اتصلت بي صديقة تزف لي بشرى حصول ابنتها على تقدير عال في الامتحان التحصيلي، كانت ارتعاشة فرحتها تنتقل إلى عروقي وأنا أتابع كيف انزاح عنها هم ثقيل، كانت بالكاد تلتقط أنفاسها منه في الأيام الماضية وحنقها عندما عرفت أن نتائج الذكور قد أعلنت ونتائج البنات متحفظ عليها، رغم أنهما يتبعان الوزارة نفسها، حتى إن هذا ذكرها بولائم الزمن الذي ليس ببعيد، عندما كان «الذبيحة» تقدم للضيوف فيقبل عليها الرجال أولا ويتركون عظامها وبقايا قليلة متناثرة من لحمها للفوج الثاني من الضيوف وهو النساء.. وتتساءل: إلى متى ونحن لا نجد لنا مكانا في الصف الأول ومدخلا أماميا، حتى الكمبيوتر يخافون عليه منا فيقدمون الذكور للتسجيل في الجامعات ويتركون الإناث من الأبناء!! ما بين غيظها وفرحتها مرت في خاطري صور كثيرة لنساء أوائل من بنات جلدتنا ما إن يذيع صيت نجاحهن حتى تجد ألف يد تغمس نجاحها في دم القبيلة وتطالب بالثأر لفظا ومعنى فيغدو النجاح عظمة في الحلق وثلجا يصطلي، لأن التاريخ ما زال يسجل له الأولوية حتى وإن كان فاشلا، حتى وإن سلب الحقوق‘ وإن.. وإن.. ولكن للأم نظرة أخرى وإن مرت عليها حوافر تاريخ الذكورة واستعلائها إلا أنها تبقى تلك المرأة التي عندما أراد الله أن يصور لنا زلزلة الساعة وهي حدث عظيم قال: (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت) وذهول المرأة عن رضيعها ليس كمثل الفرار (يومئذ يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه)ما بين غيظها وفرحتها مرت في خاطري صور كثيرة لنساء أوائل من بنات جلدتنا ما إن يذيع صيت نجاحهن حتى تجد ألف يد تغمس نجاحها في دم القبيلة وتطالب بالثأر لفظا ومعنى فيغدو النجاح عظمة في الحلق وثلجا يصطليإن الآيات التي تظهر قدرات المرأة وصفاتها وسبل التعامل معها في القرآن تأتي في الغالب وهي تتطلب تدقيقا معنويا للألفاظ وهذا ما يغيب عن الكثير منا أثناء قراءة القرآن الكريم ومثلنا بعض المفسرين الذين يعرفون أن اللغة العربية التي نزل بها القرآن نزول تحد لأهلها من أجل حثهم على تدارسه بطريقة أكثر عمقا وسبرا لأغوار معانيه وأكاد أجزم بأن المرأة تعرف ما هي عليه وما قدرها كونها امرأة بالدرجة الأولى وليست فردا ضمن مجموعة غلبت جنسا على آخر بمواصفات خارجية فقط ولهذا أجد أن الذين قالوا إن المرأة هي من يسهم في تأصيل هذا التغليب لأنها من يربي الذكر والأنثى مخطئون، فالأثر الجمعي يغلبها حتى على أبنائها فتتراجع لتستمر مسيرة «التفويق» لجنس على حساب آخر الأمر الذي لم يعد شكليا فقط وإنما صار ضاربا في العمق ومؤذيا لدرجة مملة ومؤلمة وما يترتب عليها أشد إيلاما داخل بيوتنا وخارجها. [email protected]