انخفضت قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي غداة الإعلان الرسمي عن انفصال جنوب السودان وتحوله لدولة مستقلة في ظل تخوفات من تأثر الاقتصاد السوداني بفقدان عائدات النفط المستخرج من الجنوب والذي يمثل 73 بالمائة من إجمالي إنتاج البلاد النفطية. وقال أحد التجار المتعاملين في بيع العملات بسوق الخرطوم «منذ الصباح ارتفع سعر الدولار مقارنة مع الجنيه السوداني ليبلغ 3,47 جنيه للشراء و4,2 جنيه للبيع مقابل 3,42 للشراء و3,47 جنيه للبيع الخميس الماضي» ، بينما بلغ السعر الرسمي عبر البنوك وفق لنشرة البنك المركزي السوداني الصادرة أمس 2,74 جنيه. ويأتي هذا الانخفاض في الجنيه السوداني بعد يوم واحد من إعلان استقلال دولة الجنوب التي يأتي منها غالب إنتاج النفط السوداني الذي يبلغ 490 ألف برميل يوميا ، حيث كانت الميزانية الحكومية للسودان تعتمد على النفط بنسبة 90 بالمائة منذ بداية استخراجه عام 1999 م ، و قال وزير المالية السوداني علي محمود الشهر الماضي إن الميزانية السودانية ستفقد 36 بالمائة من إيراداتها بسبب انفصال الجنوب والذي يأتي منه 73 بالمائة من إنتاج النفط السوداني فيما يمثل إنتاج الشمال 27 بالمائة. ويعزو محللون اقتصاديون ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه السوداني لحالة تخوف لدى المواطنين تدفعهم إلى تبديل أموالهم للدولار. وقال المحلل الاقتصادي محمد الناير «الضغط على الدولار والإقبال عليه من المواطنين ناجم عن بعض التخوفات من أشياء قد تحدث بسبب انفصال الجنوب وهي ذات الحالة التي حدثت أثناء الانتخابات والاستفتاء على تقرير المصير». وكانت بعض التقارير تحدثت عن احتمال حدوث عنف أثناء الانتخابات التي جرت في السودان في نيسان/أبريل 2010 والاستفتاء على انفصال الجنوب في كانون الثاني/يناير 2011. و ناشد الرئيس السوداني عمر البشير يوم السبت خلال الاحتفال جنوب السودان بإعلان دولته في جوبا الاتحاد الأروبي والولايات المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ عام 1996. وأضاف الناير «الأمر بيد بنك السودان وما لديه من احتياطات من النقد الأجنبي وإن لم يكن لديه احتياطي من العملات الصعبة ستصبح هنا المشكلة وفي هذه الحالة ستلجأ الحكومة لقرارات في اتجاه خفض الإنفاق الحكومي ووقف استيراد بعض السلع لكن أتوقع أن يكون لديها احتياطي من جراء ارتفاع أسعار البترول خلال الشهرين الماضيين»، وقال إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية شكل ضغطا على ميزانية الأسر السودانية. من جانبه قال أحمد عمر (موظف حكومي) «أسعار الخضروات تزيد بشكل يومي حتى أننا نشتري السلعة اليوم بسعر وفي اليوم التالي يكون السعر مختلف « ويقول بابكر المبارك صاحب محل لبيع المواد الغذائية في العاصمة الخرطوم «الأشياء التي تزيد أسعارها بصورة يومية هي زيوت الطعام, السكر وبعض المواد الغذائية التي تستورد من الخارج». منذ الصباح ارتفع سعر الدولار مقارنة مع الجنيه السوداني ليبلغ 3,47 جنيه للشراء و4,2 جنيه للبيع مقابل 3,42 للشراء و3,47 جنيه للبيع الخميس الماضي» ، بينما بلغ السعر الرسمي عبر البنوك وفق لنشرة البنك المركزي السوداني الصادرة أمس 2,74 جنيه. وأكد الناير أن انخفاض سعر صرف الجنيه يؤثر على أسعار المواد الغذائية لأن التجار بصورة عامة يستفيدون من الأمر برفع أسعار سلعهم كلما ارتفع سعر الدولار وفي ذات الوقت عندما يتراجع سعر صرف الدولار لا يخفضون أسعار السلع». ويتفاوض جنوب وشمال السودان على عدد من القضايا الاقتصادية العالقة بينهم وعلى رأسها عائدات النفط الذي يتركز إنتاجه في الجنوب بينما موانئ التصدير ومصافي التكرير في الشمال وخط الأنابيب الذي يمر بشمال السودان الذي يطالب الجنوب بدفع رسوم عن قيمة استخدام الموانئ والمصافي وخطوط الأنابيب. ويقول محمد الناير «إذا تم الاتفاق على قيمة إيجار خط الأنابيب والموانئ والمصافي الأمر الذي أراه حتميا فإن الفاقد في الميزانية السودانية من إيرادات سينخفض من 36 بالمائة إلى ما بين 20 بالمائة إلى 15 بالمائة. من ناحية أخرى أعلنت دولة جنوب السودان الجديدة أمس الإثنين أنها تعتزم إصدار عملتها الجديدة خلال أسبوع بنفس قيمة جنيه شمال السودان. وقال ديفيد دينج أثوربي وزير مالية جنوب السودان للصحفيين في جوبا إن بلاده ستتلقى أول شحنة من جنيه جنوب السودان من مطبعة في بريطانيا يوم الأربعاء المقبل ، وأضاف بحلول يوم الثامن عشر ستكون حكومة جنوب السودان قد أتمت مهمتها، وبعد ذلك تبدأ مهمة البنك المركزي لجنوب السودان في إصدار العملة ، واعتبارا من يوم 18 واعتمادا على التوزيع، ستجري طرح النقود.