مات أحمد.. يوم أو شهر سنتحدث عنه وننساه كما نسينا غيره من الاطفال الذين طالتهم يد العنف الاثم حتى انتهى بهم الأمر جثثا هامدة. لماذا لا يجب أن ننساه؟ لان احمد لم تقتله زوجة والده فقط بل شارك في قتله الاب وقسم الشرطة الذي لم يقف مع الحق وغيب طلب الام عندما اشتكت على زوجها السابق وطلبوا منها هناك ان تكتب شكوى للمحكمة ليرفعوها هم كما اوهموها ولكنهم لم يفعلوا شيئا. وقتل احمد القانون الذي سمح للاب ان يخرج من المحكمة بورقة الطلاق فقط ويبدأ حياة جديدة واهما انها ستكون الأجمل بصحبة زوجة جديدة دون ان يفكر ويخطط لحياة ابنائه من زواج سابق ترك له القانون الغائب حرية التعامل معهم دون أدنى اعتبار لمن انجبتهم! أراد ان يحرق قلبها الزوجة السابقة واشعل النار فيه بحرمانها من احمد واخته.. ولكن ماذا لو ان ذلك الزوج خرج من المحكمة بورقة الطلاق ومعها اوراق أخرى تلزمه بالتعامل العادل مع ابنائه وامهم، أين حق الام في حضانة ابنائها، أين حقها في رؤيتهم على اقل تقدير ولو مرة و احدة في الأسبوع.. ماذا عن حق الابناء في رؤيتها والتماس حنانها وعطفها عليهم.. ألف ماذا وماذا تتسابق لتبرز في اذهاننا ونحن نرى تلك الجريمة البشعة التي اشترك فيها كثيرون قبل ان تمتد يد تلك المجرمة على ذلك الطفل البرىء، ومن قبل امتدت ايادٍ أخرى بالتعذيب حتى الموت أو التشويه الجسدي والنفسي. أما آن الأوان اليوم أن نفيق من غفوة جاهلة ظالمة بل قاتلة ألا يجب أن تتوقف هذه الجرائم التي يصفق لها غياب القانون ويشجعها الاهمال أما آن الأوان اليوم ان نفيق من غفوة جاهلة ظالمة بل قاتلة ألا يجب ان تتوقف هذه الجرائم التي يصفق لها غياب القانون ويشجعها الاهمال.. لطالما كتبت وغيري عن حقوق المرأة وابنائها بعد الطلاق وهي حقوق قدمها لها رب السماوات والأرض وغيبها الإنسان الضعيف المخادع المجامل الذي يرى الاب هو عماد الحياة والام عنصرا ضعيفا لا يعتد به ولهذا صار يغلب الذكر أمام الانثى مهما كان حقها واضحا و منزلا من لدن الرحيم العليم. يا لهول الفاجعة باحمد .. مات احمد وهو بالتأكيد في حال احسن فهو كطير من طيور الجنة، طفل برىء مات ليكشف سوءة المجتمع والقانون الهزيل. مات احمد فلعل موته يوقظ الضمائر وتدرك ان ورقة الطلاق ليست نهاية المطاف بل بداية لمتعلقات تتطلب دقة وحذرا في التعامل، دقة في المعالجة ودقة في القرار وتتطلب دراسة منفردة لكل حالة طلاق حول من يكفل الابناء وكيف يتم التواصل مع الطرف الآخر حالات تتطلب اقساما تعنى بالشؤون الاجتماعية في المحاكم. الأمر ليس عصيا ولا صعبا ولا خارقا فمتى نبدأ؟ [email protected]