من يزر أم محمد في شقتها ببلدة الحليلة في الأحساء، فلا يملك إلا أن يرثي حالها، ويدعو لها الله أن يعينها وأسرتها، فيما يجدونه من معاناة التي قد لا يصدقها عقل، فالمرأة لن تنعم بالنوم في مطبخ بيتها، مع بدء عيد الفطر المبارك، لأن صاحبة المنزل قررت أن تقتطع جزءاً من الشقة، ممن بينه المطبخ، هو نصيب أم محمد من السكن. وتسكن أم محمد، وابناها، وأخوها سائق الباص وزوجته و3 بنات وولدين في شقة، مكونة من غرفة واحدة، ومجلس وممر صغير، مساحتها الإجمالية لا تتجاوز 50 مترا مربعا، مما اضطر أم محمد أن تنام في المطبخ على مفرش قديم، تتخذه فرشا أو سجادة، مع الاستعانة بمروحة مكسورة بسبب شدة حرارة صيف، فيما ينام ابناها في المجلس، و أخوها وزوجته وبناته وولداه في الغرفة الوحيدة. وتقول أم محمد والعبرة تخنقها «نومي متقطع، مما أثر على صحتي، ليس لسبب سوى أن زوجة أخي تستخدم المطبخ والأطفال اعتادوا أن يشربوا الماء من الثلاجة في أوقات متفرقة، فيدخلون المطبخ ويخرجون منه في أي وقت من الليل، خاصة أن المطبخ دون باب»، مضيفة «وعلى الرغم من هذا، فإني موافقة على أن أعيش في هذه الشقة ما تبقى من عمري، ولكن المشكلة هي أن صاحبة الشقة، وهي سيدة أرملة، تريد أن تأخذ المطبخ والغرفة والممر وتدخلها ضمن شقتها، لأنها تريد أن تزوج ابنها، فهذا ملكها، وسوف تترك لأخي وزوجته وأطفاله المجلس ودورة المياه، وبالتالي سوف أطرد وأبنيّ بعد العيد، ولا أجد مكاناً أعيش فيه». وتتساءل «لمن ألجأ بعد الله، ليس أمامي سوى المؤمنين وأصحاب القلوب الرحيمة وخاصة نحن في شهر رمضان المبارك، لينظروا بحالي ويمدون يد المساعدة، جزاهم الله خيراً»، وتشير إلى أنها مريضة بالقرحة وتتعالج منها، وفي أحيان كثيرة، تصرف ما تحصل عليه من الشئون الاجتماعية، وهو 800 و أحيان أخرى 900 ريال، على تأمين الطعام لأبناء أخيها، وبعض الأحيان على أبناء أخيها، مضيفةً أنه «في بعض الأيام، أعاني آلاما شديدة لعدم تمكني من شراء الدواء، والجمعية تعطينا 200 ريال كل 3 أشهر». وتقول أنها «أعيش على المساعدات التي تقدم من أهل الخير»، مشيرةً إلى أن عليها «ديون ب15 ألف ريال وكنت أمني النفس على مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله للمطلقات لتسديد جزء من هذا الدين، فكل أمنيتي أن أموت ولا يوجد في ذمتي لأحد دين»، مضيفة «ولكن الشئون الاجتماعية في الأحساء والوزارة بالرياض رفضوا إعطائي المكرمة بحجة أنها قبل سنتين قد منحوني 8 آلاف ريال»، وتقول أنها «مطلقة منذ 27 عاماً، وأبني الكبير عاطل عن العمل، والأصغر منه لا زال يدرس، وأبوهما لا يريد أن يصرف عليهما، وترك لي عبء التربية و المصروف كله عليها».