يعتقد صديقي يكيكي أن شهر رمضان شهر كريم ليس مسؤولا عن نفقات الأسر المجنونة فى هذه الأيام.. بل يعتقد الرجل أنه حتى التجار المساكين مالهم علاقة بالموضوع فالطلب زائد على أغلب السلع التموينية وطبيعي إذا زاد الطلب على سلع بعينها وشح المعروض منها أن يرتفع سعرها فى السوق الحر.. المستهلك فى هذا البلد لايعرف الترشيد ولا التخطيط ولا الموازنة الأسرية الشهرية ورؤوس خلق الله اصلا هنا مركّبة على وزنية الاستهلاك ولاشيء غير الاستهلاك وبلا أي حسابات.. والمستهلك بالأخص فى هذا الشهر الكريم هو أس مشكلة الفوضى التي تضرب السوق والمغالاة فى الأسعار والطلب غير الطبيعي على السلع والخدمات ومابيد وزارة التجارة شيء تفعله مع هذا الهيجان البشري ..يبدو كلام أخينا يكيكي فيه الكثير من الوجاهة حتى مع تحفظّي على أن التجارة مالها يد..!!صحيح أن الناس هنا تصاب بحالة من الهيجان على السلع وكل مايتعلق بالبطون فى هذا الشهر العظيم والحكمة من ورائه و الذي هو استثناء لكل شهور السنة لإراحة الجهاز الهضمي من إرهاب الثلاث وجبات يوميا وما بينها من نقنقات ومشاريب ..ياسادة ياكرام ماتفعله البشرية هذه الأيام لايصدقه عقل وكأن خلق الله بصدد التقاضي من نهار رمضان بليله..لا ومن يرقب عربات التسوق هذه الأيام يشعر أن الناس لاتأكل طيلة العام أو أنهم سيعايشون حصارا فى المؤون لشهر كامل وعليهم أن يستعدوا ويخزّنوا لآخر ريال فى المحافظ والجيوب..أنا لا أخفيكم أوافق السيد يكيكي لكن مع تحفّظي على دور وزارة التموين كما يقال..صحيح أن سلوك الناس غير الرشيد هو السبب ومنطق تجار السوق الحر يأخذ شكل الكارتيلات الخفية-بمعنى تحالفات جنتلمان غير معلنة لرفع سقف الأسعار على السلع الأكثر طلبا فى السوق ليس بهامش ربحي يمثل 5% أو 10% من السعر الأصلي وإنما قد تصل النسبة ل50 و60% وهنا يأتي دور وزارة التجارة العظيمة..هي المسؤول عن مراقبة هذه الزيادات بمنطق السوق الحر بنسبة وتناسب مع الأسعار الطبيعية..أمّا أن تتفرّج على مايحدث ففي ذلك تفريط فى حماية الفئات الأضعف وصاحبة القدرة الشرائية الضعيفة فى المجتمع..كل هذا الجنان اللي يعصف بأسواقنا طيلة أيام هذا الشهر الكريم سببه تمكّن الاستهلاك من رؤوس ونفسيات خلق الله وهشاشة ثقافة الترشيد بالموازنة والادخار بكل تأكيد..إنه منطق عيش لحظتك واصرف ياحبيبي ورمضان كريم!!!مسكين هالرمضان نتعامل معه بعكس ما أراد له رب العباد ومساكين هالتجار حقيقة فماذنبهم بالله فى سوق حر أن يتفرجوا مثلا على منطق الطلب المتزايد ويصبحوا مواطنين صالحين ولايستغلون الظرف ؟!!طبعا نحن هنا إزاء منطق إن هي لك أو لأخيك أو للذئب.. التجارة مطالبة أن تقوم بمسؤوليتها فى تحجيم هذه الأسعار عند منطق السوق المعقول وأن لا تترك الدرعى ترعى كما يقال..ولله الأمر من قبل ومن بعد،وكل عام وأنتم بخير. [email protected]