من التعليقات الساخرة التي كتبها خريج ثانوية عامة عن اختبارات القدرات والتحصيل «أنها وإن كان يؤديها الطلبة والطالبات ولكنها لا تستهدفهم بل تستهدف تقييم قدرات وتحصيل التعليم العام؛ فجامعات التعليم العالي أصبحت لا تثق بالتعليم العام ولا في معدلات الثانوية العامة والدليل على ذلك هو أن قيمتها في تحديد القبول في كثير من التخصصات الجامعية لا تتجاوز (30%) فقط لا غير». من الواضح أن علاقة التعليم العام والتعليم العالي تواجه بعض مشكلات التفاهم والتكامل رغم أن هذه العلاقة يجب أن تكون مميزة جداً لأن مخرجات التعليم العام هم طلبة وطالبات التعليم العالي, ومعلمو ومعلمات التعليم العام هم من مخرجات التعليم العالي؛ ومع ذلك وللأسف شاهدنا ما حدث بعد نقل مرجعية كليات المعلمين من التعليم العام إلى التعليم العالي فبين ليلة وضحاها أصبح بعض خريجي هذه الكليات والذين كانت لهم أولوية العمل كمعلمين غير مرغوب بهم في التعليم العام وعليهم تحقيق درجات خاصة باختبارات القدرات والتحصيل. هنا جزء من إيميل وردني يقول: «اختبارات القدرات والتحصيل وقفت عائقًا وحاجزًا أمام طموحنا؛ فكيف بعد (12) سنه من الدراسة والجلوس من الصباح إلى وقت الظهيرة وتعب المذاكرة والمراجعه تأتي اختبارات القدرات والتحصيل وتحدد مصير (12) سنه!!؛ أي عقل وأي منطق يقبل بهذا الظلم!!؟؛ فكم من شخص قُتلت أحلامه!!؛ والسبب هذان الاختباران!». بدلاً من تعاون التعليم العام والعالي وعملهما لحل مشاكلهما الداخلية تم اللجوء إلى هذه الاختبارات لفحص وتقييم وفي بعض الأحيان تدمير مستقبل مخرجاتهم الذين هم أبناؤهم وأبناؤنا!! أعتقد أن المشكلة التي يجب مواجهتها والتعامل معها ليست مع اختبارات قياس قدرات وتحصيل الطلبة والطالبات ولا حتى تلك الخاصة بالمعلمين؛ فلقد استخدمت هذه الاختبارات للتعامل مع نتائج مشكلات يعاني منها كل من التعليم العام والعالي لأنهما لم يعالجا مشكلاتهما؛ فالتعليم العام عانى كثيراً من مخرجات التعليم العالي ولكنه استمر في تعيين معلميه ومعلماته من مخرجاته بمن فيهم من تسببوا في تدمير أسس هامة في التربية والتعليم؛ أما التعليم العالي فلقد عانى من ضعف مخرجات التعليم العام عندما أصبحوا طلبته وطالباته وهذا أفقده الثقة بهم وبمعدلات تخرجهم من الثانوية العامة؛ وبدلاً من تعاون التعليم العام والعالي وعملهما لحل مشاكلهما الداخلية تم اللجوء إلى هذه الاختبارات لفحص وتقييم وفي بعض الأحيان تدمير مستقبل مخرجاتهم الذين هم أبناؤهم وأبناؤنا!! [email protected]