هتف آلاف المتظاهرين المصريين مساء اليوم ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في سياق احتجاجات واسعة تعم أرجاء مصر احتجاجا على إدارة المجلس لعملية الانتقال السياسية منذ توليه الحكم بعد سقوط حسني مبارك، وهتف المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط المشير" في إشارة إلى المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى الحكم منذ سقوط الرئيس حسني مبارك فبراير تحت وطأة ثورة شعبية غير مسبوقة. وخرج المتظاهرون من ميدان التحرير، معقل التظاهرات التي أطاحت بمبارك والذي يعتصمون فيه منذ الجمعة، متوجهين إلى مقر مجلس الوزراء، وأمام المقر شكلت عناصر الجيش حائطا بشريا للتصدي للمتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى المقر فيما تمركزت المدرعات على طول الطريق. ويشكو المتظاهرون من أنهم لم يلمسوا أي تغيير حقيقي منذ الإطاحة بنظام مبارك خلال الثورة الشعبية الذي قتل فيها 846 شخصا وأصيب أكثر من ستة آلاف آخرين. واصدر رئيس الوزراء المصري عصام شرف أخيرا سلسلة قرارت إصلاحية أبرزها إنهاء عمل كافة الضباط المسئولين عن قتل متظاهرين خلال الثورة إلا أن هذه القرارات رفضها المتظاهرون الذين تعهدوا بمواصلة الاعتصام إلى حين تنفيذ كل مطالبهم. ومن بين المطالب الرئيسية للمحتجين إنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإقالة ومحاكمة ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين فضلا عن محاكمات حاسمة وشفافة لأقطاب النظام السابق، وتثير المحاكمات العسكرية المتواصلة للمدنيين سخط المصريين ويعد إلغاؤها من المطالب الرئيسية للمتظاهرين، إضافة إلى بعض الخلافات على الجدول الزمني لإجراء الانتخابات ووضع الدستور.