يقول إنه طفل سليم وعدم مقارنته نفسه بالأطفال الآخرين في يوم يوم من الأيام وكذلك طلبه المتكرر بعدم أخذه إلى أي مستشفى لعلاجه أثناء زياراتنا للمستشفيات. فرغم صغر سنه فهو ولله الحمد طفل ذكي نستأنس دائما أنا ووالدته وأقاربنا بالحديث معه في المنزل إلا أن ما قدره الله عليه من أمراض صاحبته منذ اليوم الأول لولادته لم تجعله كبقية الأطفال ممن هم في عمره يركضون ويمرحون بألعابهم فهو الابن الثاني لدي. ويضيف المري إنني راجعت الكثير من المستشفيات المتخصصة في السعودية مثل مستشفى الحرس الوطني بالرياض والاحساء وكذلك مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وكانت زيارتي لعلاج ابني صالح قبل أن يتقدم في عمره وتتصلب عظامه أكثر إلا أنهم أجمعوا على عدم وجود الإمكانيات لعلاجه له في السعودية وإن مثل حالته علاجه موجود في مستشفيات متخصصة خارج المملكة ومن ضمنها ألمانيا.