اختتمت فعاليات الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية والمقامة بالحرم المكي الشريف حيث أتم خمسون طالباً حفظهم للقرآن الكريم بيسر وسهولة وحضر الاحتفال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور محمد بن ناصر الخزيم والراعي الرسمي للدورة المكثفة الأستاذ خليفة بن أحمد الدوسري وجمع من المشايخ والدعاة وفرسان الدورة حيث تحدث المشرف العام على الدورة الشيخ فريد بن سالم المنتاخ بقوله : إن هذه ليلةٌ مباركة ... نيرةٌ طيبة..شَرُفَتْ بحضوركم كما شرفت بجمعها... وأضاف إننا في هذه الدورةِ تعاهدنا كتابَ ربنا بالحفظِ والتلاوةِ والمراجعةِ والتدبر, ونشكرُ اللهَ سبحانَهُ على ما منَّ به من إنجاحٍ وإتمامٍ لهذا المشروع في سنواته التسع ... وأشار إلى أن الدورة تبوأت مكانةً مرموقة ً بين مثيلاتِهَا من مناشطَ خدمةِ القرآنِ الكريم... والتقى منسوبُوها من أبناءِ الدورةِ بكوكبةٍ من العلماءِ والمفكرينَ والدعاةِ / وزارَها عددٌ طيبٌ من أصحابِ الفضيلةِ العلماءِ والفضلاءِ . و كلهم رصدَ النجاحَ وأيًَّدَ المشروع ،... بل وأصبحت بفضلِ اللهِ محطةً لنقلِ الخِبْراتِ ، وتقديمِ الاستشارات ... وأوضح أن نِسَبُ النجاحِ جاءت مرضيةً وللهِ الحمدُ / فَقَدْ أَدَّى جَمِيَعُ الطلابِ ما عليهم من حِفْظٍ ومراجعةٍ بفضلِ اللهِ وتوفيقِهِ , وإنني أجدُهَا فرصةً لتقْديمِ هذا الإنجازَ إلى كلِّ مَنْ سَاعَدَ وسَانَدَ هذه الكوكبةُ لاجتيازِ هذه الدورةِ ... واخصُ بالفضلِ جهودَ مولايَ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبد اللهِ بنِ عبد العزيزِ آل سعودْ ...و وليَ عهده الأمين .. حفظهم الله... على ما أَوْلَوْهُ من عنايةٍ واهتمامٍ بالقرآنِ الكريم . وقدم شكره لرئاسة الحرمين و للداعم الرسمي ( شركة يوسف بن أحمد الدوسري وإخوانه ) ثم تحدث الدكتور محمد الخزيم موضحاً فضل القرآن الكريم على الأمة الإسلامية مشيراً إلى قيمة هذه الدورة وتربية النشء على حفظ كتاب الله وتدبر معانيه ودعا للقائمين والمشرفين على الدورة بالخير والبركة . ثم جاءت كلمة إمام المسجد الحرام الشيخ خالد الغامدي مشيداً فيها بما توصلت إليه الدورة من رعاية لحفظ القرآن الكريم ولطلبته ووجه فضيلته الحفاظ لكتاب الله إلى العناية به بالمدارسة والمراجعة لتأكيد الحفظ وتثبيته في الصدور وأبان فضل حفظة القرآن وأنهم يعرفون بليلهم بالتلاوة والتدبر والفهم . وجاءت كلمة الراعي الرسمي الأستاذ خليفة الدوسري مؤكدة بأنه مما يبشر بالخير أن نرى الشباب يقبلون على حفظ القرآن الكريم, ويبذلون من أجل تحقيق ذلك كل ما يستطيعون , منطلقهم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ,فترى همتهم لا تعرف اليأس , ونفوسهم لا تعرف الكسل . وذلك في وقت راحتهم بالعطلة الصيفية السنوية . وذكر بأن هذه الليلة عظيمة وأضاف ونحن مقبلون على شهر مبارك , شهر رمضان شهر القرآن , أبارك لأبنائي المشاركين ما منّ الله عليهم به من حفظ القرآن الكريم, وقد أثلج صدري ,وقرة به عيني, ما شاهدته في هذه الدورة من برامج متميزة , تم التخطيط لها بعناية فائقة, من جميع النواحي الإدارية والدراسية والاجتماعية و المعيشية, ولقد كان بحق عملاً مبدعاً وأكد بأن المملكة دولة القرآن وهي المعين والمساند لنا في خدمة القرآن وأهله . إننا في هذه الدورةِ تعاهدنا كتابَ ربنا بالحفظِ والتلاوةِ والمراجعةِ والتدبر, ونشكرُ اللهَ سبحانَهُ على ما منَّ به من إنجاحٍ وإتمامٍ لهذا المشروع في سنواته التسع ... وشكر الرئاسة العامة لشؤون الحرمين على ما تبذله من أجل إنجاح هذه الدورة وكما شكر القائمين عليها ودعا الله بأن يبارك لنا في القرآن الكريم في حياتنا كلها . بعدها ألقى الشاعر عبد الخالق الزهراني قصيدة أكد فيها على أهمية الحفظ لكتاب الله عز وجل وأشاد بالدورة المكثفة وطلبتها الذين يأتون إلى الحرم المكي لحفظ كتاب الله عز وجل كل عام كما كانت هناك كلمة لطلاب الدورة جاء فيها: لقد منّ الله علينا وأكرمنا بحفظ كتابه في أفضل بقعة في الأرض في رحاب الحرم المكي الشريف . وأضاف الطالب: لقد يسر لنا حفظ كتاب الله ومراجعته في أسابيع قليلة حيث هُيّئ لنا من يرعانا , ويسرت سبل الخير لنا , وذللت لنا الصعاب , فكم سررنا لما نحن فيه , وابتهجنا بما توصلنا إليه . فالحمد لله على تمام المنة (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) . وشكر الحضور من المشايخ والدعاة وقال الشكر موصول لكم يا أساتذتي الكرام ويا مشرفي الأفاضل/ على ما بذلتموه من أجلنا , وضحيتم به لفائدتنا . ونسأل الله العلي القدير أن يثيبكم , ويجزل الأجر لكم . وذكر اخوانه الطلاب بقوله : لقد قضينا أجمل أيامنا في الدورة .. تسابقنا ..وتآخينا.. وعشنا معاً , اجتمعنا على طاعة الله , وتفرقنا على الحب في الله , وسيبقى سجل الأخوة مفتوحا ما بقينا , وأسأل الله أن لا يضيع جهودكم : وختم حديثه بالتقدم بالشكر والثناء إلى من أ نفق ماله ووقته في سبيل إعمار قلوب الشباب بحفظ كتاب الله , كما أسأله عز وجل أن يجعل بكل حرف نقرؤه أو نتعلمه لهم أجرا ... يشار إلى أن الحفل تخلله تلاوات أفرحت الحاضرين وسرت نفوسهم , ثمة وزعت الجوائز على حفَّاظ الدورة.
المفتي لطلاب الدورة: حققتم لنا أمنية.. وأثبتم الجدارة استقبل سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بمكتبه بمقر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمحافظة الطائف طلاب الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية والمقامة بالحرم المكي الشريف وعددهم 50 طالباً من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية والمتوسطة بالمنطقة الشرقية يرافقهم المشرف العام على الدورة فضيلة الشيخ فريد بن سالم المنتاخ وعدد من المشرفين على الدورة. حيث رحب سماحته بالوفد القادم وقال : إن استعداد الطلاب لمثل هذه الدورة في الإجازة إنما هوتوفيق من الله لأن الإجازة لوقضيت في النوم وأمام التلفاز والملهيات لقست القلوب وأصابتها الغفلة غير أن حفظ القرآن الكريم فيه خير كثير. وأضاف سماحته بأن الخيرية في أول هذه الأمة أمر لا خلاف فيه وهوموجود في أولها وفي آخرها وأمتنا فيها خير كثير وشباب يحفظون القرآن الكريم في أيام عطلتهم وراحتهم فيه خير لأنفسهم ولأمتهم ولأوطانهم , وبين سماحته بأن الله سبحانه وتعالى قد يسر القرآن للحفظ وأن هذه الدورة في حفظ القرآن منطلق جيد , وواقع طيب وقال مخاطباً الشباب : الواقع الذي أنتم فيه حق وأنتم على خير وذكر بأن سلفنا الصالح كانوا يحفظون كتب السنة والمتون إلى جانب حفظهم لكتاب الله عز وجل , والدورة حققت لنا أمنية حيث أن الناس نظروا إليها نظرة الاستحالة قائلين من المستحيل أن يحفظ الشباب القرآن الكريم بفترة أسابيع محدودة لكن الواقع الذي عليه الدورة أثبت قدرتهم على ذلك وأنها ليست مستحيلة وذلك بما حققته طوال السنوات الثمان الماضية , وأبان بأن الطلاب ينوعون قدراتهم وهم يحفظون كتاب الله وتقوى عزائمهم ويستعينون بالله. وأضاف وأنا أؤيدكم على هذه الفكرة , فكرة إقامة الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم. ثم طلب من المشرف العام على الدورة توضيح ما عملناه في الدورة في الفترة الماضية ليس متهماً لها وإنما كما قال : ( ولكن ليطمئن قلبي ) وقال : لعلنا نستفيد من مشروع الدورة وفكرتها. وقد أوضح له فضيلة الشيخ فريد بن سالم المنتاخ ما تحقق خلال الفترة الماضية من الدورة وقدم له بعض النماذج من خلال بعض الطلبة المنتسبين إلى الدورة. ثم استمع سماحة المفتي لتلاوات بعض الطلاب المتميزين بالدورة من حفظة كتاب الله بعدها أجاب عن فتاوى تتعلق بشؤون الدورة المكثفة وأمورٍ تتعلق بقضايا تهم شباب الدورة , وجاء في إجابته على أن المسلم ينظر إلى ما تؤول إليه الأمور ولا يلتفت إلى النظرة الدنيوية ويهرب من الفتن والمصائب ويعتزلها ويتقي الله بها . وعن سؤال يتعلق بسماع الأناشيد أجاب بعدم الإكثار منها وحذر أن تكون من الأناشيد الصوفية وشجع حول سؤال يتعلق بقراءة القرآن وقال المسلم يقرأ ويستريح حتى لا يكون عنده سأم , وعن حكم دعاء ختم القرآن أشار إلى فتوى العلامة ابن باز يرحمه الله بأنها في الصلاة واردة , والختمة خارج الصلاة قال ما علمت من أنكرها. وفي ختام اللقاء تمنى التوفيق والسداد لطلاب الدورة ثم تشرف بعض الطلاب المتميزين في الدورة باستلام جوائزهم من سماحته. وتم توزيع مجموعات من كتب دار الإفتاء على الطلاب والمشرفين. تأتي هذه الزيارة على غاية من الأهمية لكون وفد الدورة يلتقي مع الرئيس العام لهيئة كبار العلماء والمفتين في المملكة , ويتعرفون على ما تقدمه دار الإفتاء من خدمات للأمة الإسلامية ولما لمثل هذه اللقاءات مع كبار علماء الأمة من حفاظ على هوية الشباب والأخذ بأيديهم من الانحراف الفكري بما يسمعونه من توجيه وإرشاد ونصح من علمائهم إضافة إلى ربط شباب الأمة بعلمائها والأخذ من المعين الصافي وتحذير الشباب من الأفكار الضالة والمنحرفة . يذكر أن سماحة المفتي العام آل الشيخ يلتقي مع وفد الدورة القرآنية المكثفة سنوياً ويقدم لأبنائها توجيهاته وإرشاداته ويحثهم على العناية بكتاب الله وحفظه وتدبر معانيه.
المطر: الدورة المكثفة أثبتت نجاحاتها وهذه ثمراتها قال فضيلة الشيخ محمد المطر مدير إدارة التوعية الإسلامية بتعليم البنين بالمنطقة الشرقية. إن المشاريع الناجحة لها مؤشرات فائقة تحمل رسائل نبيلة فتحقق الأهداف المرجوة البناءة. والمنطقة الشرقية بقياداتها الواعدة حملت على عاتقها مشروعاً كبيراً في سمو أهدافه في تربية وتهذيب المتميزين من الطلاب في المنطقة الشرقية بمراحلهم الجامعية والثانوية و المتوسطة و ذلك بمشروع الدورة المكثفة لحفظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية و المقامة بالحرم المكي الشريف . و أضاف الشيخ المطر بأنه اجتمع لأجل المشروع محاور ثلاثة (قيادة مبدعة - تخطيط سليم – دعم مادي ومعنوي ) فبارك الله في المحاور وبدأت الانطلاقة لإخراج الدورة المكثفة للقرآن الكريم بالمنطقة الشرقية بقيادة الشيخ / فريد بن سالم المنتاخ من منسوبي التربية و التعليم و أهل الفضل و الإحسان مثل الشيخ / يوسف بن أحمد الدوسري و إخوانه الأوفياء و مشايخ على مستوى المملكة العربية السعودية و على رأسهم معالي فضيلة الشيخ / صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي . و أشار المطر إلى أن الدورة تهدف إلى حفظ القرآن الكريم في الصدور لأبناء هذه البلاد المباركة التي أخذت على عاتقها العناية بالقرآن و أهله بقيادتها الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه. و أثناء زيارة الشيخ محمد المطر لدورة في الحرم المكي قال : زيارتي للطلاب في رحاب الحرم المكي خرجت بثمرات إيمانية مبشرة لأهل الصدق و الإيمان الذين شاركوا في إنجاح الدورة المكثفة السنوية التي يحفظ الطالب فيها القرآن كاملاً خلال شهرين (60 يوماً ) في مكةالمكرمة و من الثمرات : تحقق وعد الله بحفظ القرآن لهذه الأمة بتخريج أجيال تحفظ كتاب الله بأحكام التجويد و بالترتيل الحسن , و إخراج الجيل المثالي الذي يحمل كنوزاً من أخلاق القرآن , و اختصاص فئة من المجتمع تحرص على تحقيق الخيرية الموعودة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). و تحقيق شراكة مجتمعية فاعلة تخدم أحد مصادر التشريع الإسلامي ,هو القرآن , بالهمة العالية لدى الحافظين لحفظ كتاب الصحيحين بعد الدورة ، و اكتشاف مواهب طلابية مبدعة في الحفظ و اعتبر هذه الدورة انطلاقة للتميز و انطلاقة حية في التأسيس للقرآن للبلدان الأخرى, وإحياء رسالة المسجد الحرام العلمية بحيث إن شباب الدورة يحفظون في الحرم إضافة إلى حسن التخطيط المستمر و هي مؤشر نجاح الدورة وأكد على أن الدورة تقوم بتهيئة الطلاب لإمامة المساجد وصلاة التراويح وفي الختام دعا الله العظيم أن يجعلنا من خَدمةِ كتابه الكريم و أن يوفق كل من ساهم في إنجاح المشروع القرآني لحفظ القرآن المنطلق من المنطقة الشرقية و المقام في الحرم المكي الشريف .