أدت جملة من العوامل الاقتصادية نهاية الاسبوع الماضي الى التأثير على أسعار النفط صعوداً تلخصت في صدور بيانات إيجابية، ومؤشرات التوصُّل إلى اتفاق لإنقاذ اليونان من أزمتها المالية الخانقة، وتأكيد من وكالة الطاقة الدولية على أنها لن تسحب المزيد من مخزونات الطوارئ النفطية في الوقت الراهن. واستفادت سوق النفط، من بيانات أظهرت أن نشاط المصانع في منطقة وسط ساحل الأطلسي في الولاياتالمتحدة سجّل تعافياً في يوليو، ومن أنباء بأن الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية قررت عدم سحب المزيد من المخزونات النفطية، على الرغم من الخطر الذي تمثله الأسعار المرتفعة على التعافي الاقتصادي. اسعار النفط لاقت دعماًُ من صعود حاد للعقود الآجلة لمنتجات التكرير. وساعدت أيضاً موجة متأخرة من عمليات الشراء لتغطية مراكز البيع قبل عطلة نهاية الاسبوع على ارتفاع عقود الخام. كما ارتفع سعر سلة خامات منظمة أوبك قليلاً إلى 113.54 دولار للبرميل. كما تمكّنت من تعويض خسائر تكبّدتها في جلسات سابقة، بسبب بيانات اقتصادية من الصين، وأيضاً بعدما تبيّن أن قادة منطقة اليورو يعتزمون منح صلاحيات جديدة ل «صندوق الإنقاذ المالي الأوروبي» لمساعدة اليونان على مواجهة أزمة الديون، مما هدأ المخاوف التي ضغطت على سوق النفط، وأسواق أخرى في الأسابيع الأخيرة. وارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج «برنت» خام القياس الأوروبي 23 سنتاً إلى 118.38 دولار للبرميل، وصعد سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي الخفيف 1.21 دولار إلى 99.61 دولار للبرميل، بعدما تخطت مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ العاشر من يونيو. وقال محللون ان اسعار النفط لاقت دعماً من صعود حاد للعقود الآجلة لمنتجات التكرير. وساعدت أيضاً موجة متأخرة من عمليات الشراء لتغطية مراكز البيع قبل عطلة نهاية الاسبوع على ارتفاع عقود الخام. من جانبها، قالت منظمة أوبك إن سعر سلة خامات نفط المنظمة ارتفع قليلاً إلى 113.54 دولار للبرميل، من 112.68 دولار في اليوم السابق. كما أعلنت مؤسسة البترول الكويتية ان سعر برميل النفط الكويتي انخفض 63 سنتاً ليسجّل 110.66 دولار مقارنة ب 111.29 دولار للبرميل في تداولات سابقة. وفي ذات الاطار هدأت تصريحات نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية من روع السوق النفطية، والتي تضمّنت استبعاداً لإجراء سحب آخر من احتياطياتها النفطية الطارئة إذ لم تطلب ذلك أي دولة من أعضائها البالغ عددها 28، مبيناً أن الوكالة ستتحلى بالمرونة وستكون على استعداد للتحرُّك وسحب المزيد من النفط اذا ما دعت الحاجة. من جانب آخر قال محلل بارز في صناعة النقل البحري إن صادرات أعضاء منظمة أوبك المحمولة بحراً من النفط الخام ما عدا انجولا والإكوادور ستزيد 360 ألف برميل يوميا (ب - ي) خلال فترة الأربعة الأسابيع التي تنتهي في السادس من أغسطس المقبل. وقالت مؤسسة اويل موفمنتس الاستشارية البريطانية ان صادرات النفط الخام المحمولة بحراً لأعضاء أوبك ستشهد زيادة في فترة 4 أسابيع في المتوسط الى 23.05 مليون ب - ي من 22.69 مليون ب - ي في الاربعة الأسابيع الماضية حتى التاسع من يوليو. وفي تقرير حديث صادر عن منظمة أوبك في نشرتها الإحصائية السنوية ان احتياطيات النفط المؤكدة للمنظمة زادت 12.1 بالمائة في العام الماضي الى 1.19 تريليون برميل، حيث تخطت احتياطيات فنزويلا - حسبما جاء بالنشرة - احتياطي المملكة صاحبة أكبر احتياطيات داخل المنظمة، في ظل وجود نمو واضح في احتياطيات ايران والعراق اللتين رفعتا تقديرات احتياطياتهما العام الماضي. وقال التقرير ان النمو جاء في الأساس بفضل رفع احتياطيات فنزويلا الى 296.5 مليار برميل من 211.2 مليار في 2009. في حين استقرت احتياطيات المملكة أكبر مصدر للخام في المنظمة دون تغيّر عند 264.5 مليار برميل. في الوقت الذي أكدت فيه بعض المصادر المتخصصة ان صادرات المملكة من النفط الخام ارتفعت الى 7.7 مليون برميل يومياً على الأقل في يونيو حينما ارتفع الإنتاج في المملكة الى مستوى قياسي. وقال مندوب خليجي في منظمة أوبك ان المملكة - أكبر بلد مصدّر للنفط في العالم- أنتجت ما يزيد على 9.8 مليون برميل يومياً من النفط وزادت الصادرات النفطية في يونيو مقدراً صادرات النفط السعودي بما بين 7.7 مليون و7.9 مليون برميل يومياً في يونيو. وقال مصدر نفطي آخر إن مبيعات النفط السعودي بلغت حوالي 7.5 مليون برميل يومياً في يونيو، وأن الصادرات لأمريكا الشمالية بلغت حوالي 800 ألف برميل يومياً في يونيو بينما بلغت المبيعات لمشترين أوروبيين نحو 700 ألف برميل يومياً. وأظهرت بيانات رسمية أن المملكة صدرت 6.83 مليون برميل يومياً من نحو تسعة ملايين برميل يومياً أنتجتها من النفط الخام في مايو الماضي. وأظهرت البيانات أن مخزونات النفط الخام السعودي بلغت 66.55 مليون برميل في نهاية مايو الماضي.