أظهرت دراسة حديثة ان نسبة استهلاك قطاع النقل من اجمالي الطاقة الأولية المستهلكة عالميا سيزداد بنحو 61 بالمائة بحلول عام 2035 مقارنة بما كان يتم استهلاكه في عام 2007. وقالت الدراسة التي اجراها الباحث في مركز أبحاث ودراسات البترول التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مأمون عبسي حلبي وحملت عنوان (بدائل الوقود في قطاع النقل واقتصادياتها) ان قطاع النقل يعتبر من القطاعات الرئيسة المستهلكة للطاقة عالميا. وذكرت ان هذا القطاع يشمل نقل الركاب والبضائع بوسائط النقل البرية (المركبات والحافلات والشاحنات والقطارات) والجوية (طائرات الركاب والشحن) والمائية كبواخر الشحن وعبارات نقل الركاب وغيرها. نتائج هذه الدراسات تماثل توقعات منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) فيما يتعلق بمستقبل استهلاك النفط اذ تقدر كمية النفط المستهلك في قطاع النقل بنحو 51.6 مليون برميل نفط مكافئ في عام 2030 مقارنة بنحو 40.4 مليون برميل نفط مكافئ في عام 2010 ولفتت الى ان نسبة الاستهلاك لقطاع النقل من الطاقة الاولية تقدر بحوالي 20 بالمائة وحوالي 50 بالمائة من الوقود السائل بحسب المعلومات الاستشرافية لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وأضافت ان نتائج هذه الدراسات تماثل توقعات منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) فيما يتعلق بمستقبل استهلاك النفط اذ تقدر كمية النفط المستهلك في قطاع النقل بنحو 51.6 مليون برميل نفط مكافئ في عام 2030 مقارنة بنحو 40.4 مليون برميل نفط مكافئ في عام 2010. وافادت بانه اذا أخذنا في الاعتبار أن معدل امداد النفط سيبلغ نحو 6ر97 مليون برميل يوميا نستنتج أن النفط سيستمر بلعب دور محوري في امدادات الطاقة لقطاع النقل خلال العقود المقبلة. وقالت ان هناك عددا من العوامل التي تسهم في نمو استهلاك الطاقة في قطاع النقل الا أن السبب الرئيسي يعود الى النمو المتسارع لقطاع النقل في الاقتصادات الناشئة والدول النامية. وشددت الدراسة على أن قطاع النقل من القطاعات المؤثرة بشكل مباشر في نمو الاقتصاد العالمي الذي تتزايد أهميته مع النمو المستمر للعولمة وللتجارة البينية لافتة الى انه نتيجة لذلك يكتسب موضوع تأمين مصادر الطاقة لهذا القطاع أهمية خاصة. وأضافت انه لما كان المصدر الرئيسي للطاقة لهذا القطاع هو النفط الذي يعتبر من مصادر الطاقة الناضبة اضافة الى أن استخدامه كوقود يؤدي الى انبعاث غازات الدفيئة التي يعزى اليها ظاهرة الاحتباس الحراري فقد بدأ الاهتمام بتوفير بدائل لوقود النقل منذ تسعينات القرن الماضي. وقالت انه في هذا السياق تبذل جهود حثيثة من قبل مجموعة واسعة من الشركات والمؤسسات البحثية المعنية بامدادات الطاقة وصناعة وسائط النقل تهدف الى تطوير أنظمة متكاملة تشمل أنواعا مختلفة من بدائل الوقود وطرق امدادها ووسائط النقل الملائمة لها. وعن بدائل وقود النقل افادت بان هذا الموضوع يتمحور حول تحديد مصادر الطاقة التي يمكن أن تلبي الاحتياجات المستقبلية لقطاع النقل على المستوى العالمي أو القطري سواء كانت الدوافع لذلك تتعلق بضمان امدادات الوقود أو أسباب بيئية كانبعاث غازات الدفيئة أو الاعتماد على مصدر محلي للطاقة بدلا من مصادر طاقة أولية مستوردة. واوضحت انه لما كانت الدوافع وراء النشاطات المتعلقة بتطوير بدائل لوقود النقل تختلف من دولة الى أخرى فانه يتحتم على الدول المنتجة للنفط النظر الى هذا الموضوع بشيء من التجرد ومتابعة التطورات المتعلقة به لتحديد مدى امكانية الاستفادة من هذه البدائل في دولها للحفاظ على البيئة المحلية ولتحديد مدى تأثير هذه البدائل فعليا على مستقبل أسواق النفط والغاز. وقالت ان قائمة بدائل الوقود تضم سوائل الكتلة الحيوية والسوائل المنتجة من الغاز الطبيعي والفحم الحجري والغاز المسال والغاز الطبيعي المضغوط والكهرباء والهيدروجين.