باريس، لندن - رويترز - أفادت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أمس بأن سوق النفط لا تتسع لمزيد من إمدادات الخام، وقلصت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على السلعة هذه السنة، بينما رفعت توقعاتها لمستوى الإمدادات من خارج المنظمة. وتوقع التقرير الشهري ل «أوبك»، المسؤولة عن أكثر من ثلث إنتاج النفط في العالم، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بواقع 940 ألف برميل يومياً هذه السنة، وهو مستوى أقل بواقع 10 آلاف برميل يومياً عن تقديراتها السابقة. ورجّحت المنظمة أن يرتفع إنتاج الخام من خارجها بواقع 640 ألف برميل يومياً هذه السنة، مقارنة بتقديراتها السابقة بزيادة مقدارها 530 ألف برميل يومياً. وأضافت في التقرير: «يُتوقع أن يبلغ الطلب على نفط أوبك 28.8 مليون برميل يومياً عام 2010 بعد تعديل بالخفض بواقع 70 ألف برميل يومياً من تقديرات سابقة. ولن يترك ذلك مجالاً لإمدادات إضافية من الخام في السوق». وتابع التقرير أن الطلب العالمي الإجمالي يُتوقع أن يبلغ 85.4 مليون برميل يومياً في المتوسط عام 2010، لكن الطلب على خامها سينخفض بواقع 175 ألف برميل يومياً، مقارنة بالسنة السابقة. وحضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بيان الحكومات على وقف دعم الوقود الأحفوري، محذرة من أن الخطوة يمكن أن تخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 10 في المئة وتساعد مجموعة العشرين على تنفيذ وعودها بالتصدي لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وأضافت أن الإعفاءات الضريبية على استخدام وقود الديزل تقدر بنحو ثمانية بلايين دولار سنوياً للمزارعين، إضافة إلى 1.1 بليون دولار لقطاع الصيد في دول المنظمة التي يبلغ عددها 31 دولة. وأوردت الشركة النفطية البريطانية العملاقة «بريتش بتروليوم» (بي بي) في تقريرها الإحصائي السنوي للطاقة العالمية أن الاستهلاك العالمي للنفط تراجع بواقع 1.2 مليون برميل يومياً عام 2009، وهو ثاني تراجع سنوي على التوالي والأكبر حجماً منذ عام 1982. وأوردت الشركة أن الإنتاج العالمي من النفط تراجع مليوني برميل يومياً، أي 2.6 في المئة، وهو أيضاً أكبر تراجع منذ عام 1982. وأعلنت أن الإضافات الجديدة لطاقة التكرير العالمية بلغت مليوني برميل يومياً السنة الماضية، وشكلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ 80 في المئة من هذه الزيادة. وبلغت الاحتياطات العالمية المؤكدة من النفط 1.33 تريليون برميل السنة الماضية، مرتفعة بواقع 700 بليون برميل، مقارنة بعام 2008، فيما نمت الاحتياطات العالمية من الغاز بواقع 2.21 تريليون متر مكعب السنة الماضية وتراجع الإنتاج بنسبة 2.1 في المئة، مسجلاً أول تراجع على الإطلاق. ولفتت «بي بي» إلى أن الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري جراء استهلاك الطاقة تراجعت للمرة الأولى منذ عام 1998، وذلك بنسبة 1.1 في المئة الى 31.13 بليون طن عام 2009، إذ أدى الركود الاقتصادي إلى خفض الإنتاج الصناعي واستهلاك الوقود الأحفوري في غالبية البلدان. وارتفعت انبعاثات الصين، وهي أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، 9.1 في المئة السنة الماضية، موسعة الفارق بينها وبين الولاياتالمتحدة، ثاني أكبر مصدر للانبعاثات. وبلغت انبعاثات الصين 7.52 بليون طن بينما انخفضت انبعاثات الولاياتالمتحدة بواقع 6.5 في المئة إلى 5.94 بليون طن وهو أدنى مستوى منذ 1995. وصعد سعر برميل الخام الأميركي للعقود تسليم تموز (يوليو) 49 سنتاً إلى 72.48 دولار، لكنه بقي منخفضاً أكثر من اثنين في المئة منذ بداية الشهر بعدما تراجع نحو 14 في المئة في أيار (مايو) الماضي. وارتفع سعر برميل خام القياس الأوروبي «مزيج برنت» 47 سنتاً إلى 72.54 دولار.