اصر صديقنا اللدود يكيكي على ان يستعيّر مقولة للقذافي كعنوان الزاوية اليوم لأسباب اجهلها بطبيعة الحال!! لكنني اعرف سلفا ان للرجل مرامي وابعادا كثيرا ما تفوت على العبد الفقير لله.. ما علينا فالعنوان يمثّل احتفائيا بالتعليقات والتصريحات التي وردت على لسان معالي الأستاذ محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد مؤخرا.. نعم من حق الناس ان ترقص وتغني وتستعد للشراكة مع الهيئة في مكافحة الفساد فهناك مكافآت تنتظر المتعاونين .. الرجل يقول ان لا احد مستثنى او محصّن من ملاحقة هيئة الفساد في البلد من موظفي الدولة المباشرين او غير المباشرين.. وهو شيء طيب حقيقة ولكنني اتساءل عن حقوق حماية المواطن المتعاون وهل سيكون هناك احترازات ونظام صارم يحول دون كشف هوية المواطن وبالأخص عندما يكون على رأس العمل في الجهة المبلغ عنها، وهذه مسألة لا اعرف عن مدى اهتمام الهيئة بها كونها ستكون محفّزة او مثبّطة لتعاون المواطن مع الهيئة.. امّا عن تحرّي الهيئة عن قضايا البطش بالمال العام وانتهاك انظمة المشتريات والتعاقدات والمناقصات كقضايا فهذه اتوقف انا عندها كثيرا خاصة وان الأجهزة الرقابية القائمة والأستاذ الشريف يعلم لم تفعل شيئا ألبتة لحماية اموال وانظمة الدولة من مجرمي الفساد لعقود من الزمان ومصيبة إن كانت الهيئة ستعتمد على هذه الأجهزة طبعا باستثناء جهاز المباحث الإدارية، وقد نتخلّف الله يا معالي الرئيس في عمل الهيئة وما ستخدم البلد به.. فإذا كانت الهيئة تقوم بالتحرّي بنفسها أي تفتّش عن إضبارات القضايا المركونة من اعوام في هذه الأجهزة فهو شيء طيب واراهن على انه قد يحرّك هذه الأجهزة لتؤدي دورها في تفعيّل نظامها الرقابي كما جاء به النظام وما كلفّها به ولي الأمر.. امّا اذا كانت المسألة تعاونا وحب خشوم وطبطبة بين موظفين عموم فلا والله إلاّ هجّينا من القوم وطحنا في السرية كما يقال .. بمعني ان تترك الأمور لاتفاقات جنتلمان بين الأجهزة والهيئة وهذا ليس بالعمل المؤسسي الذي قد يخدم اهداف تأسيس الهيئة .. لعلي اطالب اخي الأستاذ الشريف بضرورة الاحتراز من امراض البيروقراطية التي تسكن هذه الأجهزة الرقابية فهي بالتأكيد معدية وإن ضربت جهاز مناعة الهيئة الله يخلف.. معالي الرئيس انا اتساءل هنا ايضا عن مسألة المشاريع الحكومية والمناقصات والعقود بكل اشكالها تحت بنود التشغيل والصيانة هل من الممكن معالي الرئيس ان تكونوا على إطلاع بحكم انكم معنيون بحماية المال العام، اقول ممكن ان تراقبوا قبل الصرف و(أثناء الصرف) وبعد الصرف وهو شيء يمثل أس البلاء في هدر المال العام وتدهور مشاريع الدولة لأن المالية حرسها الله لا تؤمن بمبدأ الرقابة أثناء الصرف.. وغدا اكمل ان شاء الله.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!! [email protected]