عبر معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين عن فرحته بالنعمة والمنة التي أوتيها طلاب الدورة المكثفة التاسعة لحفظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية والمقامة بالحرم المكي الشريف حاليا وقال إن حفظ كتاب الله عز وجل حديقة مليئة بكل شيء يبتغيه الإنسان، وإن حفظ القرآن هو تلك الحديقة فيجب على كل من حفظ كتاب الله عز وجل أن يستفيد منها، ويتفيأ ظلالها، ويقطف من ثمارها . أكد الشيخ الحصين على أن القرآن الكريم هو المصحف الموجود و الذي لا يختلف اثنان في صحته، وهو كما هو في المشرق والمغرب ومشهود له بالتواتر الذي يؤكد أنه لايمكن أن يكون هناك اتفاق على خطأ بخلاف الكتب السابقة رسالة الله للناس وأضاف فضيلته في كلمته أثناء زيارة منسوبي الدورة المكثفة بمعية فضيلة الشيخ فريد المنتاخ المشرف العام على الدورة , و بحضور اللجنة الإشرافية مبينا لهم بأن القرآن العظيم هو رسالة الله إلينا , و تحتاج هذه الرسالة منا أن نتأمل فيها ونتدبرها حتى نشعر بعظمة القرآن , وأنه الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو يختلف عن الكتب السماوية الأخرى التي دخلها التحريف والتغيير، فقد نقل لنا كلام الله عز وجل كما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه، وكذلك نساء النبي صلى الله عليه وسلم التسع نقلو لنا حياة نبينا الكريم بحيث أننا أبناء الأمة المسلمة نعرفه عليه الصلاة والسلام أكثر مما نعرف جيراننا بل نعرفه أكثر مما نعرف أنفسنا وأهلينا. التواتر في نقل القرآن وأكد الشيخ الحصين على أن القرآن الكريم هو المصحف الموجود والذي لا يختلف اثنان في صحته، وهو كما هو في المشرق والمغرب ومشهود له بالتواتر الذي يؤكد أنه لايمكن أن يكون هناك اتفاق على خطأ بخلاف الكتب السابقة كما بينت وطالما حصل فيها تغيير فقد حصل فيها خطأ وأوهام و خرافات و ما يخالف الواقع و يناقض بعضها بعضا, أما القرآن فلا يوجد شيء يخالف بعضه بعضا. و أبان الحصين أن وسائل المعرفة المتاحة حاليا تثبت أن القرآن الكريم ليس فيه ما يخالف الواقع أو يخالف العلوم الحديثة الصحيحة, وقد ثبت أن ما في القرآن حقائق ظاهرة مشيرا إلى أن طالب العلم يجب أن يعرف قيمة القرآن و ينتبه إلى ما تميز به حتى تزداد عظمته في قلبه ,ودعا المسلمين وخص أبناء الدورة المكثفة هذه إلى تدبر القرآن و قال إن المسلم كلما تدبر القرآن يفتح عليه من التصورات الحقيقية التي لا تخطر على بال و خاطب المنتسبين للدورة التاسعة بقوله إن الله أنعم عليكم يا أبنائي بحفظ القرآن لذلك عليكم أن تتمثلوا عظمة القرآن في حياتكم . و أريد منكم أن تضبطوا حفظكم . وتتدبروا الآيات. وهناك الكثير من علمائنا من سمعتم منهم هذا التوجيه الكريم بالحفظ و التدبر و إنما أردت هنا التذكير.. لأننا نحتاج دائماً للتذكير. ونحتاج إلى دروس القرآن, وختم حديثه بأهمية الدورة. وشكر الداعمين لها وهم شركة الشيخ يوسف الدوسري وإخوانه والقائمين على الدورة وعلى رأسهم الشيخ فريد المنتاخ سائلاً الله عز وجل التوفيق للجميع. من جهته فضيلة الشيخ فريد المنتاخ المشرف العام على الدورة المكثفة، أوضح في كلمته بأن الشكر مستمر لمعالي الوالد فضيلة الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون الحرم المكي والحرم المدني وقال جميل أن يلتقي الوالد مع أبنائه، والشيخ مع تلاميذه. فنحن في الدورة نشكره حفظه الله على ما يبذله من جهود مباركة و مستمرة معنا في الحفاظ على كيان الدورة المكثفة و برامجها في الرحاب الطاهرة، و نؤكد أننا بجهوده ومتابعته وبذله وعطائه استطعنا الاستمرار في عملنا هذا مع ما نجده من لدن الإخوة الأفاضل الداعمين و هم شركة الشيخ يوسف بن أحمد الدوسري وإخوانه. بعدها وجه المنتاخ أسئلة الأبناء طلاب الدورة مكتوبة على الورق جاء فيها سؤال عن مناصب تقلدها معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين و أجاب فضيلته بأنه اشتغل في التدريس بمراحله الثلاث آخرها المعهد العالي للقضاء وقال إن التدريس أفضل المناصب. وحول سؤال عن توسعة المطاف قال هناك نية في التوسعة, لكن المطاف بفضل الله لايأتيه زمان إلا و يستطيع الناس الطواف فيه. كما وجه معاليه الأبناء الموجودين في الدورة التاسعة حينما وجه له أحدهم سؤالا بماذا توجهوننا فقال أنصحكم بالإخلاص لأنه هو الأساس في كل عمل ولأهميته يجب أن نذكر بعضنا بعضاً به. وله معنى آخر هو التخلص من الشيطان الذي يقتحم النفوس ليفسد عملها. كما أرشد فضيلته أبناءه الطلاب بالتخلص من حظوظ النفس و بذلك يبقى العبد المؤمن قريباً من ربه عز وجل. وأضاف بالقرآن إن شاء الله تزول حظوظ الشيطان وحظوظ النفس وتزول الأهواء.
مدير الجمعية بالشرقية: أسعدني ما رأيته من حفظ ومتابعة للدورة قام الأستاذ محمد السويدان مدير جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية بزيارة لدورة تحفيظ القرآن، يرافقه الأستاذ شوقي باوزير و ذكر أبناءه طلاب الدورة المكثفة بالأجواء الروحانية التي يعيشونها متمنياً لهم التوفيق وقال ان تكون بين اخوان لك وتحفظ معهم كتاب الله فهذا شيء يثلج الصدر ويسر النفس، وأن تكون في الحرم فهذه فرصة لاتعوض ويتمناها كل مسلم. تطوير مستمر وأضاف انه سعيد بما رآه من حفظ في أبناء الدورة وحسن متابعة وحسن تنظيم , داعياً الله عز وجل أن يوفق أبناءنا الطلاب لما يرضي الله سبحانه وأن يعينهم على مواصلة حفظ كتاب الله. وأشار في حديثه عن الدورة خلال عمرها الذي يمتد عاماً بعد عام بأنه لاحظ فيها تطويرا مستمرا نحو الأفضل , وبين أن الدورات المكثفة الصيفية هي المرتكز الهام للجمعية, والانطلاقة القوية . و أكد بقوله نحن نعتمد عليها فهي خلاصة جهد مثمر وأشكر الاخوة القائمين عليها.
يعطي ويتابع من جهته ضيف الدورة الأستاذ شوقي باوزير قال : يشرفني أن أكون بين حفظة كتاب الله وأشكر فضيلة الشيخ فريد على مواصلته العطاء مع أبنائه في الدورة في كل عام وفي كل عطلة حيث الناس يشرقون ويغربون لكنه صامد يعطي ويتابع وهو مع أبنائه الطلاب في بيت الله الحرم المكي. المرأة العجوز وضرب باوزير مثلاً طيباً للطلبة الحفاظ بالمرأة المسنة بالخبر حيث أقيم حفل تكريم للحافظات في إحدى السنوات , وصاروا ينادون كل حافظة باسمها لتكريمها , ونادوا على حافظة ثلاث مرات فلم تحضر ثم أعادوا النداء وكرروه وبعد فترة وجيزة خرجت إلى المنصة امرأة عجوز وصلت بصعوبة وخاطبت الأخوات الجالسات بقولها : احفظ القرآن الكريم كاملاً وعمري 72 سنة وبدأت بمشروع الحفظ وعمري 68 سنة وقد استغرق حفظ القرآن الكريم معي أربع سنوات والحمد لله. اغتنام الفرص وخاطب باوزير الطلبة في هذا السن باغتنام الوقت وقال: احثكم على المسارعة في أداء المهمة التي جئتم إلى رحاب بيت الله الحرام من أجلها, وهي حفظ القرآن الكريم وإتقانه. ومعرفة بعض مضامينه.. فلابد من تدبر القرآن. تعودنا على كرمه فضيلة الشيخ فريد المنتاخ علق على ما قدمه الأستاذ مدير الجمعية والضيف باوزير . وقال لقد عودنا على كرمه بالزيارة والتفقد لأبنائه في الدورة سنوياً. فله منا الدعاء في أن يثيبه الله ويجعل ما يقدمه في ميزان حسناته. واغتنم الشيخ فريد الفرصة بحث طلاب الدورة على مواصلة العطاء مشيراً إلى ما ذكره الأستاذ شوقي. وذكرهم بزملاء لهم كانوا طلاباً في الدورة والآن أصبحوا مشرفين بمواصلتهم الجهد.
الهتلان يشيد ببرنامج الدورة المكثفة ويدعو الشباب إلى عدم التنقل بين المشاريع ضمن سلسلة الزيارات والبرامج التي تقوم بها الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية و المقامة بالحرم المكي الشريف للارتقاء بمستوى الطلاب المعرفي والديني حدث فضيلة الشيخ هتلان الهتلان القاضي بالمحكمة الجزئية بمحافظة الخبر أبناءه فرسان الدورة عن فضل مثل هذه البرامج التي تعنى بالقرآن الكريم والتواصي على حفظه، وكيف أن المشاركة في مثل هذه الدورات تعد نعمة عظيمة كبيرة من الله تستوجب الشكر واستشعار فضلها العظيم. كما أشاد فضيلة الشيخ بالهمة العالية الكبيرة لدى جميع طلاب الدورة والتي تجلت في مشاركتهم بمثل هذه الدورة المكثفة والتي لا يقوى عليها إلا أصحاب الهمم العالية من الشباب. ثم عرج فضيلته بالتأكيد على أهمية مواصلة الشباب واستمرارهم في مشاريعهم الهادفة المختلفة التي يقومون بها، وأكد بحديثه أنه حتى يحقق الإنسان النجاحات المنشودة فإنه لابد أن يكابد مشقة الصبر والجلد و مصابرة النفس على عدم التنوع بين المشاريع المختلفة ليحصل المأمول من نجاحات معتبرة ومشاريع بناءة. وفي ظل الحديث عن بركة القرآن وفضل حفظه، انساق كلام فضيلته إلى أهمية أن يرجع الشاب ما حقق من حفظ للقرآن إلى فضل الله ومنته لا إلى مجهوده الشخصي أو قدراته الذاتية، مؤكدا أن ما حققه الشباب من مستويات متقدمة جدا في الحفظ والإنجاز لم يكن ليتحقق إلا بتوفيق الله ومنته وفتوحاته العظيمة على من يختار من عباده. واستجابة إلى أسئلة الطلاب ومداخلاتهم المتنوعة، جاءت إجابته عن استفسارات غض البصر بأن الأمر هنا أوجب وأولى لاسيما والطالب قد جاء هنا ليحفظ كتاب الله وفي أطهر بقاع الأرض قاطبة، كما شدد على أنه إنما يمكن ان يتأتى ذلك عبر مجاهدة النفس على غض البصر ومكابدة ذلك، الأمر الذي يولد عند الطالب صفاء ونورا ينعكس على شخصه، وروحانيته مع خالقه. وختاما جاء حديث الضيف عن ضرورة الابتعاد عن المعاصي وتعظيم مكانة الله في نفس الإنسان، مشيرا إلى أنه لو أعظم الفرد خالقه حق قدره، لكان ذلك كافيا للابتعاد عن طريق المعاصي ودروب الغواية والفوز بالخير وعظيم الجنان.