كشفت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة “الفاو” عن ارتفاع مفاجئ في مؤشرها لاسعار الغذاء العالمية بفعل زيادة أسعار السكر بنسبة 14 بالمائة في يونيو الماضي ،ورفعت توقعاتها لانتاج الحبوب لتعكس أحدث البيانات الامريكية. وذكرت المنظمة في بيان ان المؤشر الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة من الحبوب وزيوت الطعام ومنتجات الالبان واللحوم والسكر بلغ 234 نقطة في المتوسط في يونيو الماضي مرتفعا من 231 نقطة معدلة في مايو ومسجلا أعلى 39 نقطة عن يونيو 2010. وكان يتوقع أن يدفع تراجع أسعار القمح والذرة وفول الصويا المؤشر للهبوط ويهدئ تضخم أسعار الغذاء وهو أحد العوامل التي أثارت اضطرابات في دول عربية في وقت سابق العام الجاري . وسجل مؤشر الفاو مستوى قياسيا بارتفاعه 238 نقطة في فبراير الماضي بفعل صعود أسعار الحبوب وشح الامدادات مما أثار مخاوف من تكرار أزمة الاغذية العالمية في 2007-2008 حينما ارتفعت أسعار الغذاء بشكل كبير مثيرة أعمال شغب مميتة في بعض الدول النامية. وبلغ مؤشر الفاو لسعر السكر 359 نقطة في المتوسط في يونيو مرتفعا 14 بالمائة عن مايو. ورفعت الفاو توقعاتها لانتاج الحبوب العالمي في 2011-2012 الى نحو 2.31 مليار طن بزيادة 11 مليون طن عن توقعها السابق في 22 من يونيو و 3ر3 بالمائة عن انتاج العام الماضي وذلك بعد تعديلين متتاليين لتوقعات المحصول والرقعة الزراعية في الولاياتالمتحدة في العام 2011 الجاري 2011. من جهة أخرى قال عبد الرضا عباسيان الخبير الاقتصادي ومحلل الحبوب لدى الفاو لخدمة رويترز انسايدر ان الضغوط التضخمية الناجمة عن أسعار الاغذية العالمية ربما تتراجع في 2011-2012 عن 2010-2011 رغم استمرار الاسعار عند مستويات تاريخية مرتفعة. وقال ان الارتفاع في أسعار السكر في الاونة الاخيرة الذي دفع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء العالمية للصعود في يونيو قد يشهد تصحيحا. وكان جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام المنتخب الجديد لمنظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة «الفاو» توقع في تصريحات له مؤخرا أن تستمر أسعار الاغذية المرتفعة لسنوات عديدة وأن تسبب مشكلات للدول المستوردة. وقال دا سيلفا «هذا ليس اختلالا مؤقتا ... ستبرز أسعار السلع عدم التوصل الى مزيد من الاستقرار في الاوضاع المالية على مستوى العالم.» ويريد سيلفا أن تشارك الفاو بشكل أكبر في مساعدة الدول المستوردة على مواجهة تقلبات أسعار الغذاء. ولم يستبعد عدم تحقيق عدد كبير من الدول الفقيرة لاهداف» الالفية التي تنص على خفض عدد الذين يعانون من الجوع الى النصف بحلول 2015. الفاو رفعت توقعاتها لانتاج الحبوب العالمي في 2011-2012 الى نحو 2.31 مليار طن بزيادة 11 مليون طن عن توقعها السابق في 22 من يونيو و 3.3 بالمائة عن انتاج العام الماضي وعلى مفترق الالفية في العام 2000، حددت الدول ال 192 الاعضاء في منظمة الاممالمتحدة هدفا لنفسها يتمثل في تقليص عدد الاشخاص الذين يعانون من الجوع الى النصف بين 1990 و2015، اي الى حوالى 400 مليون شخص. و ابدى سيلف شكوكا حيال امكانية تحقيق هذا الهدف. وقال ان «عددا كبيرا من الدول الفقيرة لن تتمكن من بلوغه وخصوصا الدول الفقيرة الصغيرة حيث حاجات التدخل (في مجالات اخرى) عديدة». وحسب موقع الفاو على الانترنت امس فان ارتفاع اسعار السكر هبط بتأثير من البرازيل التي يتوقع أن يهبط انتاجها كأكبر منتج للسكّر في العالم، إلى مستوى دون العام الماضي. كما سجَّل مؤشر المنظمة لأسعار الألبان 232 نقطة في يونيو ، بلا أي تغييرٍ فعلياً أو ما يكاد عن مستواه البالغ 231 نقطة في مايو الماضي بينما بلغ متوسط مؤشِّر المنظمة لأسعار اللحوم 180 نقطة، مُسجّلاً ارتفاعاً طفيفاً عن مستواه من مايو . ويُعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار لحم الدواجن بمقدار 3 بالمائة كأعلى رقمٍ قياسي يسجَّل من قَبل لهذه السلعة، وبالنسبة للحبوب ذكر تقرير الفاو انه عقب تعديلين مُتتاليين لتوقُّعات إنتاج المحاصيل في الولاياتالمتحدةالأمريكية لعام 2011، تأتي تنبؤات المنظمة الأحدث لإنتاج الحبوب العالمي للفترة 2011 / 2012 بمقدار نحو 2313 مليون طنّ، أي ما يزيد بمعدل 3.3 بالمائة عن إنتاج السنة الماضية وبما يفوق توقّعات المنظمة قبل الأخيرة في 22 يونيو ، بمقدار 11 مليون طنّ. وتُسقِط هذه التوقعات استخداماً عالمياً للحبوب للفترة 2011 / 2012 ، من المنتظر أن ينمو بمقدار 1.4 بالمائة عن الاستخدام المسجَّل للحبوب للفترة 2010 / 2011، ليبلغ 2307 مليون طنّ أي ما يقل 5 ملايين طنّ فقط دون الإنتاج المتوقّع سابقاً. أمّا أرصدة الحبوب العالمية لدى انتهاء الموسم المحصولي في عام 2012 فالمتوقّع الآن أن تتجاوز مستوياتها الأوّلية للموسم بمقدار 6 ملايين طن فقط. وإذ تُواصِل التوقُّعات ترجيح أن تتجه الأرصدة إلى الوفرة من الأرز والحبوب... فمن الممكن أن تظلّ أرصدة الحبوب الخشنة، وخصوصاً الذرة الصفراء على وضعها المتأزِّم نسبياً.