دار بنا الحديث في المقال السابق عن تجربة كاتب السطور في مجال السمسرة (الوساطة العقارية) وكيف كانت البداية واهم الاحداث والمنعطفات. وإذ ان عمل السمسرة يعد في نظري احد اهم الاعمال المباركة التي ربما لم تأخذ حقها من حيث إقبال الشباب واستفادتهم من خيراتها، فإنه لذلك آثرنا ان يكون مقالنا هذا اليوم عبارة عن إضاءات عامة حول الجوانب المشرقة من هذا العمل والطرق المناسبة لجعل هذه المهنة وسيلة لرفع دخل الفرد المالي، بل والوصول به الى مصاف الأغنياء وعلية الأثرياء. في البداية لابد ان نشير إلى ان الأرباح التي يمكن جنيها من عمل السمرة انما تقاس بضخامة وحجم السوق العقاري بالمنطقة، سواء قسنا على ذلك كمية الصفقات التي تتم بصفة يومية، او تلك الصفقات الكبيرة التي تترواح عمولتها" من بين مئات الألوف الى عشرات الملايين"، الامر الذي انما نريد الاشارة به الى ان سوق العقار سيظل يشكل مردود مادي عالي لمن هم ينتهجون عمل السمسرة ،الحلقة التي لا يمكن إتمام معظم الصفقات العقارية إلا عن طريقها وعبر قنواتها. أجمعت تجارب وقصص الناجحين الى ان بداية عمل السمسرة هي في مجملها سهلة وبسيطة التعليم، فلا يتطلب الامر حين البداية الا هاتف متنقل وساعات يومية تخصص لأعمال السمسرة، القضية التي يكمن التميز حيالها في مدى ثبات الشخص واستمراره بهذه المهنة رغم مرور الشهور تلو الشهور من دون إتمام صفقة واحدة او عملية منفردة، لتشكل هذه الفترة في مجمل الاحيان اختبار حاد لا يتجاوزه الا نوعيات محدودة تجني غالبا ثمرة ذلك الاستمرار توفيق للصفقات وصناعة للنجاحات. وللحديث عن المواصفات التي دائماً ما تجتمع في شخص الوسيط الناجح او السمسار المميز، فانه يمكن القول ان شخصية الدلال الاجتماعية، وذاك الذي يقضي جل وقته في اعمال جادة مثمرة، هما في غالب الاحيان اضافة الى المثابر طويل النفس ركائز الشخصية العقارية الناجحة التي نراها تتميز على أقرانها وتجعل من عمل السمسرة مهنة ربما تتجاوز في مردودها عوائد كبار المهندسين او نخبة المحاميين. لا يخلو حديث عن السمسرة دون ذكر الفوائد الاخرى التي تلتئم تلقائية ونتاجا لممارسة هذه المهنة. لا يخلو حديث عن السمسرة دون ذكر الفوائد الاخرى التي تلتئم تلقائية ونتاجا لممارسة هذه المهنة، والتي نذكر منها العلاقات الاجتماعية المنوعة والمتداخلة، كما أيضاً ازدياد الحس المعرفي والباع التجاري، وغيرها من الامور التي تنتهي غالبا بشخصية فريدة تتمثل في شخص الوسيط العقاري مقارنة بغيره من اصحاب الاعمال الاخرى او المهن المختلفة. ختاما، انما كانت هذه اللفتات عبارة عن خواطر ترائت نتاجا لتجربة انما رايت انها مدرسة ومنهل حري بالطموح والجاد من الشباب التفكير بشأنها، أملا وتطلعا لأن تكون هذه المهنة سلما لجملة من المتطلع من شباب هذا البلد لتحقيق المنجزات الفريدة، كما قد راينا من تجارب حية انما بدات بمكاتب عقارية لا تتجاوز بقيمتها بضعة الألوف او ما دونها ، ثم انتهت في ختام مطافها بامبراطوريات عقارية تجاوزت أعمالها حدود الملايين، مشوار بدأ بخطوة انتهاء بقمة.