الفاصل بين مدينتي الجبيل البلد والجبيل الصناعية جغرافياً بضعة كيلو مترات، والفاصل الخدماتي والاجتماعي بين المدينتين كبير جداً - حسب مواطنين يقطنون بالجبيل البلد - والذين يصفون المستوى الخدماتي والاجتماعي وحتى التعليمي الاقتصادي والترفيهي بمدينتهم بالمتدنّي قياساً بالجبيل الصناعية التي تمتاز - حسب وصفهم ايضاً - بالمدينة «المنعمة»، فهناك التخطيط العمراني والتنظيم والخدمات البلدية المتميّزة والترفيهية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها التي ينعم بها سكان المدينة والتي يعزونها الى إشراف الهيئة الملكية ووجود شركات كبرى، بعكس الجبيل البلد التي تفتقر للبنى التحتية وشحّ خدمات منها مياه الشرب والصرف الصحي وتدنّي الخدمات البلدية والصحية والتعليمية والترفيهية والاجتماعية وغيرها الكثير. المباني الحديثة والخضرة بالجبيل الصناعية (تصوير: علي السويد) واشار صالح الزيدان أحد سكان الجبيل البلد الى صعوبات الصرف الصحي التي تعاني منها الجبيل البلد منذ سنوات وانسياب المياه العادمة في العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية وتحوّل بعضها الى مستنقعات آسنة تنتشر منها الروائح الكريهة مما يهدّد بكارثة بيئية. وأكد أحمد البوعينين من سكان الجبيل البلد وجود فرق كبير بين الجبيل البلد والجبيل الصناعية منوّهاً الى مشكلة العمالة الأجنبية والتي يقدّر عددها حسب الإحصاءات الأخيرة بأكثر من 140 ألف عامل أجنبي وبأن هذا العدد الهائل من الاختلاف الثقافي والاجتماعي يتسبب بمشاكل وجرائم تهدّد أهالي الجبيل البلد. وترى "هند. ع" وجود بون شاسع بين الجبيل البلد والجبيل الصناعية، فالأخيرة أفضل من جميع النواحي. وبيّنت "هناء.م" ان العيش بالجبيل الصناعية أفضل لها كفتاة مؤكدة ان الجبيل البلد تحتاج الى جهود للوصول الى مصاف الجبيل الصناعية من حيث الخدمات المختلفة. من جانبه قال الكاتب الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين أن الجبيل البلد ما زالت بعيدة عن التطوّر الذي تشهده الجبيل الصناعية من حيث الخدمات البلدية والطرق والصحة والتعليم والخدمات الترفيهية والاجتماعية والتنظيم والتخطيط العمراني التي ينعم بها سكان الجبيل الصناعية في الوقت الذي يعاني فيه سكان الجبيل البلد من شحّ في الخدمات. واضاف ان الجبيل البلد تحتاج إلى التخطيط الأمثل والربط والتكامل الذي يفضي إلى الاندماج مع الجبيل الصناعية لردم الهوة في التنمية الشاملة بين المدينتين وإصلاح المحيط الجغرافي، وإعادة تخطيطه بأسلوب يزيل التمييز الخدمي والفروقات التنموية بين المدينتين. الجبيل البلد بحاجة إلى إستراتيجية تنموية شاملة وفق رؤية مستقبلية تشترك في وضعها المحافظة والبلدية والمجلس البلدي والمحلي والهيئة الملكية بالجبيل، وأن تُربط بإستراتيجية الهيئة الملكية المستقبلية الجديدة، لضمان ردم الفجوة التنموية بين الجبيل الصناعية والبلد واستطرد: الجبيل البلد بحاجة إلى إستراتيجية تنموية شاملة وفق رؤية مستقبلية تشترك في وضعها كل من المحافظة، البلدية، المجلس البلدي والمحلي، والهيئة الملكية بالجبيل، وأن تُربط بإستراتيجية الهيئة الملكية المستقبلية الجديدة، لضمان ردم الفجوة التنموية بين الجبيل الصناعية والجبيل البلد. وأوضح: أعتقد أنه لا مفر من تحقيق التكامل الأمثل، والدمج الخدمي بين المدينتين المتلاصقتين، لتُصبحا مدينة واحدة تحت مسمى مدينة الجبيل. وكانت "اليوم" قد التقت بوكيل أمانة المنطقة الشرقية المهندس شجاع المصلح على هامش الملتقى الدولي لتخطيط المدن (تجارب ونتائج) والذي أقيم بمدينة الجبيل الصناعية في وقت سابق، حيث اعترف المصلح بأن مدينة الجبيل تعاني من وجود مشاكل تخطيطية وأن المدينة بها العديد من الضغوطات الكبيرة سواء من ناحية السكن أو البيئة كما لديها مشاكل أخرى كثيرة. كما بيّن أن الصرف الصحي في الجبيل مشكلة كبيرة بسبب الحاجة لمحطة تنقية منوّهاً الى مخاطبة ارامكو عدة مرات ولم يكن هنالك تجاوب. واستطرد: قريباً إن شاء الله سنحاول مع ارامكو لتوفير قطعة ارض لإنشاء محطة تنقية وان الجبيل الآن لديها خط رئيسي للصرف مع مرافق لكن عند اعمال الصيانة تقع مشاكل الصرف.