منذ أكثر من تسعين يوماً وساحات سوق الأعلاف في تثليث خالية على عروشها من شاحنات الشعير، مما جعل مربي الماشية في حيرة من أمرهم حيث هناك من قام ببيع بعض مواشيه وهناك من فكّر في إطلاقها خاصة الإبل، تبحث عن رزقها رغم المخاطر التي قد تسببها خاصة توجّهها للطرق المعبّدة واعتراض طريق المسافرين مسببةً لهم الحوادث المميتة. ساحة الأعلاف في تثليث خالية على عروشها من شاحنات الشعير (اليوم) «اليوم» تجوّلت بعدستها بساحة سوق الأعلاف في تثليث والتقت بعدد من مربي الماشية، في بداية جولتي التقيت بالعم علي بن محمد القحطاني من أوائل مربي الماشية في تثليث ومن سكان بادية غرب تثليث، حيث أكد لي أن الشعير اختفى من ساحة السوق والأسباب الحقيقية غير معروفة واصبحنا في حيرة من أمر مواشينا التي تأثرت بهذه الأزمة على الشعير وقد نقصت أوزانها وقلت أثمانها في السوق أثناء جلبها للبيع، كما أكد لي أن هناك بعض المتعهّدين، وعدداً من المرتزقة يقومون بجلب الشعير وبيعه في الخفاء بعد تنزيله في مستودعات وبأسعار مرتفعة جداً تتراوح بين60 ريالاً و80 ريالاً وبهذه الأسعار زاد سعر الأعلاف الخضراء حيث أصبحت تتراوح بين 20 و25 ريالاً، أما العم ناصر بن علي آل سعد وهو من قدامى المربين للماشية بتثليث فأكد لي أن الجهات المعنية (محافظة تثليث وشرطة محافظة تثليث) لم تحرّك ساكناً تجاه هؤلاء المتلاعبين بالأسعار، فلم يتم القبض على أصحاب المستودعات وعندما يمرر بلاغ للشرطة أو المحافظة يبررون بأنهم خرجوا للموقع ولم يجدوا البائع المحتال على التسعيرة المخصصة 40 ريالاً. كما أكد كل من سعود القحطاني وناجي القحطاني أن هناك تاجراً كبيراً وهو من قدامى التجار في تثليث وكان صاحب سعر أقل دائماً حيث يزاول بيع مواد غذائية وبيع الشعير يقوم بجلب الشعير من المنطقة الشرقية بسعر لا يتجاوز 35 ريالاً ويقوم ببيعه بسعر60 الى 65 ريالاً. ويبرر ذلك بأنه يأخذه من تجار خارج الميناء بسعر 55 الى60 ريالاً، ومعه مكسب 5 ريالات فقط، وهناك ايضاً أصحاب «لواري» فئة (عائدي) يجلبون الشعير من المنطقة الشرقية ومحافظة جدة ويقومون ببيعه في الأحياء وأماكن بعيدة عن الأنظار وبسعر يتراوح بين 75 و85 ريالاً وتجد خلفهم طوابير من السيارات من مربي الماشية وعندما توجّهنا لهم بالسؤال: لماذا تقومون بشراء الشعير بهذا السعر المرتفع؟ فأجابوا قائلين: مواشينا هلكت وعندما نقوم بالإبلاغ عن المخالف للتسعيرة لا نجد التفاعل فما لنا إلا الشراء خشية على مواشينا وأمرنا لله رب العالمين، فنحن بين أمرين أيسرهما مرّ. ويتوجّه كل من علي القحطاني وناصر آل سعد وناجي القحطاني وسعود القحطاني وكثير من مربي الماشية في تثليث بنداء عاجل لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالنظر في معاناتهم مع المتلاعبين بأسعار الشعير من المتعهّدين والمرتزقة ويأملون في الأمر على محافظ تثليث ومدير شرطة محافظة تثليث تطبيق التعميم الوزاري الموجّه لجميع أمراء المناطق ومحافظي المحافظات بتطبيق العقوبات الرادعة في حق المتلاعبين من الغرامة ومصادرة حمولتهم وبيعها بالتسعيرة المحددة والتشهير بهم في الصحف المحلية وعلى حسابهم الخاص كما ورد في تعميم سموه «حفظه الله» والتوجيه بتوفير الشعير في ساحات السوق وبالسعر المحدد 40 ريالاً ويأملون أن يكون ذلك عاجلاً فمعاناتهم ليست وليدة اليوم وإنما مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر والمواشي في طريقها للهلاك.