في ظل تضارب الآراء حول مسيرة أسواق النفط من حيث عدم استقرار الاسعار ومستويات العرض والطلب، وما يشاع عن شح الامدادات وتعويض النقص جراء فقدان الاسواق للنفط الليبي، وما تقوده وكالة الطاقة من حملة تستهدف العودة الى المخزون الاستراتيجي لدى الدول المستهلكة في اروروبا واسيا والولاياتالمتحدة، لم يطلب المستهلكون الكبار مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية حتى الان كميات اضافية من النفط في ظل العرض الذي تقدمه المملكة في دعم المصافي الاسيوية بكميات اضافية من النفط. وعلى ما يبدو فن المصافي الاسيوية قد تعزف عن شراء كميات اضافية من النفط الخام السعودي بحجة عدم اقدام المملكة على خفض الاسعار بما يكفي لإغراء المشترين. في الوقت الذي تعمدت فيه المملكة على خفض سعر الخام العربي الخفيف تسليم اغسطس بواقع عشرة سنتات فقط لعملائها في اسيا الذين يشترون اكثر من نصف صادراتها. وعلى ما يبدو فإن هذا الامر يبلور مفهوما جديدا في عالم اسواق النفط أشبه ما يكون بالحرب الخفية تقودها الدول المستهلكة من خلال ما تعلنه من نقص بالامدادت في الوقت الذي لا يزال فيه اطلاق النفط الخام في كوريا الجنوبية واليابان على سبيل المثال - وهما الدولتان المساهمتان في شمال شرق اسيا في قرار وكالة الطاقة الدولية - محل تفاوض مع شركات التكرير لم ينتهِ إلى الان. مفهوم جديد يتبلور في عالم أسواق النفط أشبه ما يكون بالحرب الخفية تقودها الدول المستهلكة من خلال ما تعلنه من نقص بالامدادت في الوقت الذي لا يزال فيه اطلاق النفط الخام في كوريا الجنوبية واليابان على سبيل المثال - محل تفاوض مع شركات التكرير. وتلجأ اليابان حاليا الى سحب كميات من المخزونات التجارية التابعة لشركات خاصة دون تحديد نسبة الخام والمنتجات في الكمية الاجمالية التي تبلغ 7.9 مليون برميل. وفي ذات الوقت تطلق كوريا الجنوبية أقل من ثلث المنتجات النفطية المقررة في خطة وكالة الطاقة الدولية، في حين لم تسحب أي كميات من النفط الخام حتى الان، حيث سيتم في المجمل اطلاق 1.519 مليون برميل من المنتجات النفطية و1.948 مليون برميل من النفط الخام، وتختلف هذه الارقام بشكل طفيف عن الارقام الاولية التي أعلنت في السابق وهي مليونا برميل من الخام و1.46 مليون برميل من المنتجات. وفي الجانب الأخر من العالم فإن طاقة تكرير النفط في الولاياتالمتحدة زادت بمقدار 152 ألف برميل يوميا في بداية هذا العام لتصل الى أعلى مستوى لها في نحو ثلاثة عقود، لكن عمليات التكرير لا تزال دون المستويات التاريخية المرتفعة المسجلة في عقد التسعينات، حيث يوجد هناك 148 مصفاة نفطية قيد التشغيل في الولاياتالمتحدة في بداية 2011 تبلغ طاقتها الانتاجية 17.7 مليون برميل من المنتجات النفطية يوميا بزيادة 0.9 في المائة عن العام السابق. وقالت ادارة معلومات الطاقة ان مصافي تكرير النفط في الولاياتالمتحدة كانت تعمل بمعدلات تزيد عن 95 في المئة من طاقتها في عامي 1997 و1998 لتلبية حاجات الطلب المتزايد على المنتجات النفطية. وتوسعت العديد من المصافي لتلبية الطلب وظلت معدلات التشغيل فوق 90 في المئة في المتوسط حتى عام 2005. وأدى الركود في الولاياتالمتحدة الى تراجع الطلب على المنتجات النفطية مما دفع عمليات مصافي التكرير الى الهبوط الى 83 في المائة من طاقتها في 2009. ويرى المتابع للشأن النفطي ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يرى ان روسيا ستزيد انتاج النفط أقل من واحد في المائة هذا العام ليصل الى 508 أو 509 ملايين طن. علما أنه في العام الماضي أصبحت روسيا أكبر منتج للنفط في العالم .