تراجعت أرباح الشركات السعودية المدرجة بسوق الأسهم 6 % خلال الربع الثاني من عام 2012 إلى 24.65 مليار ريال. في الوقت الذي حققت فيه الشركات السعودية 26.27 مليار ريال تم تحقيقها خلال الربع الثاني من العام 2011، بانخفاض قدره 1.62 مليار ريال. وساهمت نتائج شركة سابك في انخفاض أرباح الشركات السعودية للربع الثاني بعد تحقيقها أرباحا بلغت 5.3 مليارات ريال بنسبة تراجع وصلت 20 % خلال النصف الأول والتي عزته إلى انخفاض أسعار المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام لبعض المنتجات، إضافة إلى انخفاض الكميات المنتجة والمباعة جراء أعمال الصيانة المجدولة لبعض المصانع. وتجاوزت أرباح البنوك الاحد عشر مجتمعة بالربع الثاني 7.5 مليارات ريال وبذلك تسجل البنوك نموا للربع السابع على التوالي منذ الربع الأخير من 2010 مسجلة ارتفاعا بنسبة 11 % عن الأرباح المجمعة للبنوك في نفس الفترة من عام 2011. واعتبر محللون اقتصاديون في حديثهم ل "الرياض" انخفاض أرباح سابك عطفا على متغيرات الأسعار والطلب العالمي متوقعة، إلا إن نسبة الانخفاض جاءت أكبر من المتوقع وهو أمر فاجأ المحللين. وقال المستشار الاقتصادي فضل البوعينين: يمكن النظر لأرباح سابك من جانبين متباينين. الأول الجانب المرتبط بالمتغيرات الاقتصادية العالمية المؤثرة سلبا في قطاعات الإنتاج والطلب والأسعار. ومن هذا الجانب فان سابك وبرغم انخفاض أرباحها تعتبر نتائجها المالية إيجابية بسبب قدرتها على مواجهة المتغيرات العالمية بكفاءة. أما الجانب الثاني فهو النمو المحقق مقارنة بالنصف الأول من العام 2011 أو مقارنة الربع الثاني بالأول. ومن هذا الجانب فإن النتائج كانت مفاجئة. وأضاف أنه على الرغم من توقع المحللين لانخفاض أرباح سابك عطفا على متغيرات الأسعار والطلب العالمي إلا إن نسبة الانخفاض جاءت أكبر من المتوقع وهو أمر فاجأ المحللين. وقال إن الشركة أشارت إلى توقف بعض المصانع للصيانة وهذا اثر في حجم الإنتاج وعلى الرغم من إن التوقفات كانت مجدولة بحسب تصريحات المسؤولين إلا أن توقعات تأثيراتها السلبية لم تكن واضحة وهذا يتعارض مع معايير الشفافية التي يفترض تطبيقها. وأوضح أن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي لم يكن طارئا فمنذ العام 2011 وهناك مشكلات اقتصادية في غالبية الدول الصناعية وهذا لم يمنع الشركة من تحقيق أرباح متميزة في الربع الأول. ولفت إلى إن نتائج سابك غير المتوقعة تعيد فتح ملف توقعات الأرباح وضرورة أن تكون الشركات الكبرى مصدرا لها كما يحدث في الأسواق العالمية. وأبدى البوعينين تفاؤله بمستقبل أرباح سابك بالربع الثالث خاصة مع ارتفاع مؤشر أسعار البتروكيماويات عالميا، متوقعا زيادة الطلب لتعويض المخزون، إضافة إلى تنوع منتجات سابك والذي سيساعدها في الاستفادة من المتغيرات الإيجابية في السوق والأسعار. منوها إلى إن مخاطر الإنتاج والسوق قد ترتفع بسبب المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة وهو أمر ينبغي وضعه في الاعتبار. من جانبه قال المحلل المالي وليد السبيعي: الامر اللافت بنتائج الشركات هو تراجع أرباح ''سابك'' 35 في المائة إلى 5.3 مليارات ريال في الربع الثاني بعدما كان المحللون يتوقعون أن تبلغ الأرباح الفصلية 6.58 مليارات ريال في المتوسط. وأوضح ان أرباح بعض شركات البتروكيماويات تأثرت بانخفاض أسعار المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام والمرتبطة بأسعار النفط، متوقعا بان تحقق شركات البتروكيماويات نتائج جيدة خلال الربعين القادمين نتيجة العديد ممن العوامل العالمية التي ستزيد الطلب على منتجات البتروكيماويات بعد تراجع أرباح القطاع 30% خلال الربع الثاني.