دعت واشنطن الصين وروسيا والهند الى تشديد الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لوقف القمع الدموي للتظاهرات الاحتجاجية. وفي مقابلة مع شبكة «سي بي اس نيوز»، اقترحت كلينتون ان تفرض الصين والهند عقوبات في قطاع الطاقة على سوريا، ودعت روسيا الى وقف بيع اسلحة الى دمشق التي اشترت اسلحة من موسكو لعقود. وقالت وزيرة الخارجية ان «ما يجب علينا فعله في الواقع للضغط على الاسد هو فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز ونريد ان نرى اوروبا تتخذ مزيدا من الخطوات في هذا الاتجاه». واضافت «نريد ان نرى الصين تتخذ خطوات معنا. نريد ان نرى الصين والهند لانهما تملكان استثمارات كبيرة في الطاقة داخل سوريا. نريد ان نرى روسيا توقف بيع نظام الاسد اسلحة». وكانت فكتوريا نولاند الناطقة باسم كلينتون قالت للصحافيين انها لا تعرف متى سلمت روسيادمشق اسلحة آخر مرة. وردا على سؤال حول ما اذا كانت واشنطن طلبت من روسيا وقف مبيعات الاسلحة لدمشق، قالت نولاند «نعم عدة مرات وعلى مدى سنوات طويلة وفعلت ذلك اكثر من ادارة». ورحبت كلينتون في الوقت نفسه بدعم الصين وروسيا للبيان الرئاسي الذي اصدره مجلس الامن الاسبوع الماضي ودان قمع النظام السوري للمتظاهرين، بعد ان كان البلدان يرفضان ذلك. واوضحت الوزيرة الاميركية ان واشنطن تحاول تشجيع المعارضة المنقسمة على ان تبدي مزيدا من الاتحاد، محذرة من ان الاقليات التي قد تكون مستعدة لمعارضة الاسد تميل الى دعمه خوفا من النظام الذي قد يحل محله. وقالت كلينتون للسي بي اس «هناك مجموعات كثيرة، اقليات داخل سوريا تقول ان الشيطان الذي نعرفه افضل من ذاك الذي لا نعرفه». واضافت «لذلك فان جزءا مما نفعله هو تشجيع المعارضة على تبني برنامج عمل موحد يستند الى تغيير ديموقراطي». واوضحت الوزيرة الاميركية ان واشنطن تحاول تشجيع المعارضة المنقسمة على ان تبدي مزيدا من الاتحاد، محذرة من ان الاقليات التي قد تكون مستعدة لمعارضة الاسد تميل الى دعمه خوفا من النظام الذي قد يحل محله. وقالت كلينتون للسي بي اس «هناك مجموعات كثيرة، اقليات داخل سوريا تقول ان الشيطان الذي نعرفه افضل من ذاك الذي لا نعرفه».وتابعت «اذا كنت مسيحيا او كرديا او درزيا او علويا او سنيا سيكون لك مكان في سوريا في المستقبل». وكان مسؤولون اميركيون قالوا امس ان ادارة الرئيس باراك اوباما قد تطالب الاسد بالتخلي عن السلطة مع تصعيدها الضغوط على النظام لانهاء حملة القمع الدموي ضد المتظاهرين. وصرح مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان «الولاياتالمتحدة تدرس دعوة الاسد صراحة الى التنحي لكن توقيت هذه الدعوة لا يزال غير معروف». واضاف ان تلك الدعوة هي «جزء من خطوات لزيادة الضغوط (على سوريا) نظرا للحملة الوحشية المستمرة التي يشنها الاسد» ضد المحتجين. وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت الاربعاء سلسلة عقوبات جديدة ضد اكبر المصارف التجارية في سوريا المصرف التجاري السوري المملوك من الدولة، وعلى المشغل الاول للاتصالات الخلوية في سوريا «سيريتل». وفي بروكسل، اشار دبلوماسيون الاثنين الى ان دول الاتحاد الاوروبي تدرس امكانية فرض عقوبات جديدة على اشخاص وشركات على صلة بقمع المعارضين في سوريا. من جهة اخرى، اعلنت واشنطن الخميس ان سفيرها في دمشق روبرت فورد حذر شخصيا وزير الخارجية السوري وليد المعلم من خطر فرض عقوبات جديدة على النظام في حال لم يضع حدا للقمع الدامي ضد المعارضة. واشارت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية الى ان فورد الذي عاد الى دمشق بعد مشاورات في واشنطن، اتصل ايضا بوزير الخارجية السوري للسماح للصحافيين بتغطية التظاهرات. وقالت نولاند للصحافيين ان فورد «ابلغ (المعلم) بوضوح كما اعلنا مرارا انه سيتعين على سوريا مواجهة ضغط اقوى اذا لم ينته العنف». واضافت ان «ذلك يشمل ايضا الضغط الممارس على شكل عقوبات اقتصادية من جانب الولاياتالمتحدة، ومن دول اخرى كما نأمل». وتابعت ان فورد حض النظام على تنفيذ ما تعهد به من اصلاحات ودعا الحكومة الى اتاحة «الوصول الحر والمفتوح لوسائل الاعلام والاحترام التام للموجبات المترتبة عليها بموجب معاهدة فيينا التي تحمي اعضاء السلك الدبلوماسي». وقالت «لن تتفاجأوا لدى معرفتكم بان رد المعلم كان استفزازيا وضعيفا في قدرته على الاقناع بالقدر نفسه الذي كانت عليه ردود الرئيس الاسد خلال الايام الاخيرة».