عزا مسؤولون إسرائيليون في الحكومة وديبلوماسيون غربيون، اطلعوا على مداولات اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط في واشنطن قبل يومين، امتناع اللجنة عن إصدار بيان في اختتام اجتماعها إلى خلافات بين أعضائها بشأن الشرط الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين باعتراف الأخيرين بإسرائيل دولة يهودية. وقال ديبلوماسي غربي لصحيفة «هآرتس» أن «الرباعية» حاولت أن تقدم لكل من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ما يرضيه ليقبل باستئناف المفاوضات، وأنه كان مفروضاً أن يتطرق البيان إلى الطلب الفلسطيني بأن تكون المفاوضات على أساس إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 مع تبادل أراضٍ، بينما طالب الإسرائيليون بأن يتطرق البيان إلى اعتراف بأن إسرائيل دولة يهودية، لكن لم يتم الاتفاق حول هاتين المسألتين. ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف إلى جانب الفلسطينيين في الاجتماع ورفض أن يتطرق بيان الرباعية إلى «يهودية» إسرائيل. وأضاف أن الاوروبيين دعموا لافروف في هذا الموقف. وبحسب الموظف نفسه، أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للأميركيين أن الصيغة الوحيدة التي يمكن أن يقبل بها وتتطرق إلى حدود العام 1967 أساساً للمفاوضات مشروطة بأن تحصل إسرائيل في المقابل على اعتراف بها دولة يهودية. وتابع الموظف أن إسرائيل كانت مستعدة للقبول «بتحفظ» ببيان للرباعية يتحدث عن حدود العام 1967 وأن تبدي استعدادها لاستئناف المفاوضات فوراً شرط أن يتضمن البيان الاعتراف بيهودية إسرائيل. لكن هذه الأقوال تتضارب مع تقارير صحافية أخرى أفادت بأن إسرائيل ترفض أية صيغة تأتي على ذكر حدود العام 1967. الى ذلك، اعتبر السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور قرار «الرباعية الدولية» في اختتام اجتماعها في واشنطن إرسال وفد إلى الشرق الأوسط محاولة «لتجميل إعلانها بالفشل»، مضيفاً أن الأميركيين فشلوا في الحصول على موافقة إسرائيلية لبيان ختامي. وأضاف في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» أمس إن دولاً في الاتحاد الأوروبي ستعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية قبل موعد الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، لكنه رفض الإفصاح عن هوية هذه الدول، فيما توقعت الصحيفة أن الحديث يدور عن السويد وارلندا واسبانيا. وأشار إلى أن الفلسطينيين حصلوا حتى الآن على اعتراف 122 دولة متوقعاً أن يصل العدد إلى 130. ولم يستبعد السفير أن تشهد الضفة الغربية احتجاجات شعبية «غير عنيفة، على غرار الاحتجاجات في مصر» في أعقاب قرار الأممالمتحدة الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة. وأضاف أن هذه الاحتجاجات ستقول عملياً أن مسألة الدولة المستقلة ليست شأن الرئيس عباس وحده إنما شأن الشعب الفلسطيني كله. وتابع أن من شأن هذه الاحتجاجات أن تغيّر تعامل الولاياتالمتحدة مع إسرائيل «تماماً مثلما غيّرت تعاملها مع حليفها (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك عندما تخلت عنه». واختتم منصور حديثه بالقول إن الهدف من توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة هو إنقاذ حل الدولتين ومنع نشوء دولة واحدة، معتبراً إنها «الفرصة الأخيرة وستتحمل إسرائيل نتائج ما سيحصل بعد ذلك. حل الدولة الواحدة هو انتحار لها، ويجب تقديم بعض التنازل إذ لا يمكن لإسرائيل أن تمسك بالعصا من طرفيها».