لا يزال سوق الشعير بحفر الباطن يعاني عدم توافر أي كميات في ظل انتظار مئات السيارات في طوابير طويلة امتدت لعدة كيلو مترات على أمل وصول أي شاحنة محمّلة يمكن أن تنهي انتظار الأيام والساعات المتواصلة بالحصول على 10 أكياس من الشعير ومع تراكم السيارات برزت عدة حِيل وطرق على أمل الحصول على أكبر كميات من الشعير. منها قيام بعض ملاك الماشية بتأجير من يقف في طابور السيارات مقابل 150 ريالاً يومياً، وإيقاف عدة سيارات تعود ملكيتها لنفس الشخص وذلك للحصول على أكبر كمية من الشعير، فيما واصل عدد من الأشخاص عملية استكشاف لطريق حفر الباطن - الدمام، وهو الطريق الذي تأتي منه الشاحنات وذلك لإبلاغ أقاربهم وأصحاب المواشي بوصول كميات الشعير للسوق ولمراقبة الشاحنات التي بدأ بعضها بتغيير مساره لوجهات غير معلومة ومع هذه الأزمة برزت سوق سوداء يقوم عليها مواطنون ومقيمون قاموا بسحب كميات من الشعير أثناء فترة توافره في السابق بمبلغ 40 ريالاً للكيس بعمليات عرض على المنتظرين داخل السوق بمبالغ تراوحت بين 55 و70 ريالاً للكيس حسب إفادة أصحاب المواشي الذين تساءلوا عن كيفية حصول هؤلاء على الشعير رغم حالة الشحُّ الموجودة بالاسواق، وإنما حصلوا عليه للقيام بعمليات مضاربة برزت مع اختفاء شاحنات الشعير من السوق. محرر «اليوم» يتحدث مع عضو الغرفة التجارية عثمان العسكر (اليوم) تشهد محافظة حفر الباطن سوقاً سوداء يقوم عليها مواطنون ومقيمون قاموا بسحب كميات من الشعير أثناء فترة توافره في السابق بمبلغ 40 ريالاً للكيس بعمليات عرض على المنتظرين داخل السوق بمبالغ تراوحت بين 55 و70 ريالاً للكيس. فيما اتهم بعض مربي الماشية المتعهّدين بحجز الكميات التي ترد للسوق وبيعها خارجة بمبالغ 50 و55 للكيس يتم تنزيلها بموقع وجود الماشية في مخالفة صريحة حيث إن الشعير الذي يحصل عليه المتعهّد مخصص للأسواق ومع تخفيض عدد الشحنات التي يمكن تحميلها للمتعهّدين حيث وصل العدد لشاحنة أو شاحنتين للمتعهد الواحد ازدادت الأزمة تفاقماً بل مرّت عدة ايام على سوق حفر الباطن بدون أي كميات في ظل دهشة المتواجدين في طوابير السيارات، اين تذهب شاحنات المتعهّدين التي تخرج من الموانئ. وقال وكيل محافظة حفر الباطن مسلط بن عبدالعزيز الزغيبي إن وضع سوق الشعير يخضع لمتابعة مستمرة في ظل تزايد الطلب وقلة المعروض مضيفا إن حفر الباطن تضمّ 43 بالمائة من الثروة الحيوانية بالمملكة وبقاء سوقها بدون شعير يهدّد هذه الثروة بالتناقص داعياً كافة رجال الاعمال والشركات المنتجة للأعلاف لإيجاد الأعلاف البديلة التي يمكن أن تساعد في تقليل اضرار نقص الشعير على مربي الماشية. وأضاف عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بحفر الباطن عثمان بن عبد الله العسكر: لقد اتجهت الشركة المستوردة للشعير لتقليل الكميات للظهور أمام المسئولين بتوفير مبالغ للخزينة ونحن منذ بداية هذا العام في أزمات متتالية بدون ظهور اي بوادر لأي حل مناسب وإن اتباع الشركة هذه السياسة لم ولن ينهي توالي الأزمات في ظل انخفاض حجم الثروة الحيوانية التي انخفضت بنسبة40 بالمائة منذ بداية ازمة عدم توافر الشعير التي سبّبت مشاكل اجتماعية كبيرة لاعتماد شريحة كبيرة من المواطنين في دخلهم الرئيسي وقوتهم وقوت أبنائهم على تربية المواشي وقد تضرّروا بشكل مباشر ولم يهدأ لهم بال منذ بداية هذا العام علماً بأن المشاكل الأمنية مستمرة داخل محطات التحميل ونقاط البيع وذلك لطول الطوابير ورغبة الكثيرين في الحصول على اي كميات بشكل سريع في ظل التعطيل العاصل للبواخر في ميناءي الجبيلوالدمام، وعدم تفريغ حمولاتها في الوقت المتعارف عليه، حيث حيث ذُكر أن بواخر الأسبوع الماضي بقيت اكثر من 9 أيام بدون تفريغ حمولاتها بدون اي سبب مقنع. وأرى ان الحل يتمثل في توفير السلعة بشكل كافٍ ولا يهمنا عن طريق من سواء عن طريق شركة الحبوب أو اي مستورد آخر، كما أنصح بمراقبة السوق العالمي وشراء المحصول قبل وقت كافٍ وإذا كان هناك خطة لتقليل الكميات المستوردة من الشعير فيجب ان تكون بشكل تدريجي وليس بالسياسة المتبعة حالياً. وقد عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم لتكرار ازمة الشعير وتواصلها، حيث قال سليمان الرخيص: أصبحت أتردد على السوق كل يوم ولأكثر من مرة واشاهد الطوابير تزداد وتتراكم السيارات وتبرز المشاحنات بين أصحابها في ظل حرارة الجو المرتفعة، فهذا يريد أن يتجاوز الطابور وهذا يريد أن يذهب ويعود ولا يغرب بضياع موقعه، الذي يمكن أن يكون فيه منذ يومين والكل يردد كلمة واحدة: نريد شعيراً بأسرع وقت وانا لدي عدد من رؤوس الماشية حاولت أن استبدل الشعير بأي نوعية أعلاف أخرى فلم أنجح وعدت لأبحث عن الشعير الذي أصبح عملة نادرة هذه الأيام. وقال مسيعيد المحمد: غالبية المتواجدين بالسوق الآن ليسوا أصحاب مواشٍ بل أصبحوا يتكسّبون من خلال أزمة الشعير فهذا ينتظم في طابور السيارات لبيع موقعه بعد عدة ساعات لسيارة أخرى وهذا يريد أن يحل على الشعير بسعره الرسمي 40 ريالاً ليبيعه في السوق السوداء بأكثر من ذلك بكثير. وأطالب بضبط عملية البيع ويجب أن يكون هناك تنظيم معيّن للحصول على أي كمية وهو البيع بالبروة فقط حتى يمكن منع من يتكسّبون من وراء هذه الأزمة ويسببون الإرباك في السوق ويخلقون المشاكل وأنا أتساءل عن دور المستوردين، لماذا لا تكون هناك عمليات استيراد منظمة من عدة دول تقضي على النقص الحاد في أسواق الشعير بالمملكة الذي جعل غالبية مربي الماشية يعتبرون سوق الشعير منزلهم الثاني حيث ينام عدد كبير منهم في سياراتهم وتحت شاحنات الشعير. ويضيف عالم مسيليم: إن اغلب المتواجدين كبار سن ويعانون من أمراض ويرهقهم طول الانتظار ولكن ماذا يفعلون فجميعهم يتردد على سوق الشعير أكثر من خمس مرات يومياً بينما فضل البعض البقاء في السوق متناسين أدويتهم مفضّلين الانتظار في الشمس الحارقة طمعاً في الحصول على أكياس شعير لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وأمام هذا الوضع المتردي لا بد من معرفة أسباب عدم وصول الشعير ومعالجة هذه الأسباب فموانئ المملكة متعددة وعلى أعلى مستوى وتستطيع البواخر تفريغ حمولاتها بأسرع وقت لتنزيل الكميات في الأسواق بدلاً من تراكمها في المواني وفي البواخر. ويقول كامل المسيليم: عاصرت عدة ازمات في نقص الشعير والأعلاف ولكن هذه الأزمة هي أشدها فعلاً وانا غير متفائل في ظل رؤيتي بعض الشاحنات تدخل المستودعات وتذهب لأناس معينين ونحن من ينتظر في العراء لا نحصل على شيء، واصبحنا صيداً سهلا للمتعاملين في السوق السوداء للشعير الذين يعرضون علينا كميات من الأعلاف بشكل علني بل يقولون إن قيمة التوصيل سوف نتحمّلها نحن ايضاً.. وما حصول هؤلاء على الشعير إلا دليل على فوضى التوزيع ودليل على استمرارية الأزمة في سوق يحتاج بشكل يومي لأكثر من 60 شاحنة.