الخرطوم - رويترز - أكد المدير العام لإدارة الاستكشاف والإنتاج في وزارة النفط السودانية أزهري عبدالله أمس أن بلاده تعتزم تعزيز إنتاجها من النفط من 115 ألف برميل يومياً حالياً إلى 180 ألف برميل بحلول نهاية العام الجاري، باستخدام تكنولوجيا أعلى كفاءة وتحسين معدلات الإنتاج من حقول ومناطق امتياز قائمة. وفقد السودان نحو ثلثي إنتاجه من النفط إثر استقلال جنوب السودان في تموز (يوليو). وأضاف أمام مؤتمر للاستثمار أن السودان يعتزم تحسين معدل الاستخراج من الحقول من 23 في المئة إلى 47 في المئة عبر تطبيق تكنولوجيا أعلى كفاءة. وأوضح عبدالله أن الزيادة ستأتي بصفة أساسية من المنطقة رقم 6 وسيرتفع إنتاج المنطقتين 2 و4 بمقدار 15 ألف برميل والمنطقة 17 بنحو 10 آلاف برميل. وتوقع أن يستقر الإنتاج عند 180 ألف برميل لغاية عام 2016، إذ يريد السودان زيادة الإنتاج بعد ذلك التاريخ إلى 320 ألف برميل يومياً. وأطلقت وزارة النفط السودانية خلال المؤتمر عطاءات لست مناطق امتياز جديدة للنفط والغاز. وأهم الشركات التي تعمل في السودان من الصين والهند وماليزيا. ويحاول السودان رفع إنتاج النفط، للتغلّب على أزمة اقتصادية حادة بسبب فقدانه نفط منطقة الجنوب. النزاع مع الجنوب وشدد عبدالله على أن السودان لن يغلق خط أنابيب ينقل صادرات الخام من جنوب السودان على رغم نزاع مع جوبا في شأن تقاسم إيرادات النفط. ويتهم جنوب السودان الذي لا يطل على أي منفذ بحري، الخرطوم بعرقلة صادراته النفطية في ميناء بورسودان الشمالي، وحذر من أن خط أنابيب ينقل نفطه من الجنوب إلى الشمال قد يتوقف في غضون أيام نتيجة لذلك. وقال عبدالله لوكالة «رويترز» عندما سئل إن كان الخط سيغلق: «ما أستطيع تأكيده من جانبنا هو أننا لن نغلق أي خط. سيظل مفتوحاً. يمكنك أن تعتبره أمراً مفروغاً منه». وأحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل في شأن النزاع قائلاً إن محادثات ثنائية ستعقد غداً الثلثاء في مقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا. واكتفى بالقول: «سنتباحث مع أشقائنا في الجنوب كي نحصل على مستحقاتنا». وكان جنوب السودان أعلن أول من أمس أن الخرطوم أمرت بتحميل ناقلة تابعة لها بشحنة حجمها 650 ألف برميل من النفط الجنوبي قيمتها 65 مليون دولار في بورسودان. وسبق أن اتهم الجنوب جاره الشمالي بعرقلة تصدير 3.4 مليون برميل في بورسودان ومطالبته شركات نفط أجنبية بتحويل نفط جنوبي إلى مصفاتي تكرير شماليتين. واستحوذ جنوب السودان على ثلثي إنتاج النفط السوداني البالغ نحو 490 ألف برميل يومياً عندما نال استقلاله في تموز (يوليو) بموجب اتفاق سلام عام 2005 أنهى عقوداً من الحرب الأهلية. ويحتاج البلد الأفريقي الجديد إلى خط أنابيب شمالي وإلى ميناء بورسودان على البحر الأحمر لتصدير إنتاجه من الخام، لكن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق في شأن المقابل الذي ينبغي أن يدفعه الجنوب. وكانت وزارة الخارجية الجنوبية أكدت الجمعة إن السودان يحتجز شحنتين جنوبيتين لأن جنوب السودان لم يدفع رسوم استخدام الميناء. وأضافت أن سفينتين أخريين عادتا أدراجهما بعد اقترابهما من بورسودان عندما علمتا بأن الرسوم لم تسدد. وفي وقت سابق من هذا الشهر قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن الخرطوم ستفرض رسماً حتى التوصل إلى اتفاق مع جوبا على رسوم النقل. ولم يذكر تفاصيل. ويمر السودان بأزمة اقتصادية حادة في ظل ارتفاع أسعار الغذاء ونقص في العملة الصعبة وبطالة مرتفعة.