تسبب انقطاع الشعير لأسابيع متتالية في أزمة كبيرة لمربي الماشية، إذ انقطعت مواشيهم فترة طويلة عن الغذاء الرئيسي مع عدم وجود ما ترعاه في الأرض مما أضر بها. وأشار عدد من مربي الماشية في حديث لجريدة "المدينة" السعودية إلى أن سوق الأعلاف برفحاء مفتقد للشعير أكثر من شهر، مما سبب أزمة في الحصول عليه عند وجود الكميات غير الكافية التي أمنها المتعهد خلال اليومين الماضيين، وهو ما سبب تكدسًا وطوابير من أصحاب السيارات الذين يرغبون في تأمين الغذاء الرئيسي لمواشيهم. وأوضحوا أن نصيب السيارة 10 أكياس ب 40 ريالاً للكيس لا تكفي غذاء يوم واحد للمواشي، مؤكدين وجود سوق سوداء في غياب الجهات الرقابية لنقاط البيع التي تتخذ من صحراء رفحاء مكانا لها، وبأسعار تصل إلى 60 ريالا للكيس الواحد. وأشاروا إلى أن الأعلاف البديلة تمثل تهديدا مباشرا لصحة المواشي وتسبب في نفوقها لاحتوائها على مواد كيماوية مركزة لا تصلح للاستهلاك الحيواني كغذاء أساسي. ورصدت "المدينة" الأربعاء، طوابير السيارات التي باتت تتشكل كعربات قطار يتجاوز عددها 500 سيارة يبحث أصحابها عن تأمين الغذاء الرئيسي لمواشيهم في ظل استيائهم من عملية تحديد الكمية المخصصة للبيع التي تقف على تنظيمها جهات أمنية وقصرها على 10 أكياس فقط للسيارة الواحدة دون مراعاة لما يملكه صاحب السيارة من عدد الأغنام. ويقول المواطن أحمد الشمري :"إن سوق الأعلاف برفحاء افتقد للشعير لأكثر من شهر"، مُشيرا إلى أن حضور 5 شاحنات محملة بالشعير بعد انقطاع طويل لا يسد الطلب الكبير، مما شكل طوابير هائلة من السيارات يرغب أصحابها بتأمين السلعة الغذائية الرئيسية لمواشيهم. وأشار الشمري إلى أن عملية البيع موزعة بالتساوي بمعدل عشرة أكياس لكل سيارة لا تكفي غذاء يوم واحد لمواشيه في ظل أنه يملك أكثر من 1000 رأس من الأغنام يقدم لها 35 كيسا من الشعير يوميا. من ناحيته أعرب المواطن على الشمري عن استيائه من غياب الموزعين واختفاء شاحناتهم عن سوق الأعلاف برفحاء، وهو ما خلق نقاط بيع كسوق سوداء في الصحراء في ظل غياب الجهات الرقابية، لافتا إلى أن استغلال حاجة الناس أصبح عنوانا أساسيا في الظروف الصعبة، موضحا أن الأسعار في السوق السوداء قفزت إلى 60 ريالا للكيس الواحد. فيما أوضح أبو خلف صاحب شاحنة أن اختفاء الموزعين من سوق الأعلاف برفحاء عائد إلى صعوبة تأمين كميات الشعير من المصدر، لافتا إلى أن الشاحنة تنتظر دورها 10 أيام في ينبع مسافة 2000 كم ذهابا وإيابا في ظل صعوبة تأمينه من الدمام لاقتصاره على الشركات المتعهدة وخلوه من محافظة الجبيل.