قال محللون ان اسعار النفط مرشّحة للوصول الى مستويات قياسية هذا العام اذا استمرت الاضطرابات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لفترة طويلة رغم الركود الذي تشهده بعض الدول الصناعية الكبرى المستوردة للخام. وأكد مونتي جيلد الرئيس التنفيذي لصندوق «جيلد انفستمنت مانجمنت» في أمريكا ان أسعار النفط الفورية يمكن ان تتجاوز 150 دولاراً هذا العام في الولاياتالمتحدة بسبب الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الاوسط رغم قيام وكالة الطاقة الدولية بالسحب من مخزونات النفط الاستراتيجية. دول «أوبك» أنتجت حوالي 29.57 مليون برميل يومياًً، في الوقت الذي ارتفع فيه إنتاج المملكة 450 ألف برميل بشكل يومي إلى 9.5 مليون برميل يومياً، كما تعتزم روسيا اكبر المنتجين خارج المنظمة زيادة إنتاجها من النفط. وقال مونتي ان تحرّك وكالة الطاقة الدولية لن يغيّر العوامل الاساسية للنفط، وأعلنت وكالة الطاقة الدولية التي تعمل مستشاراً لنحو 28 دولة صناعية فيما يتعلق بسياسة الطاقة الشهر الماضي ان الدول الاعضاء فيها ستسحب 60 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة من المخزون الاستراتيجي للتعويض عن انقطاع الامدادات من ليبيا ودفع الاسعار المرتفعة نحو الهبوط. وسجّلت العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي في نهاية تداولات يوم الجمعة الماضي أكبر هبوط مئوي لها في يوم واحد منذ أسبوعين مسجّلة انخفاضاً نسبته 2.5 بالمائة وذلك على اثر تقرير أصدرته وزارة العمل الأمريكية وصف انه مخيب للآمال عن الوظائف في الولاياتالمتحدة ساهم في اذكاء المخاوف بشأن الطلب على النفط. وفي هذا الإطار قالت «أمريتا سن» المحللة لدى باركليز كابيتال «أرقام الوظائف مهمة للغاية.. النفط تراجع في مايو لأن بيانات الاقتصاد الكلي كانت ضعيفة بسبب تداعيات زلزال اليابان لكننا نتوقع أن نرى تعافياً في يوليو وأغسطس»، مبيّنة أن تراجع الأسعار يرجع جزئياً إلى عمليات البيع لجني الأرباح بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته الجلسات السابقة، حيث شهدت اسعار عقود الخام الامريكي على مدى الاسبوع الماضي ارتفاعاً لأقرب استحقاق 1.26 دولار أو 1.33 بالمائة من 94.94 دولار عند التسوية في الاول من يوليو. وفي ختام تداولات الجمعة انخفضت عقود النفط الامريكي الخام الخفيف لتسليم أغسطس عند التسوية 2.47 دولار الى 96.20 دولار للبرميل بعد ان تحرّكت في نطاق بين 95.60 دولار و99.18 دولار في ختام التعاملات في بورصة نيويورك التجارية «نايمكس». وفي لندن انخفضت عقود مزيج برنت لتسليم أغسطس عند التسوية 0.26 دولار أو 0.22 بالمائة الى 118.33 دولار للبرميل بعد ان تحرّكت في نطاق بين 116.88 دولار و119.87 دولار. وأغلقت العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت تعاملاتها، على ارتفاع أكثر من خمسة دولارات، بعد أن لاقت دعماً من بيانات اقتصادية مشجّعة وبيانات عن التوظيف في الولاياتالمتحدة الأمر الذي بعث الآمال في إنعاش النمو الاقتصادي. من جانبها قالت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» إن أسعار خاماتها عاود الارتفاع فوق مستوى 110 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ منتصف يونيو. وزاد سعر خام «أوبك» 2.5 دولار للبرميل (159 لتراً) ليستقر على 110.76 دولار بدلاً من 108.26 دولار. وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية نهاية الاسبوع الماضي ان مخزونات الولاياتالمتحدة من النفط الخام ومنتجات تكريره سجّلت انخفاضات طفيفة الأسبوع الماضي إذ إن زيادة معدلات تشغيل المصافي أضعفت أثرها زيادة واردات الخام. وقالت الإدارة في تقريرها ان مخزونات الخام نقصت 889 ألف برميل إلى 358.58 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من يوليو، وكان محللون قد توقعوا في استطلاع لرويترز هبوطاً قدره 2.3 مليون برميل. من جانب آخر قال محلل بارز في صناعة النقل البحري ان صادرات أعضاء منظمة اوبك المحمولة بحراً من النفط الخام ما عدا انجولا والاكوادور ستنقص 20 ألف برميل يومياً خلال فترة الاربعة الأسابيع التي تنتهي في الثالث والعشرين من يوليو. وقالت مؤسسة «اويل موفمنتس» الاستشارية البريطانية ان صادرات النفط الخام المحمولة بحراً لأعضاء اوبك ستهبط في فترة الاربعة الأسابيع في المتوسط الى 22.66 مليون من 22.68 مليون برميل في اربعة اسابيع. وكشف مسح قامت بإجرائه شركة «بلاتس» عن ارتفاع إنتاج دول أوبك الإثني عشر بحوالي 530 ألف برميل يومياً خلال شهر يونيو. وقد أنتجت دول «أوبك» حوالي 29.57 مليون برميل يومياً، في الوقت الذي ارتفع فيه إنتاج المملكة 450 ألف برميل بشكل يومي إلى 9.5 مليون برميل يومياً، كما تعتزم روسيا اكبر المنتجين خارج اوبك زيادة إنتاجها من النفط أقل من واحد بالمائة هذا العام ليصل الى 508 أو 509 ملايين طن. بعد ان أنتجت روسيا نحو 505 ملايين طن العام الماضي. وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر يناقش رسوم تصدير النفط ومنتجاته ان «في العام الماضي أصبحت روسيا أكبر منتج للنفط في العالم.. هذا بالتحديد هو مستوى الخام الذي يسمح لنا بتغطية احتياجاتنا ومتطلبات التصدير.. هذا العام نتوقع 508-509 ملايين طن». وأعلن بوتين امس الاول خفضاً مزمعاً منذ فترة طويلاً في المعامل المستخدمة لحساب رسوم تصدير النفط ليصل الى 60 بالمائة «مبدئياً» بخصم خمس نقاط عن المستوى الحالي لتنشيط انتاج الخام.. لكنه أشار الى أن روسيا قد تحول بين شركات النفط وبين أنابيب التصدير اذا تجاهلت هذه الشركات التكرير المحلي. وواجهت روسيا أكبر مصدر للنفط الخام في العالم نقصاً حاداً في البنزين في الأشهر القليلة الماضية بعد أن اتضح أن شركات التكرير غير مجهّزة لانتاج ما يكفي من المنتجات النفطية الخفيفة مثل البنزين والديزل لتموين الأعداد المتزايدة من السيارات في البلاد.