تحولت أزمة ارتفاع اسعار الشعير وقلة المتوافرة منه إلى مادة للتندر بين المواطنين ومربي المواشي وأصبحت سوقا رائجة لتداول الشائعات والهواجس في القنفذة.. فما ان يتخيل احد -على سبيل المثال- أن هناك شاحنات قادمة من محافظة جدة وستقوم بالبيع غدا حتى يسرع الناس ليصطفوا في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر في ساحة توزيع الشعير ويظلوا هكذا حتى يكتشفوا في النهاية ان الامر كان مجرد شائعة اطلقها البعض وتدوولت بين الناس الذين يتلهفون على وصول شاحنات الشعير لإطعام مواشيهم. وعلى الجانب الآخر -وإزاء هذه المواقف المستفزة من بعض المتلاعبين بمشاعر المربين- قرر عدد من مربي المواشي مواجهة مشكلة الشعير بحل عملي بالامتناع عن شراء الشعير واستخدام البدائل الاخرى كالبرسيم والنخالة التي اكتشفوا أنها بديل ممتاز وأقل تكلفة من الشعير. وأكدوا انها بدائل جيدة بالنسبة للمواشي وقرروا الاستمرار على عليها لحين انفراج أزمة الشعير واستقرار الأسعار كما كانت في السابق. * المتاجرة في البداية يقول المواطن علي العمري: مشكلة الشعير باتت تشكل هاجسًا لنا نحنُ مربي المواشي؛ فمنذُ بداية حدوث أزمة الشعير تعرضنا للكثير من الخسائر بداية من سعر كيس الشعير الذي قارب سعره على 80 ريالا ونهايةً بالسعر المتدني عند البيع. وأضاف العمري هناك ظاهرة باتت تتطور يومًا بعد آخر، وهي المتاجرة بالشعير من قبل الشباب حيثُ يقومون بترقب الشاحنات القادمة الى المحافظة -التي جعلت من المزارع والأماكن البعيدة عن العمران مقرًا لها- ويقوم صاحب الشاحنة ببيع الكيس بسعر يتراوح من 55 إلى 60 ريالًا على هؤلاء الشباب الذين يتسابقون للحصول على كمية من الأكياس للذهاب بها لساحة بيع الشعير «بمركز القوز» ويقومون ببيعها بأسعار تتراوح من 70 الى 80 ريالًا وسط غياب واضح للرقابة من قبل المختصين. * هواجس وشائعات ويشير المواطن أحمد الحربي الى أن أزمة الشعير باتت حديث المجالس والمنتديات فما أن تخرج من مسجد أو تتواجد في سوق أو مكان عام إلا وتجد أشخاصًا يتحدثون عن مشكلة الشعير، بالإضافة للشائعات الكثيرة التي يطلقها بعض الناس، حيث يذكر البعض منهم على سبيل المثال أن هناك شاحنات قادمة من محافظة جدة وستقوم بالبيع في الصباح فتجد الناس يصطفون وفي النهاية يكتشفون أنها مجرد شائعات.. مشابه بتلك التي يطلقها التجار من وعود وهمية. * البدائل المثالية ويقول عمر السيد مربي مواشي: منذُ مشاهدتي للارتفاع الكبير في أسعار الشعير يومًا بعد يوم قررت الامتناع عن الشعير واستخدمت بدائل أخرى كالبرسيم والنخالة التي اكتشفت أنها بديل ممتاز وأقل تكلفة حيث تتراوح أسعار حزمة البرسيم من 20 الى 25 ريالا فقط، بينما الشعير يصل في بعض الأحيان الى 80 ريالًا. ويضيف: الحمد لله لدينا بدائل جيدة ولكن للأسف الكثير من مربي المواشي همهم الاول هو الحصول على الشعير دون التفكير في البديل. ويوافقه الرأي عبدالله العلوي ويقول منذُ بداية أزمة الشعير اتجهت على الفور للأعلاف كبديل مؤقت ولكن حينما رأيت أن الوضع جيد بالنسبة للمواشي التي أمتلكها قررت الاستمرار على العلف لحين انفراج أزمة الشعير واستقرار الأسعار كما كانت في السابق. * حديث الساعة الشاهد أن الشعير أصبح ومازال حديث الساعة لجميع مربي المواشي في محافظة القنفذة فما أن تذهب لمناسبة أو تأتيك دعوة من أحد الأصدقاء لتناول السحور أو الإفطار ألا وتجد مشكلة الشعير في مقدمة المواضيع التي يتم نقاشها في تلك المجالس.. ولكن في نهاية تلك النقاشات لم يستطع أحد أن يعرف سبب ذلك الانقطاع الذي دام طويلًا وبات يشكل خطرًا على الثروة الحيوانية في المنطقة ويعرض المواشي للضعف والهزل، مما يجعل الإقبال عليها قليلًا جدًا بالإضافة لتدني سعرها عند البيع.