إذا رغبت بمشاركة جميع من بالمجلس في موضوع واحد فتحدث عن المرأة، لكن مع اشتداد الحر هناك واحدة أخرى يثير التطرق إليها جلبة كبيرة مليئة بالتأفف والشكوى .. فتحدث عنها، وأقصد .. شركة الكهرباء. عبدالمحسن يعتبر نظام الشرائح جائرا، حيث تتضاعف تعرفة الاستهلاك من الشريحة إلى الشريحة التالية، فيما يرى محمد أن تعرفة الشرائح صممت بشكل (ذكي) بغرض خدمة شركة الكهرباء لا المستهلك. طارق يوافق عبدالمحسن في رأيه، ويضيف بأن هناك من يستطيع الالتفاف على نظام الشرائح بتركيب أكثر من عداد واحد، وهو أمر سهل و ذلك بتقسيم المنزل ظاهريا إلى وحدات (شقق) مما يخوّل صاحب المنزل بتركيب أكثر من عداد، الأمر الذي يحافظ على الاستهلاك ضمن حدود الشريحة الأولى و بالتالي تكلفة أقل ، أما من لا يستطيع فعليه راضيا دفع فاتورة ذات أربع خانات (والله المعين). علي يعارض فكرة دفع قيمة عداد الكهرباء، حيث يرى أن العداد ما هو إلا أداة حسابية لشركة الكهرباء، فبدون العداد لن تعرف الشركة تكلفة استهلاك المنزل، وعليه فإن الشركة عليها تركيب العداد دون مقابل، ويشبه هذه الحالة بحالة أخرى فيقول: لو أردت تعبئة وقود بسيارتي فهل علي دفع قيمة عداد الوقود أم دفع تكلفة الوقود فقط، هل يجب دفع قيمة مكائن الكاشيرات في المحال التجارية أم دفع قيمة مشترياتي فقط، خصوصا أنه لا يوجد إلا مقدم واحد لهذه الخدمة. ألا يجب تغريم شركة «الكهرباء» مقابل الخسارة التي قد يتكبدها المستهلك جراء الانقطاعات التي تحدث، أو على أقل تقدير تخفيض القيمة الإجمالية للفاتورة بنسب محددة تبعا لعدد الانقطاعات؟.حسن يتساءل عن تكلفة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، ألا يجب أن تغرم الشركة مقابل الخسارة الذي قد يتكبدها المستهلك جراء الانقطاعات التي تحدث، أو على أقل تقدير تخفيض القيمة الإجمالية للفاتورة بنسب محددة تبعا لعدد الانقطاعات، يتساءل حسن و بين كلماته ما يبعث على التساؤل عن معنى احترام المستهلك في نظر الشركة. أما خالد فهو في واد آخر ، يتحدث عن خدمة المستهلك و فعاليتها وسرعة استجابتها، وعندما ترك المجال له في الحديث أخذ يتكلم عن الواجبات غير التجارية للشركة تجاه المستهلك و عن مسؤوليتها الاجتماعية، وعن مشاريعها و برامجها الداعمة لتطور المواطن، لقد طال به الحديث حتى ظننا أنه نسي أننا نتحدث عن شركة الكهرباء. أما عبدالرحمن فيتساءل «إيش قصة خسرانة ،خسرانة، شركة عمرها مية سنة و لسه خسرانة!» مبديا تعجبه مما تعلنه الشركة حول خسارتها كل عام، ملفتا النظر إلى أن الشركة لديها منتج ذو مستوى عال من الطلب بالإضافة إلى الإمكانات المادية و البشرية و الخبرة في المجالين : الإداري والفني كل هذه عوامل كفيلة بتعظيم أرباح أي منشأة تجارية، دفع الحماس عبدالرحمن حتى أشهر تحديه بإنجاح الشركة و تحويل خسارتها إلى أرباح لو تولى هو إدارتها، وعلى حد تعبيره «يعني ما في هالبلد إلا هالولد؟» للأسف، كثير من الإدارات الهرمة تتكىء على عكاز كلمة «رضا الناس غاية لا تدرك» فتمادوا في التجاهل وادعاء الصمم، حتى يتراكم عليهم ما في النفوس و يكون «حب الناس غاية لن تدرك». آه يا زوجتي الغالية، جاء اليوم الذي تخافين منه، أصبحت أتحدث عن أخرى دون تلفت، نعم جاءت أخرى وسحبت البساط من تحت قدميك .. و معها (كومة فلوس كمان). * خبير تقنية ومستشار باتحاد الغرف التجارية