تباينت توقعات المحللين الفنيين لأداء البورصة المصرية خلال شهر رمضان ما بين الانخفاض والاتجاه عرضياً، وبعد مكاسب متواضعة في أول أيام رمضان تراجعت الاسهم المصرية في نهاية تعاملات الاربعاء وسط هبوط جماعي للاسهم القيادية مع بداية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ووسط أجواء من الترقب ، توقع عبد الرحمن لبيب عضو جمعية المحللين الفنيين بانجلترا أن يكون أداء البورصة سلبياً خلال رمضان مرجعاً ذلك الى أن السوق يتحرّك خلال عام 2011 في اتجاه هابط، وقال انه بدراسة حركة البورصة المصرية منذ عام 2000 سنجد أن المؤشر الرئيسي انخفض خلال شهر رمضان في أربع سنوات بمتوسط 84ر6 بالمائة وارتفع سبع سنوات بمتوسط 91ر5 بالمائة. واضاف ان الاداء في شهور رمضان خلال تلك الفترة تطابق دائماً مع الاداء العام للمؤشر خلال العام باستثناء 2003. لكن ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية توقع استمرار الاتجاه العرضي للسوق المصرية خلال شهر رمضان ما لم يثبت العكس سواء بكسر مستوى المقاومة 5660 نقطة أو كسر مستوى الدعم 4800 نقطة، وقال النمر عوّدنا شهر رمضان المعظم خلال السنوات الماضية على أداء معاكس لأغلب التوقعات فساعات التداول خلال الشهر الكريم يتم ضغطها أو تخفيضها وتصبح أقل من المعتاد مما يجعل أغلب التوقعات تصبُّ في خانة ضعف أحجام التداول ونشاط لعمليات جني الارباح، وقال: الشهر الكريم يأتي كريماً ولا نرى تراجعاً في أحجام التداول. وأحيانا كنا نرى ارتفاعات قوية خلال رمضان، وخفضت البورصة المصرية عدد ساعات التداول في رمضان من أربع ساعات الى ثلاث فقط من 10:30 الى 13:30 بتوقيت القاهرة. و كانت دراسة أجرتها جامعة نيوهامبشير العام الماضي أظهرت أن شهر رمضان يمثل فترة انتعاش لأسواق الاسهم في البلدان التي يشكّل المسلمون غالبية سكانها، وذكرت أن أسواق الاسهم في سلطنة عمان وتركيا والكويت والامارات وقطر وباكستان والاردن ومصر والمغرب وتونس وماليزيا والبحرين واندونيسيا والسعودية حققت عوائد بنسبة 38 بالمائة في المتوسط خلال رمضان في الفترة من عام 1989 حتى 2007 مقارنة مع متوسط عوائد يبلغ 3ر4 بالمائة في بقية أشهر السنة. من جانبه أعرب ايهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الاوراق المالية عن توقعه أن يتحرّك المؤشر الرئيسي بشكل عرضي في رمضان من 4950 نقطة الى 5250 -5300 نقطة، وقال أتوقع الارتفاع لقطاع الاغذية وبعض أسهمه في هذا الشهر. وحول أداء الاسهم والقطاعات خلال الشهر الفضيل قال عبدالرحمن لبيب هناك بعض الاسهم ارتبطت بالمتعاملين في رمضان وبخاصة سهم الشركة المصرية لمدينة الانتاج الاعلامي وقطاع الاغذية والمشروبات نجد أن سهم مدينة الانتاج الاعلامي هبط خلال شهر رمضان على مدار ست سنوات بمتوسط 83ر8 بالمائة وارتفع السهم خلال خمس سنوات بمتوسط 54ر13 بالمائة، وقال لبيب اذا كان أداء المؤشر الرئيسي هابطاًص أو عرضياً خلال العام عادة ما يكون أداء سهم مدينة الانتاج الاعلامي هابطاً، واذا كان اتجاه المؤشر صاعداً خلال العام كان أداء السهم ايجابياً. وقال لبيب بدراسة قطاع الاغذية على مدار السنوات الاربع الماضية وجد ان المؤشر ارتفع خلال عام 2009 فقط بنسبة 20ر5 بالمائة وانخفض خلال شهر رمضان في السنوات الثلاث الاخرى بمتوسط سنوي 28ر8 بالمائة. وأضاف: قطاع الاغذية والمشروبات يميل للهبوط خلال شهر رمضان بغض النظر عن اتجاه المؤشر العام للسوق، ولكنه عادة ما يرتفع في الشهر السابق لشهر رمضان وهو ما حدث عامي 2007 و2010 وكذلك عام 2009. وقال ان سهم جهينة يمثل 21ر49 بالمائة من مؤشر قطاع الاغذية وسيكون صاحب التأثير الاكبر على المؤشر خلال العام الحالي. قال النمر: عوّدنا شهر رمضان المعظم خلال السنوات الماضية على أداء معاكس لأغلب التوقعات.. فساعات التداول خلال الشهر الكريم يتم ضغطها أو تخفيضها وتصبح أقل من المعتاد مما يجعل أغلب التوقعات تصبّ في خانة ضعف أحجام التداول، ونشاط لعمليات جني الارباح، وقال: الشهر الكريم يأتي كريماً ولا نرى تراجعاً في أحجام التداول. ويتفق النمر مع هذا الرأي قائلاً ان أداء سهم مدينة الانتاج الاعلامي لا يختلف عن أداء المؤشر ومن المتوقع أن يستكمل مسيرته العرضية ما بين 60ر3 - 75ر4 جنيه ما لم يثبت العكس، وقال إن سهم مدينة الانتاج الاعلامي مثل أداء سهم جهينة يتوافق مع أداء المؤشر ومن المتوقع ان يستكمل مسيرته العرضية ما بين 25ر5 جنيه وستة جنيهات. وينصح محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لصناديق الاستثمار المتعاملين بالسوق المصرية بالاسهم الدفاعية وأسهم التوزيعات والاسهم التي ترتبط شركاتها بموارد دخل بالعملات الأجنبية خلال شهر رمضان، وقال عادل: لا تختلف استراتيجية صناديق الاستثمار في رمضان عن الاشهر الاخرى، التركيز دائماً يكون على الاسهم المرتبطة بتوزيعات نقدية والاسهم الدفاعية والقوية مالياً والتي لها بُعد استراتيجي وموارد دخل بعملات أجنبية والاسهم المرتبطة بقطاعات سريعة النمو. وأشار عادل الى أن معدل دوران السيولة بصناديق الاستثمار عادة ما يتراجع في رمضان بسبب تقليص ساعات التداول لذا لابد من التريث في القرار الاستثماري، وأكد أن هناك عوامل متغيّرة بالسوق في شهر رمضان سواء تقليص عدد ساعات العمل مما يجعل هناك نقصاً في عمق اتخاذ القرار الاستثماري أو ضعف تعاملات العرب خلال رمضان بالسوق المصرية وتزامن رمضان هذا العام مع اعلان نتائج أعمال الشركات للنصف الاول التى تنتهي في 15 أغسطس، وقال: أتوقع أن يكون التذبذب هو السمة السائدة في رمضان خلال هذا العام وسيكون مرتبطاً بتذبذبات التغييرات السياسية وحالة الترقب الحذرة المستمرة من المتعاملين بالسوق وبالتالي لن نجد سيولة متوافرة بالسوق في رمضان، ويرى عادل أن الاحداث السياسية في مصر ستؤثر على التعاملات خاصة ان هذه الفترة ترتبط ببدء الاعداد للانتخابات وقد تؤثر هذه الاحداث على مجريات السوق واتجاهاته، ونصح عادل المستثمرين بعدم الاندفاع في التعاملات خلال رمضان والعمل على اقتناص الفرص الاستثمارية مع الاحتفاظ بالسيولة والبعد عن تمويل الاستثمارات بالاقتراض والنظر للنتائج المالية للشركات بعناية شديدة قبل اتخاذ أي قرار استثماري. وأظهرت دراسة لوحدة ادارة الثروات في باركليز في يونيو حزيران أن الاغنياء الذين يتخذون قرارات الاستثمار بناء على العاطفة بدلاً من التخطيط الاستراتيجي يخسرون ما يصل الى 20 بالمائة من عوائدهم على مدى عشر سنوات. وقال التقرير ان اتباع استراتيجية استثمار مسبقة يمكن أن يساعد المستثمرين على تحاشي أخطاء مكلفة مثل الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض عندما تمرّ الاسواق بأزمات.