تكتنف سوق صناعة البتروكيماويات حالة من التفاؤل في نظرتها المستقبلية للأداء وتحقيق نتائج ايجابية وذلك على ضوء ما حققته من نتائج مبهرة خلال الربع الثاني من هذا العام، حيث سجّل القطاع عودة واضحة لمساره بعد فترة من التراجع والتذبذب خلال عامي 2008-2009. وتمكّنت شركات البتروكيماويات المدرجة في سوق الأسهم السعودية من تسجيل قفزة قاربت نسبتها 49 بالمائة في صافي أرباح الربع الثاني من 2011، متجاوزة توقعات المحللين بدعم من ارتفاع أسعار النفط، وبالتالي ارتفاع أسعار بيع المنتجات البتروكيماوية، إضافة إلى بدء الإنتاج في عدد من المصانع. توقعات بتحقيق قطاع البتروكيماويات السعودي نمواً نسبته 50 بالمائة العام الجاري 2011 بأكمله، وأن يواصل أداءه الإيجابي الذي حققه في النصف الثاني برغم بعض التحديات التي يواجهها القطاع والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي. وتمتد التوقعات المتخصصة باتجاه أن يحقق قطاع البتروكيماويات نمواً نسبته 50 بالمائة العام الجاري 2011 بأكمله، وأن يواصل أداءه الإيجابي الذي حققه في النصف الثاني برغم بعض التحديات التي يواجهها القطاع والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي. ويتضح من النتائج أن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) سجّلت الجزء الأكبر من أرباح القطاع، إذ استحوذت على 8.1 مليار ريال من الأرباح الإجمالية للقطاع. وبلغت الأرباح الصافية التي سجّلتها 14 شركة بتروكيماويات مدرجة 10.7 مليار ريال (2.9 مليار دولار) في الربع الثاني المنتهي في30 يونيو الماضي، مقابل 7.2 مليار ريال في الربع المقابل من 2010 بنمو نسبته 48.6 بالمائة. وفي هذا الاطار لم يتوقع محمد الماضي، الرئيس التنفيذي ل«سابك»، تراجع الطلب على البتروكيماويات في الربع الثالث، مؤكداً انه لا يرى أي سبب يؤدي إلى تراجع الطلب في الربع الثالث. من جانبه قال تركي فدعق، رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار ان نتائج «سابك» لم تدفع السوق للصعود والسبب هو ترقب المستثمرين لما سيحدث حيال رفع سقف الدين في الولاياتالمتحدة لأن تغيّر سعر صرف الدولار نتيجة لذلك قد يؤثر في مشتقات البتروكيماويات وفقاً لسياسة التسعير مرتبطة بالدولار». وقال: «كانت الزيادة التي سجّلها القطاع أعلى من التوقعات، وجاء جزء كبير من نتائج سابك.. ومن المتوقع أن يسجّل القطاع نمواً في النصف الثاني يقارب معدلات النمو خلال النصف الأول بحدود 50 بالمائة.. إذا ثبتت مستويات الطلب من الصين وجنوب شرق آسيا ولم تظهر أي بيانات سلبية سنشهد مستويات الربحية نفسها خلال النصف الثاني». وعزت شركة الجزيرة للأسواق المالية «الجزيرة كابيتال» عودة قطاع البتروكيماويات السعودي لمسار النمو مرة أخرى ذلك إلى التحسّن في ظروف الاقتصاد العالمي وتأخر إمدادات المشاريع الجديدة، الأمر الذي لعب دوراً أساسياً في الحفاظ على توازن العرض والطلب في صناعة البتروكيماويات. وترى «الجزيرة كابيتال» في تقرير لها حول نتائج قطاع البتروكيماويات للربع الثاني أن ارتفاع أسعار النفط ساهم في دعم الاتجاه الصعودي لأسعار المنتجات البتروكيماوية في الأسواق العالمية منذ عام 2010 وحتى منتصف العام الجاري، وأوصت بزيادة المراكز في كل من المتقدّمة والتصنيع وينساب، حيث قدّرت السعر المستهدف لفترة ال 12 شهراً المقبلة لهذه الشركات عند 38.4 و48 و58.2 ريال على التوالي.ورغم تفاؤلها بتحقيق نمو كبير للقطاع هذا العام، إلا أن «الجزيرة كابيتال» متحفظة نوعاً ما بالنسبة للنمو المتوقع في المدى المنظور في القطاع، حيث ترى أن تباطؤ الطلب الصيني على المنتجات البتروكيماوية أصبح ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حيث واصلت الحكومة الصينية سياساتها النقدية المتشدِّدة لاحتواء التضخُّم، علما أن الأسواق الآسيوية خصوصا الصين تستحوذ على أكثر من 50 % من صادرات المملكة من البتروكيماويات. أما في المدى الطويل فالتوقعات ما زالت مشجِّعة، وإن كانت نسب النمو المتوقعة أقل مما هي عليه الآن، مشيرة إلى أن الميزة موجودة لشركات البتروكيماويات السعودية خصوصاً أن استهلاك الفرد من المنتجات البتروكيماوية الأساسية في الاقتصاديات الناشئة مثل الصين والهند، مقارنة بالأسواق المتقدِّمة لا يزال منخفضاً جداً، وهو ما يمثل فرصة لاستدامة النمو في قطاع البتروكيماويات السعودي. وتعليقاً على نتائج أداء شركات البتروكيماويات قال محمد العمران، الكاتب الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودي» جاءت نتائج القطاع إجمالاً إيجابية وتجاوزت التوقعات الأمر الذي يوضح استمرار الطلب وتماسك الأسعار».