ربما يجد كثيرون متعتهم في مراقبة الضفادع المائية، سواء في بيئتها الطبيعية أو في أحواض اصطناعية، ولكن الوضع قد يختلف إذا تبين أن لهذه الضفادع تأثيرا خطيرا، بل يمكن أن يكون قاتلاً، على صحة الأطفال. وبدأت المخاوف من المخاطر الذي قد تسببها تلك الضفادع تتزايد، بعدما أكدت مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض في الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخراً، إصابة أكثر من 241 شخصاً بأمراض خطيرة، بعد إصابتهم ببكتيريا السالمونيلا، التي انتقلت إليهم عن طريق الضفادع الأفريقية. وذكرت إدارة السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC أن أكثر من ثلثي المرضى كانوا من الأطفال دون العاشرة من العمر، وأن نسبة 30 في المائة من المصابين، احتاجوا إلى رعاية طبية متخصصة، استدعت نقلهم إلى المستشفيات. ودعت أولياء الأمور إلى تجنب اقتراب أطفالهم من الضفادع المائية، أو البيئات التي تعيش وتتكاثر فيها، بعدما ثبت طبياً أنها قد تكون أحد مصادر الإصابة ببكتيريا السالمونيلا. وكشف مسئولون صحيون في الإدارة، أن الضفادع الأفريقية لا يمكن اعتبارها حالياً، كائنات آمنة للأطفال دون الخامسة من العمر. وقالت الدكتورة كاسي بارتون بيهرافيش، خبيرة علم الأوبئة: «يجب معرفة حقيقة أن الضفادع المائية مثل غيرها من البرمائيات والزواحف، يمكن أن تحمل بكتيريا السالمونيلا، التي تنتقل إلى الإنسان، وتصيبه بالأمراض، وهناك سلالة فريدة من السالمونيلا، تم ربطها بالضفادع الأفريقية». ووفقاً لإدارة السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد تم رصد علاقة بين مزرعة «بلو لوبستر فارم» لتربية الضفادع، في مقاطعة «مادييرا» بولاية كاليفورنيا، بأسباب تفشي المرض، حيث إن هذه المزرعة تُعد الموردة لأغلب سلالات الضفادع الأفريقية التي تباع في الولاياتالمتحدة. وأوضحت الإدارة إيقاف عمليات شحن الضفادع من المزرعة في 22 أبريل الماضي، بعد رصد نحو 222 حالة إصابة بالسالمونيلا في 41 ولاية أمريكية، ثم استؤنفت عمليات الشحن في يونيو الماضي، إلا أنه تم رصد حالات إصابة جديدة بعد ذلك. وعلقت بارتون على ذلك قائلة: «مسؤولون من قسم الصحة البيئية، في مقاطعة ماديرا، يعملون مع صاحب مزرعة (بلو لوبستر فارم) لإجراء التحقيقات والبحوث، وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلة». وأوصت إدارة السيطرة على الأمراض بغسيل الأيدي جيداً بعد ملامسة الضفادع، وغسيل أحواض الأسماك والحيوانات جيداً خارج المنزل، لأنها يمكن أن تحمل السالمونيلا، ويجب التذكر دائماً أن البرمائيات والزواحف الأخرى مثل السلاحف، يمكن أن تنتشر السالمونيلا. يُذكر أن هذه البكتيريا يمكن أن تتسبب بالتهابات حادة، وأحياناً مميتة، لدى الأطفال والمسنين والأشخاص الذين لا يتمتعون بنظام مناعة قوي، أما الأصحاء فتتسبب السالمونيلا لهم بعوارض الحمى، وأوجاع حادة في الرأس، وتصل إلى التقيؤ والإسهال والدوار.