الوفاء وحفظ المعروف من الخصال الجميلة التي حث عليها ديننا الحنيف وأصبحت من مميزات المسلم التي يتميز بها عن غيره ، لهذا تختلف المجتمعات في كل أنحاء العالم من ناحية الوفاء وحفظ المعروف ، وتبقى المجتمعات الإسلامية هي المتفوقة في هذا الجانب على الرغم من اختلاف الناس وتغير أفكارهم والمسببات كثيرة يصعب حصرها وتحليلها الآن ، فلم يعد مسلمو اليوم كمسلمي الأمس. يعتبر الجيل الأول من المسلمين أكثر وفاء بل كانوا أكثر حرصا على هذه القيمة النبيلة من مسلمي هذا الوقت لدرجة أنهم يؤثرون على أنفسهم في أشياء دنيوية كثيرة من اجل إخوانهم المسلمين. أشياء كثيرة تميز المسلم عن غيره من الأديان السماوية الأخرى ، لهذا يفترض أن يكون المسلم هو الأنموذج الحقيقي للمجتمع الصالح والمترابط ، والقدوة التي يحتذى بها في كل مجتمعات العالم. يبقى الوفاء صفة أساسية في بنية المجتمع المسلم في كل مجالات الحياة والمجتمع الرياضي في مملكتنا الحبيبة جزء من المجتمع ومرتبط به بشكل مباشر، ويحق لنا أن نفتخر بنزعة التكافل والوفاء التي نشأنا عليها. مقالي اليوم ليس ببعيد عن المجال الرياضي ومرتبط بالوفاء ، فالمجال الرياضي في مملكتنا الحبيبة فيه من الأخطاء ما فيه كغيره من المجالات الأخرى ، لكن يبقى الوفاء عامل مشترك في كل المجالات ، فالموظف الذي قضى فترة طويلة من عمره في قطاع حكومي أو خاص عندما يحظى بأي نوع من أنواع التكريم من ذات القطاع او المجال الذي ينتمي له فهو قد لمس الوفاء الحقيقي لكن عندما لا يحدث هذا فأن الأمر لن يخرج عن الجحود والتقصير والتنكر لسنوات طويلة قضاه هذا الموظف في خدمة هذا القطاع. عندما يرى النشء بعينه تكريم هؤلاء النجوم سيصبح الدرس بليغاً ومفيداً ، فعندما نغرس قيمنا النبيلة من خلال الرياضة فإننا بهذا نحقق هدفا مهما من أهداف الرياضةما أثار حفيظتي ودفعني لكتابة مقالي هذا ذلك الحوار الذي نشرته إحدى الصحف قبل فترة مع نجم الاتحاد والمنتخب السعودي «محمد الخليوي». فما يحدث لبعض نجوم كرة القدم السابقين أمر محزن للغاية ولا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، فحديث «محمد الخليوي» وهو يصف حاله دون أن يطلب مساعدة من أحد بعد أن ساهم مع زملائه في فترة التسعينات في النقلة المميزة للكرة السعودية عالمياً يبعث الحزن في النفس ويطرح علامات استفهام كثيرة، فهل يكون رد الجميل بهذه الطريقة .. ؟!! أعلم جيدا بأنه موضوع شائك وقد يتحمل مسؤوليته جهات كثيرة على رأسها رعاية الشباب لكن نجما «كمحمد الخليوي» مليء تاريخه بالإنجازات المحلية والإقليمية والدولية ينتهي به المطاف لمدرب في ناد تجاري خاص .. !! هل هذا هو التكريم الذي يليق بنجم وبطل «كمحمد الخليوي» مثّل الأخضر السعودي في محافل عالمية كثيرة وذاد عن مرماه بكل شجاعة واقتدار ؟ سؤالي هذا لمن يملك حق التوضيح ...!! هناك نجوم لم يقدموا ولو جزء بسيط مما قدمه هذا النجم العملاق ومع هذا قد حظوا بتكريم مميّز. لم يكن الشارع الرياضي وخصوصاً من عاشوا سنوات إبداع الأخضر السعودي ينتظرون هذا التجاهل لنجوم خدموا الرياضة السعودية. كنت أتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تبادر بتكريم كل نجوم الرياضة ممن قدموا لهذا الوطن إنجازات ولو بتكريم معنوي يحظى بمتابعة إعلامية كبيرة حتى يشعر الرياضيون الذين مازالوا في الميدان بلمسات الوفاء من أعلى سلطة رياضية عندها سترتفع الروح وسيقدمون لرياضة الوطن إنجازات جديدة تضاف لسجل إنجازاتها. عندما يرى النشء بعينه تكريم هؤلاء النجوم سيصبح الدرس بليغاً ومفيداً ، فعندما نغرس قيمنا النبيلة من خلال الرياضة فإننا بهذا نحقق هدفا مهما من أهداف الرياضة. الوفاء مع نجوم خدموا الرياضة في كل نشاطاتها أمر يحتاج دعما من قبل المسؤولين في رعاية الشباب والأندية حتى لا يظهر القطاع الرياضي أقل وفاءً من القطاعات الأخرى.