اعتصم مئات المتظاهرين الليلة قبل الماضية في ميدان التحرير بالقاهرة بعد احتجاجات واسعة في انحاء البلاد للضغط على المجلس العسكري الحاكم للوفاء بما وعد به من اصلاحات. وقد نصبت عشرات الخيام في الميدان الذي كان معقل الاحتجاجات التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير، وتوقفت حركة السير في الميدان المزدحم عادة بالسيارات في حين اخذت مكبرات الصوت تبث اغاني وطنية وموسيقى. واحتشد المتظاهرون رغم الحر الشديد مع ارتفاع درجات الحرارة الى 37 درجة مئوية. وما زال النشطاء المطالبون بالديموقراطية ممن تولوا الوضع الامني في التجمع الحاشد الجمعة يحرسون مداخل الميدان ويفتشون الداخلين اليه. ورفع المحتجون الاعلام المصرية واستمعوا الى من انشدوا الاغاني والاشعار من على منصة تم نصبها قبل يوم. ومن بين المطالب الرئيسية للمحتجين انهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين واقالة ومحاكمة ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين فضلاً عن محاكمات حاسمة وشفافة لأقطاب النظام السابق. وشجب النشطاء مرة اخرى ما وصفه بعدم محاسبة المسؤولين عن الامن ممن استعملوا العنف لقمع الانتفاضة التي اسفرت عن مقتل 846 مدنياً. وقال محمد كريم وهو طالب حقوق بجامعة الازهر «علينا تغيير وزارة الداخلية والشرطة، على الشرطة احترام المواطنين في كافة انحاء البلاد». وقال موسى عاصم وهو محتج آخر امضى الليلة في ميدان التحرير انه يؤيد المطلب الرئيسي للنشطاء بطرد المسؤولين السابقين للنظام من المواقع الهامة التي يحتلونها في مؤسسات الدولة. وقال عاصم لفرانس برس: «بعد خمسة اشهر من الثورة ما زال يتعيّن علينا مواصلة الحركة» الاحتجاجية. وتابع: «نريد التخلص من اصحاب النظام السابق الموجودين في مواقع السلطة بالاعلام».